د. هبه الحبيب.. ما لا تعرفه عن اللص الصامت
السبت 27 جمادى الثانية 1446 هـ - السبت 28 ديسمبر 2024 م 11:34:34 PM
هل أنت من الأشخاص الذين تعرضوا للسرقة من لص لم يُظهر أي أثر لتحركاته ؟!،هل ممكن نتعرض للص صامت في أجسامنا وصحتنا من غير مانشعر ؟.
لطالما كانت مشكلة هشاشة العظام مشكلة صامتة حتى يتعرض الشخص للكسور فتظهر الآلام الشديدة ومشاكل العظام المتعلقة فيها
ولهذا سٌميت هشاشة العظام باللص الصامت لأنها اضطراب يُضعف العظام ويقلل من الكالسيوم فيها دون أن يشعر المصاب معها بأي أعراض ملحوظة حتى يتعرض الشخص للإصابة بالكسور
وبالتالي إن تعرض الشخص للكسور خصوصاً كسور عظام الحوض والورك والعمود الفقري والتي تعيق الشخص عن الحركة وتصاحبها آلام العظام الشديدة فتقلل من جودة الحياة والنشاطات للفرد خصوصاً لدى كبار السن
ولكن على الرغم من إن هشاشة العظام هو مرض صامت إلا إن الدراسات الحديثة مؤخراً قد أثبتت دوره الكبير في تحسس الجهاز العصبي الطرفي والمركزي للألم لأن هشاشة العظام تزيد من كثافة الألياف العصبية الحسية في العظام وينتج عن ذلك فرط حساسية المستقبلات الحسية للألم في المنطقة والتي بدورها تتحسس من انخفاض مستوى الحموضة PH والذي يساهم في زيادة التوعية المركزية للجهاز العصبي فيجعل الاحساس بالألم شديد.
ولهذا فإن آلام العظام الشديدة الناجمة عن هشاشة العظام بسبب تورطها في سرعة تحسس الجهاز العصبي للتعبير عن الألم عند تركها بدون علاج تساعد على تفاقم الآلام المزمنة وزيادة تزامنها.
وعلاوة على ذلك فإن العظام عبارة عن نسيج مغلف بالألياف العصبية على نطاق واسع جداً وهذه الشبكة العصبية لها دور أساسي في تنظيم بعض الظواهر الفيسولوجية مثل تدفق الدم وتوسيع وتضييق الأوعية الدموية وإعادة بناء وتدمير بعض الخلايا العظمية.
ومن المعلومات المهمة التي يجب معرفتها عن ترابط هشاشة العظام بتهيج الآلام المزمنة في الجسم إنه عند التقدم في السن قد تقل الكثافة العظمية ولكن لا تقل كثافة الألياف العصبية على العظام وإنما تزداد مع التقدم في العمر وبالتالي بسبب عدم التوازن مابين الكثافة العظمية والكتلة العصبية المحيطة فيها ينتج عن ذلك تهيج وتطور بعض الأمراض المزمنة المرتبطة بالعظام والغضاريف مثل التهاب المفاصل أو التهاب المفاصل الروماتويدي وبذلك فهي تلعب في الفيزولوجيا لمشاكل واضطرابات العظام وآلامها المزمنة.
وإن البعض قد ينتابه الرعب عند معرفته باصابته بهشاشة العظام ويعتقد بإن أقل حركة أو ممارسه للنشاطات والتمارين البسيطة قد تجعله عرضة للإصابة بالكسور ولكن إن تقوية العضلات والأنسجة المحيطة بالعظام قد تقلب المعادلة وتقلل من فرط حساسية المستقبلات العصبية الحسية للألم في المنطقة كما أنها تساعد على زيادة ارتصاص الخلايا العظمية فتؤدي لكثافتها.
فإن التمارين والأنشطة الرياضية المناسبة تساعد على :
زيادة التوازن وتقليل مخاطر السقوط والتعرض للكسور، زيادة القوة العضلية والكثافة العظمية، تقليل تهيج الجهاز العصبي، وفرط حساسية الألم، التحكم في الألم والأمراض المزمنة المرتبطة بمشاكل الهشاشة
ومن التمارين المهمة والتي أكدت الدراسات على دورها في تحسن هشاشة العظام والمشاكل المرتبطة بها تمارين التقوية والتي يحتاجها مريض الهشاشة بالدرجة الأولى و يحتاج أيضاً للإهتمام بتمارين التوازن لأهميتها في تقليل مخاطر السقوط كما يفضل ممارسة اليوغا وتمارين المرونة والتمارين الهوائية.
ولأن اضطراب الهشاشة هو اللص الصامت فيتمكن من العظام من دون أن يترك أي أثار لجريمته فلابد من الوقاية منه من عمر الشباب بالاحتراز بممارسة التمارين بشكل منتظم حتى لا تدعه يتمكن منك مع التقدم في العمر دون أن تشعر.
ودمتم بصحة وعافية وأمل
أخصائي أول عظام علاج طبيعي:
د. هبه الحبيب