2012-06-11 19:19:35
حمزة حمد الخوالدة
بعد انتهاء الاستعمار من الوطن العربي وقع في بالي سؤال هل ذلك الاستقلال اعطى الشعوب العربية كل ما تريد هل عادت الشعوب العربية كما كانت قبل ذلك هل تحررت واستقلت بذاتها وشخصها ام هناك ما ينقصها ام لم تعد قادر لذلك
هل فقدت ثقتها بنفسها طوال تلك الاعوام وألان استعادت ثقتها بنفسها ام ان الانظمة لم تواكب التطور فانهارت ام ان الشعوب اصبح لها صبغة جديدة لم تتعرف عليها تلك الانظمة او لم تستطيع التعامل معها .
كل تلك التساؤلات كان لها العامل في التغير العربي الذي سمى بعد ذلك الربيع العربي ولكن هل الربيع العربي اكتمل وهل ما يحدث الان هو ثمن الربيع العربي .
في محور التغيرات وخلال السنين الماضية بقيت الرقعة العربية تحت انظمة حاكمة اخذت قوانينها واستمدت تعليماتها من انظمه دول اخرى فمنها كان ناجح اخر لم ينجح الى حب السلطة لدي الحاكم الى عدم التمييز بين المسؤولية والمنصب وصولا الى عدم مواكبه التطورات الفكرية لدى الشعوب وبالأخص الشباب حيث كان التواصل بين الشباب موجود والتغير في الزمان والتطور التكنولوجي كان له الاثر الكبير بهذا كله.
لم يكن للحاكم المسئول القدرة الى مواكبة هذا التطور والتغير وذلك لعدم اهتمامه بالنظر او التطلع الى العصر الجديد القادم الذي الشباب هم ابناء هذا العصر ولكن التعصب الفكري ادى الى خسائر كثيرة داخل تلك الدول التي عانت من هذا التغير .
فكان الحراك الشعبي تجاه هذا التغير كبير ادى الى التغيير فعلا ولكن كان هذا التغيير بالانظمه الحاكمة هل للشعوب الفرصه ان تتغير لتواكب الأنظمة الجديدة الان ام ماذا سوف يحصل بعد ذلك هل واقع الحياة سوف يتغير بشعوب الى مستوى معيشي افضل هل الحراك السياسي سوف ينتهي الى تغيير الانظمة فقط ام هناك اشياء اخرى هل سوف يبقى شعار "الشعب يريد ..." مرفوعا ام هناك حراك خفي يستظل تحت هذا المسمى واستغلاله لا ندرك شي الان الابعد بدء فعالية الانظمة الجديدة ولكن ما ندركه اليوم ان الشعوب تحررت من تلك الهالة التي صنعها لها الاستعمار وبقي الغزو الفكري يحرسها الى ان تفجرت .
الان هل الربيع العربي قادر على اضفاء معان جديدة على الهوية العربية
كل هذه التساؤلات لم يستطع المفكرون والمحللون السياسيون على طرح اجوبة او مبررات وقفوا هائمين
ولكن الغريب ما في الامر ان الربيع العربي يظهر بوجهين لم يدرك اي شعب اي وجه هو الان او اي مفكر او اي نظام قائم الان . لم تستطع الشعوب العربية على التكلم فقد فقدت الان اهم ادبيات الحوار بل فقدت الحوار نفسه لم تستطع الانتظار لترى ما هو الحوار .
الان الربيع العربي يفقد الحوار واتجهت الشعوب الى الساحات لتصطدم ببعضها دون العلم ، ام انها تعمل كما اسلفنا سابقا . فهذه الحالة الثانية او الوجهة الاخر للربيع العربي
وقد ركزت الثورات العربية التي اشتعلت شرارتها الأولى في تونس العام على الفساد والفقر وانعدام ألحريات وليس الهيمنة الغربية أو الاحتلال الإسرائيلي. ولكن حقيقة انطلاقهم ضد الديكتاتوريات المدعومة من الغرب .
