الجمعة 03 صفر 1443 هـ - 10 سبتمبر 2021 م
لماذا لا يستطيع مصاصي الدماء الخروج نهاراً؟ لماذا لا يمكنهم الوقوف تحت أشعة الشمس والاستمتاع بها؟ الغريب في الأمر أنهم يتحملون مصابيح الشوارع وأضواء المنازل بالرغم من أنهما مكونتان من نفس الضوء كضوء الشمس!
في الحقيقة، لم يفكر روائيو وكُتاب قصص مصاصي الدماء ملياً في هذه الخرافة. لم يفكروا بأن الضوء مهما كان مصدره فهو مكون من أشعة كهرومغناطيسية متذبذبة في الفضاء سوف تؤثر على الشخص الواقع عليه بنفس التأثير بغض النظر عما إن أتى من الشمس أو من مصابيح السيارة (باستثناء في مقدار التأثير).
كذلك لم يفكر أباءنا مليًا عندما نقلوا لنا خرافة "النظر طويلاً إلى شاشة التلفاز سوف تضعف العين". فالضوء الصادر من شاشات التلفاز والحاسوب والهواتف هي نفسها الضوء المنعكس من سطح الأرض على عينك (بل أضعف من ذلك الضوء حتى): إن كان ضوء الهاتف يسبب الضعف في العين، فإن ضوء النهار سوف يسبب لنا العمى مع مرور الزمن، لأننا نتعرض لساعات النهار اكثر من الهواتف والتلفاز والحواسيب.
" بالرغم من أن استخدام الحواسيب لن تضر عينيك "، يقول جامعة هارفرد الطبية، " إلا إن النظر لساعات طويلة إليها سوف تتعب العين ". وهذا التعب في العينين آت من عدم الرمش كفاية عند النظر إلى الشاشات، مما يجعل العين جافاً ومتعبًا. تنصح الجامعة بالنظر بعيدًا عن الشاشة لمدة قصيرة كل ساعة على الأقل.
الخرافة الأخرى المرتبطة بالشاشة الالكترونية والعين هي إن النظر طويلاً إلى الضوء الخافت للشاشة تضعف العين، هذه الخرافة كانت متعلقة بالقراءة تحت ضوء خافت لكن يبدو إنها ارتقت للعصر التقني الحديث. الضوء الخافت لا يؤثر على تركيبة العين ولا على قوتها مع مرور الزمن، لكنها تتعب العين بسرعة مؤديًا احيانًا إلى الاحمرار بالعين وألم في الرأس.
الأسطورة الصحيحة الوحيدة متداولة في مجتمعنا عن مضار الشاشة الالكترونية هي تسببها بالارق عند استعمالها ليلاً قبل النوم. الضوء الأزرق المنبعث من هذه الشاشات توهم الساعة الحيوية في دماغنا بأن اليوم ما زال نهاراً، فبذلك يجعلنا مستيقظين في الليل دون نوم مريح. يجدر الذكر أن الهواتف الذكية الحديثة والحواسيب أيضاً استطاعت أن تقضي على هذه المشكلة بوضع برنامج يغير من درجة لون إلى اكثر دفئاً بعد غروب الشمس.
لماذا إذاً يضعف البصر؟ يضعف بصر الإنسان لعدة أسباب منها وراثية كقصر وبُعد البصر، ومنها مرضية كالزرق أو التهابات في العين. وعلى الرغم من أن هذه الحالات كانت متواجدة قبل اكتشاف التلفاز حتى، إلا إن ظهورها في الأطفال والمراهقين بالتناغم مع عصرنا الالكتروني دفع الإباء (والأطباء أحيانًا) إلى الاعتقاد بوجود سبب ومسبب في العلاقة بين العين والشاشة.
نحن حرفياً في عصر التقنيات الالكترونية، العديد منا يأخذ الشاشات الالكترونية مصدراً للعيش والترفيه والتواصل مع الاخرين، فهي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها. وهذه المنزلة لم تقيها من الاساطير حول مضارها الصحية، لكننا بفضل العلم وبصيرته نعرف حقيقة تلك الاشاعات الآن.