2012-10-20 14:59:29
حكيم ..... زمان
الحديث عن الماضي يأتي مفعما بعبق الزهور ورائحة البخور ،ومنعشا كنسمات الربيع ربما لأن تباعد الأيام يذيب مراراتها ويخفف من أنينها بينما تتلألأ وتبرق ذكرياتها الجميلة فتزداد توهجا ولمعانا ولذا فالحنين للزمن الجميل لا يقاوم خاصة عندما تغيم السماء وتتكاثف السحب ويأتي السيل محملا بالزبد.
سألت جدتي يوما باعتبارها الكفيل عن سبب تسميتي فعرفت أنه كان تيمنا باسم طبيب القرية وحكيمها فقد كان الحكيم في الزمن الجميل ملهما وحلما وأملا وبمثابة أيقونة المجتمع حيث كان إماما في الصلاة ،وحكما في الملمات، وكبيرا في المناسبات ،ومصدر فخر لمن يجالسه ،ومثار ذكر لمن يسلم عليه ،ومبعث زهو لمن يعرفه حتى سرت مقولة(لا تستطيع أن تكون امبراطورا بين يدى الطبيب) لأن الامبراطور هو الطبيب.
ومن إشراق الماضي إلى غيوم الحاضر نطير ويأتي ذكر الطبيب فلا تجد تلكم الهالة أو التبجيل إنما التجاهل وربما حتى التطاول .
هل تغير المجتمع ؟ بالتأكيد حيث صارت المادة عنوانا وميزانا به يكيل فما رجحت كفة الطبيب ولكنها مالت بقرنائه من لاعبي الكرة والممثلين بل والحرفيين!!!!
هل تغير الطبيب؟ نعم صار البعض مثالا للجشع اللعين وأتى الإضراب اليوم وزاد النار في الهشيم وفتح النار لا على المضربين ولكن على كل طبيب دون تمييز وركب الموجة من يصيد في الماء العكر ممن لا ناقة لهم في الأمر ولا بعير.
بودى أن أعود لزمن الحكيم و لكن أملى أن يظل الخير في أطبائنا إلى يوم الدين.
سلمت من كل سوء.......يا حكيم