ولكن لا نتفاءل كثيرا بما يحصل
اخشى ان ما يحصل هو تسمم فكري لدى الشعوب جراء كثير عوامل اهمها وسائل الاعلام والإفراط بالمشاهدة والنوع الجديد من الافلام ذات صبغة العنف حتى افلام الاطفال امتازت بذلك فإني ارى ان هذا كله ادى الى هذا المنوال الان الشعوب فقدوا حاسة النطق لتتحاور وحاسة السمع ليسمعوا كلمة ماذا تفعلون او لنعيد ترتيب الاثاث الداخلي معا .
ووحدة الأبحاث في مجموعة ذي إيكونوميست البريطانية أصدرت تقريراً يقترح ثلاث سيناريوهات, لما سيؤول إليه الربيع العربي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ويخلص التقرير إلى أن كل ما سينتجه الربيع العربي ,إنما هو أنظمة هجينة, وحروب أهلية,وتطرّف إسلامي, وانقلابات عسكرية. وانتشار الفساد، وضعف تطبيق القانون، وهشاشة المجتمع المدني، وعدم نزاهة القضاء. وحدوث صدامات عنيفة ذات طابع إسلامي متطرف بُعيد سقوط الأنظمة الحاكمة,و تراجع نفوذ تنظيم القاعدة . ارجوا ان لا يؤول الوضع الى ما هذا المنحنى ولكن هذا تبأ وارد جدا عما نراه اليوم لذلك نرجو الله ان لاينتهي الامر الى ذلك
ولكن الشعوب العربية صاحبة حضارة وثقافة وعلم وشهد تاريخ العرب ثورات قبل ذلك
اخرها الثورة العربية الكبرى التي انهت وجود الاتراك في المنطقة دام طويلا .
ولكن هل للاحزاب دور فاعل و مؤثر في البيع العربي او تغيير مسار الربيع العربي او تنظيم الحشود واعداد طاولة الحوار مرة هذه الفترة هي امتحان كبير لتلك الاحزاب المعمرة بل عليها المسؤولية الان وهي تقف لتنظر ماذا يحصل بعد ذلك حيث ليس للوقت صديق في هذه الامور يجب استغلاله اشد استغلال لترتيب الافكار وتنظيم المستجدات
ولكن المحرك الرئيس لهذه الثورات هم الشباب وهم من يقودها ويحركها ويتفاعل معها، وهم كذلك من أشعلها. وأن الإعلام الجديد والتقليدي، لعب دوراً رئيساً، إذ كان هو وسيلة الثورتين التونسية والمصرية، وكان تأثيره في هاتين الثورتين واضح، بحيث نجحتا بدون عنف وانقسام في المجتمع كما يحصل في باقي الدول العربية التي فيها احتجاجات وثورات. كما أن هذه الوسائل أثرت في انتقال هذه الثورات من دولة إلى أخرى .وأن هذه الثورات أظهرت ضعف البناء السياسي في الدول العربية، وتمحورها حول شخص القائد أو الرئيس، وعدم تطور البناء السياسي إلى بناء مؤسساتي. يستطيع أن يقدم من خلاله، الأفكار والنصح والرؤى للمؤسسة السياسية، ولذلك تضعف الحكومة في حال ضعف الرئيس، وكذلك عدم استطاعتها مواجهة الضغوط الدولية، بشكل فاعل لأن قراراتها فردية وتتمحور حول رأس الهرم السياسي.وأبرزت أهمية الحاجة للإصلاح ومواكبة التطورات السياسية والاجتماعية ماهي السلطة القادرة على تسيير الشباب الى الاتجاه الاصح الان .... الاعلام .... الاحزاب ..... العرق .... الطائفية هذا ما نخشاه الان هو تسيير هذا الحراك لمصالح دون مصالح الربيع العربي الذي نريد وما نريد هو تحديد ماهية الهوية العربية الجديدة