محمد داوود - جدة: كشف الخبير الصحي استاذ الصحة العامة واستشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة ، أن هناك 3 أسباب وراء تزايد اكتشاف السكري 2 ( النوع الثاني ) بين الأطفال اليافعين في المجتمعات العربية والخليجية ، مبينًا أن السكري من النمط الثاني كان يرصد قبل ثلاثة عقود بين الكبار ، أما الآن فقد تغّير الحال وأصبح الأطفال اليافعين يصابون به نتيجة توفر العوامل المؤدية للإصابة.
وقال "خوجة " إن العامل الأول هو السمنة ، إذ لعبت نوعية الأغذية التي يتناولها الأطفال دوراً في حدوث البدانة المفرطة ، فللأسف أصبح معظم الأطفال يتناولون كميات مفرطة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من الأطعمة الصحية ، وبالتالي أزدادت أوزانهم بشكل لافت للنظر ، ومع إهمال العلاج زادت فرص تعرضهم للإصابة بالسكري النمط الثاني ، أما السبب الثاني فهو عدم ممارسة أي نشاط رياضي من قبل الأطفال اليافعين يساعد في الحفاظ على الوزن الصحي ، فمع عدم الحركة زادت الأوزان وهو ما ساعد على زيادة فرص التعرض لمشكلة السكري النمط الثاني من خلال مقاومة الجسم لهرمون الأنسولين المفرز من البنكرياس ، أي عدم إفراز البنكرياس لتراكيز كافية من هرمون الأنسولين لضبط مستوى الجلوكوز ، وفرط إفراز هرمون الجلوكاجون ، المفرز من البنكرياس والمسؤول عن رفع مستوى الغلوكوز في الدم.
أما ثالث الأسباب فهي تجاهل الوالدين في علاج أبنائهم الذين يعانون من السمنة ، مما أدى بدوره إلى إستمرار الوضع لديهم كما هو بمعنى الاستمرار في زيادة الوزن الذي لم يقابله أي جهد بدني أو تدخل علاجي يسهم في إعادة الوضع الصحي لهذه الفئة من الأطفال ، بالإضافة إلى زيادة فرص تعرضهم للمضاعفات المترتبة على السمنة ومشاكلها على صحة الجسم. وتابع أن مرض السكري من النوع الثاني يتطور عندما لا يتم إنتاج الأنسولين بشكل كافي من البنكرياس، أو أن الجسم لا يستجيب للأنسولين بشكل صحيح، ويحدث ما يسمى مقاومة الأنسولين - كما أوضحت- ، وبالتالي يتراكم الجلوكوز في الدم ، وغالباً ما يتطور مرض السكري النوع الثاني عند الاطفال بشكل تدريجي، لذا قد يكون من الصعب ملاحظة أعراضه ، فمن المهم أن يتم تشخيص السكري النوع الثاني عند الأطفال فور ملاحظة الأعراض والبدء بالعلاج في أسرع وقت لتجنب مضاعفاته ، وخصوصاً أن أسباب السكري النوع الثاني عند الأطفال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة الوزن لدى الطفل وارتفاع نسبة السكر في الدم.
وخلص البروفيسور خوجة إلى القول : الوقاية من السكري النمط الثاني اكون من خلال الالتزام بنظام غذائي صحي قليل الدهون والسعرات الحرارية ، الحفاظ على النشاط البدني وممارسة التمارين بمعدل 30 دقيقة يومياً بما يوازي 150 دقيقة اسبوعياً ، الحفاظ على الوزن الصحي لتجنب السمنة ، منع الأطفال أو الحد من المشروبات الغازية والعصائر المحلاة بالسكر واستبدالها بالماء والعصائر الطازجة ، الحد من وقت جلوس الأطفال أمام الشاشات، بما في ذلك شاشة التلفزيون وشاشة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة ، ضرورة إيقاف تشغيل التلفزيون أثناء تناول الوجبات ، ضرورة علاج الأطفال وعدم تجاهل زيادة الوزن لديهم حتى لا يصلوا إلى مرحلة متقدمة من السمنة تستوجب التدخل الجراحي.
وأهم النصائح ضرورة حث الأطفال على الحركة دون الجلوس ساعات طويلة على الأجهزة ، إذ يساعد النشاط البدني على تقليل الإصابة بالسكري من النوع الثاني، لأنه يساعد الجسم على استخدام الأنسولين بشكل صحيح، مما يقلل من مقاومة الأنسولين، كما يُحسن النشاط البدني صحة الأطفال العامة، ويحسن من السيطرة على ضغط الدم.