الجمعة 17 رجب 1443 هـ - 18 فبراير 2022 م
لم تكن السائحة السويسرية س.ك البالغة من العمر 55 عامًا، تتوقع أن تنتهي إجازتها في دبي بلسعات حارقة من قنديل البحر كادت أن تودي بحياتها بعدما عانت من تورم شديد في ذراعها مع انسداد في الشرايين الرئيسية، مما أثر على وظائف الذراع.
كانت السائحة س.ك قد قررت في أكتوبر 2021، قضاء يوم ممتع على الشاطئ برفقة زوجها لكنها فوجئت بتعرضها لهجوم من قنديل البحر في صورة لسعات حارقة على ذراعها الذي تورم على الفور لتعاني بعدها من ألم وحرقة شديديّن في الذراع، ما دفعها إلى التوجه إلى إحدى المستشفيات في دبي لتكتشف هناك أنها تعاني من انسداد في الشرايين.
وبإجراء الفحص، اكتشف الأطباء أن انسداد الشرايين نتج عن جلطة دموية في ذراعها بسبب السم الذي خلفه قنديل البحر والذي كان من الممكن أن يؤدي إلى غرغرينا، وموت أنسجة الجسم بسبب من نقص تدفق الدم، وهو ما كان من الممكن أن يتطلب بتر ذراعها. ورغم أن لدغات قنديل البحر في دبي نادرًا ما تؤدي إلى هذه المضاعفات، بل وعادة ما تكون معظم اللسعات طفيفة ولا تتطلب أي تدخل طبي، إلا أن حالة هذه السائحة السويسرية كانت خطيرة على غير العادة، ما استدعى فحصها من قبل جراح أوعية دموية متخصص، ومن ثم تمت إحالتها إلى الدكتور محمد رأفت عقيلة، استشاري جراحة الأوعية الدموية في مستشفى الزهراء بدبي.
وقال د. محمد رأفت عقيلة، استشاري جراحة الأوعية الدموية في مستشفى الزهراء بدبي: "كانت المريضة في حالة حرجة للغاية عندما أتت إليّ، وكان لا بد من أن أُجريَ لها عملية جراحية فورية لضمان إنقاذ ذراعها. وبسبب حالتها المعقدة، كان علينا أيضًا إجراء العديد من العمليات الجراحية الإضافية لضمان شفاءها بشكل صحيح دون أن تفقد ذراعها، وبعد إجراء هذه العمليات الجراحية، وإعطائها الأدوية اللازمة وإتمام جميع التدابير الطبية، بدأت صحة المريضة تتحسن بشكل ملحوظ، وفي غضون أسبوعين من الإقامة في مستشفى الزهراء بدبي، تم السماح لها بالخروج بعد تعافيها بشكل تام".
في البداية، عمل الأطباء على استئصال الخثرة جراحيًا عن طريق حقن إذابة الجلطة الدموية داخل الشرايين، واستغرقت هذه العملية حوالي 6 ساعات لإكمالها. وكان الهدف منها هو إزالة الجلطة الدموية من الشرايين، والسماح للدم بالتدفق بحرية وتجنب المضاعفات الخطيرة الأخرى بما فيها بتر الذراع. احتاجت المريضة بعد ذلك إلى إجراء عدة عمليات جراحية أخرى للتأكد من حيوية أنسجة ذراعها، وتم إجراء تضميد اجراحي معقد عدة مرات لضمان التئام الأنسجة بشكل صحيح.
وبالإضافة إلى العمليات الجراحية التي أجريت لإنقاذ الذراع وما تبعه من تضميد جراحي، خضعت المريضة أيضًا لجراحة ترقيع الجلد لتغطية الجلد التالف وتسريع تعافي الحالة.
وعن تجربتها في مستشفى الزهراء بدبي، قالت المريضة س.ك: "آخر ما كنت أتوقع حدوثه هو أن ينتهي بي المطاف في المستشفى أثناء إجازتي. كانت تجربة شاقة للغاية ومرهقة للأعصاب في البداية لأني لم أكن أعرف إلى أين أذهب لطلب المساعدة، ولكن لحسن حظي تمت إحالتي إلى الجراح الخبير الدكتور محمد عقيلة، الذي قدم لي ولزوجي كل الدعم طيلة مدة العلاج وجعلنا نشعر وكأننا في منزلنا. لا يسعني سوى أن أتوجه بخالص الشكر لمستشفى الزهراء بدبي على الرعاية التي قدمها الطاقم الطبي بأكمله، وما بذلوه لإتمام شفائي أثناء إقامتي في المستشفى".
واستعادت المريضة عافيتها بالكامل في نهاية المطاف، لتعود إلى سويسرا بعد أسبوعين من العمليات الجراحية الناجحة والعمل الحثيث الذي تكلل بتحقيق الشفاء التام لها.