النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
نجوى المغربي د- فؤاد داغستاني إضافة سعودية للفن التشكيلي
الاثنين 16 جمادى الثانية 1441 هـ - 10 فبراير 2020 م

د- فؤاد داغستاني إضافة سعودية للفن التشكيلي داغستاني- معارضي من المملكة إلى كل أنحاء المعمورة كتبت – نجوى المغربي لا تتعقب شخوص فؤاد داغستاني, سر بجانبهم وصادقهم , فهم السيرة الذاتية للكون من حولك,وأطلق العنان لإنسانيتك بجوارهم وحولهم , هذا الطبيب صديق الغرف المعقمة غادر الألوان المحددة التى طالما رافقتة لسنوات في عمله إلى مسطح أبيض سكب فيه مهاراته اللونية – والشعورية – فهل أجاد في الرسم كما أبدع في الطب . إلتقينا لوحاته ذات الفراغ الذي يضج بالحياة – خامات متنوعة ما بين عجينة الخشب إلى أنبوب اللون السائل – سادة أو مخلوط – من أين أتى دكتور فؤاد داغستاني بموضوعات لوحاته ,لعل البيئة الأولى في قلبه سبقت البيئة المتراصة في الشوارع والميادين والحضارة الحالية – تخوم التلاميذ وجدائل النخيل وعناق السماء للبشر والزرع والحجر , رقصات وحجل الرجال, أبواب البيوت القديمة الدافئة ,فجر نهوض الطيور المباركة , الصحراء أنهارا رائقة عذاب, بعث داغستاني حياة من الماضي وهبها لونا وحاضر ما أراه الا قصد بها تثقيفا وتوثيقا – لعل التعبيريون كان مشروعهم الفنى الإنساني جليلا حين قدموا فيه أنفسهم مجردة غير زاهية ولا تخدم أغراض أحد فكانت أصدق الفنيات وصولا إلى المتلقي, بل حين جاء التصوير الخفيف ليقبض عليها ويسلمها إلى تكنولوجيا مهندسة وتكعيبة عابه النقاد ووجدوا في ذلك خيانة لأيقونات الحياة - فالفن للفن والمجتمع ملك لهم عوامهم وعظمائهم – لذا لم ينغمس فؤاد داغستاني في النظرية الخاصة وألجم لونه وخطه بل عمد إلى توجيهه إلى العام والأعم والأشمل وكل ما يلمس المتلقى الغير محاط ببيئة بعينها فلك أن تلهو بين مجموعة جذوع الأشجار اليابسة في أرض منخفضة ويمكنك أيضا أن تصمت وأنت تمد شفتيك امتعاضا على شيء ما لا آراه ويراه الفنان من أعماق نفسه كما يرى الوقت, ونظرية الوقت عند الراسمون تختلف – فهى معنية بما تقدمة وما يراه الفنان بأعين وحدس متلقى – ينطلق اللون عند دكتور فؤاد داغستاني إلى مساحة تتعدى خصر اللوحة وإطارها فهى تاره بين اكتناز وتويتات صغيرة وكأنها عائدة من منفى إلى وطن وتارة أخرى ضوء أبيض هاربا من أصفرا كثيرا صار يسكن حارات العالم – عكفت على رؤية خطوط داغستانى باحثة علني أجد لوحة تناسب نقودي القليلة – وجدتها رسمت على مشارف مطار وكأن لا اعتبارية فيها للزمان أو المكان, قلة من الرساميين من يقدمون الحل ولأن فؤاد داغستاني طبيبا فهو يقدم فى كثير من لونه حبة دواء أو يعالج خواء نفس وكثيرا ما أخرج نكبات ونظف جرحا وربما موتيفات نادرة مقسمة على عدة لوحات- فهنا نظارة وهناك ساق أطلقتها الريح وتلك مقاعد دراسة وأخرى شمس تتخلل بين حلم من أزرق وأخضر وسط خشب عجينة يتخلل الأجواء وكأنة عمرمن نهار بين الوقت والإستعارة . لبيك أيها الفن وهو يجيب الطبيب, ثنائية لا تصلح الإ لهما- وأدوارا في الدور التشكيلي السعودي ترفع اللون عند منصة الواعدين مما يسهم بشكل ملفت وجديد في نظرية الرمز المفتوح بين غاد وهارب و بين الأبيض والأزرق يتسيد ألوانه كما نرى (لوحة إسلامنا ) ولا جدال أن تنوع إستخدام الخامات عند د فؤاد يدفعنا إلى الجزم بالتمكن وتطويع الجرح للانتهاء منه على طريقة فنان بارع – جبل فوجي- سيد العظام الكبار كان أزرقا وأضاف له داغستاني كراته البيضاء فى النصف الأعلى من اللوحة هل هي الهمة أم الوقت الزمني للبيئة والفنان – لعله قصد جمعهم وأسقط الرمز في جعبة قارىء اللوحة, دعك من وتيرة الحركة – فلم تغرد لوحة واحدة من لوحات فؤاد بمعاناة – وكأنما هي تحدي وإصرار على التوفيق والنجاح وأن كل ما عداه زبد يذهب – حتى شخصية المؤسس رحمه الله الملك عبد العزيز آل سعود كانت لوحة تعيش في وطن والكل يتشارك أحلامها . كثيرون من رسموا البهجة بالزهور وقليلون من أبدعوا في البهجة قصة تحدي ونجاح وإشتمال يزين حاط الحياة . لماذا ترسم ؟ قال د. فؤاد داغستاني لأسجل الحياة قبل وبعد وأثناء وكلها نادرة وتستحق . حتي عندما أخفى لوحة قاصدا كان يمحو الرمادى ويصر أن يمنحها زهرا برتقاليا قويا وصلبا لعله الإرادة ولعله منتوج البيئة . تسافر لوحات فؤاد داغستاني إلى المعارض والبيئات المختلفة عابرة للحدود والقارات في ثوب غير الخيل- متفرد ومدهش وإستشرافي ومسكون بالحيوية والتجدد, لا يتعثر فى اللون قدر ما يغتسل به مع متلقيه, بعض الرسوم فيها مشاكسة لكنها تظل هامدة في إنتظار بعث وتجربة بل لهث - ولا تصلح لها ابدا امرأة الشرفة , قد تكون واحة الفنان وهدوء بحارة وطبيعة الحياة الهادئة طرفا في هذا, أثق أن التجربة العفية المدهشة التي ولدت كبيرة ويافعة ستصمد وتورف ظلالا عريضة أوراقها وتطال عنان السماء – تجربة آثرة وملمح جديد وتناول أنيق يضع أمام المشاهد عشرات اللوحات التى أسست لمنظومة الفاتح المريح من اللون والخامة والموضوع – أنه طواف حول رحلات الدكتور فؤاد داغستاني في التشكيل الفني الغزير كما واتجاها فإذا ماحان وقته كن جاهزا واستقبله . --------------------------------------------------
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر