هل الرياضي في مأمن من الإصابات مع الرياضات الإلكترونية وهل هي فعلًا رياضة أم ترفيه ؟
الخميس 29 ذو القعدة 1445 هـ - الخميس 6 يونيو 2024 م 08:05:51 PM
في زمن السوشال ميديا وعالم الانترنت الذي أحدث تغيرات ضخمة وواسعة على حياة البشرية وأصبح يجمع العالم كله في كفة واحدة من دون أن يتحرك الشخص من مكانه شبراً واحداً، ظهر على إثرها أنواع جديدة من الرياضات والتي تدعى بالرياضة الالكترونية E-sport والتي تختلف عن الرياضات التقليدية التي اعتدناها على أرض الواقع ..
وحول هذا الموضوع تقول د. هبه الحبيب: حيث أن الرياضة الالكترونية هي ألعاب فيديو يتم لعبها في بيئة تنافسية ومع عدة فرق عالية التنظيم وقد تم اعتمادها من ضمن عدة منظمات وجهات حكومية وخاصة في عدة دول ولكن السؤال الآن هل فعلاً الاعب الالكتروني هو فعلاً لاعب رياضي ويمارس الرياضة الفعلية ؟
ما لا يخفى ذكره بأن ممارسيين الرياضات الالكترونية قد يتدربوا على اللعب لخوض البطولات والمسابقات في العالم الافتراضي لعدد هائل من الساعات يومياً وهذا قد ينتج عنه إرهاق ذهني ونفسي وتوتر عالي جداً وصعوبة في التركيز مع الوقت بسبب الساعات المطولة متسمراً عند الشاشة ونتيجة لذلك سيُحد من النشاطات الجسدية وستظهر ألام عضلية وهيكلية مزمنة وضعف عضلي في الجسم وتشنجات عضلية خصوصاً في الرقبة والاكتاف وتيبس في المفاصل خصوصاً الحوض وآلام والتهابات في مفصل اليد واعتلالات عصبية في النفق الرسغي مقارنةً بالإصابات التي يتعرض لها الرياضيين عند ممارسة الرياضات التقليدية ..
حيث أن اللاعب الرياضي الالكتروني لا يتحرك ولايفرغ طاقته بممارسة النشاط فيتلاشى حينها التوازن الجسدي والنفسي والهرموني الذي تحققه الرياضة الحقيقة في العالم الواقعي بالرياضات التقليدية
وبالتالي إن الرياضة الكترونية هي مجال ترفيهي ممتع ولكن قد لاتكون صحي كما الرياضة التقليدية فلا من الاخذ في عين الاعتبار عند ممارسة الرياضة الالكترونية حجم ونوع النشاط وعدد ساعات التدريب فمن اللازم أن توضع بخطة وطريقة مدروسة حتى لا يصاب الفرد بالإرهاق الذهني وأثار محدودية الحركة على الصحة الجسدية والنفسية التي ستؤثر على حياته القادمة خصوصاً إذا كان اللعب من عمر مبكر سيزيد عوامل الخطر من كل الجوانب التي ذكرناها ..
في سياق متصل قال د/ محمد بوعباس: في الأونة الأخيرة بدأ يظهر لنا مجموعة من الشباب يتم تسميتهم رياضيين وينتسبون إلى هيئات واتحادات رياضية تحت مسمى فرق أو منتخبات ( للالعاب الاكترونية ) أو حتى مسميات أخرى مثل الرياضات الالكترونية، ومن هنا يجب علينا تسليط الضوء على هذه الظاهرة الغير رياضية والتي لا تمت للرياضة بصلة، لأن الشخص الذي لا يقوم بمجهود بدني أو حركي لا يسمى رياضي.
وأردف قائلًا: بل على العكس من ذلك فقد أثبتت الكثير من الدراسات والابحاث الاضرار الكبيرة وخصوصاً على المدى البعيد من التواصل الكبير مع هذه الاجهزة الذكية أو الألعاب الالكترونية من آلام في أسفل الظهر وفي العضدين والرقبة، و أيضاً بعض المشكلات القوامية وخصوصاً للأطفال في فترة النمو، والكثير من المشكلات النفسية مثل التوتر والقلق والنرفزة السريعة وغيرها
ناهيك عن مشاكل العيون والصداع .
ولهذا يجب علينا أن نضع النقاط على الحروف وأن لا نلصق مثل هذه الهوايات الالكترونية بالاتحادات الرياضية، أو الالعاب الرياضية الحقيقية المفيدة لكل الجسم والاجهزة الحيوية والفسيولوجية وأيضاً الفوائد النفسية والمزاجية .
لذلك يجب علينا كمجتمع أن نقنن من استخدام تلك الالعاب الالكترونية ونستبدلها بألعاب رياضية ترويحية حقيقية تعود على أجيالنا الحالية والقادمة بالكثير من الفوائد الحقيقية .
