الطبيب - محمد داوود- جدة:
يحتفل المجتمع الدولي اليوم 15 يونيو 2023 باليوم العالمي ضد إساءة معاملة كبار السن بهدف تعزيز وعي المجتمع بأهمية العناية بكبار السن وعدم إيذائهم والمحافظة على حقوقهم.
وقال طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين ، إن المملكة ولله الحمد اهتمت بجانب حقوق كبار السن اهتماماً كبيرا إذ صدر قبل فترة نظام حقوق كبار السن ورعايتهم وذلك امتداداً للجهود المستمرة في دعم العناية بكبار السن وتحقيق رغباتهم ومتطلباتهم الاجتماعية والنفسية .
وتابع: المملكة وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان أطلقت العديد من المبادرات لتحسين جودة الحياة ورفع مستوى الخدمات المقدمة لكبار السن في المجتمع عامة وفي دور الرعاية خاصة، حيث يعمل كبار السن على تقديم إسهامات عدة للمجتمع عن طريق العمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال الأخرى من خلال خبرتهم التي اكتسبوها في الحياة، كما أن الدولة لا تُغفل أحدًا من أعضاء المجتمع فيما يتعلق بالخدمات الصحية.
وقد وفرت للمسنين برامج رعاية خاصة وتتناسب مع احتياجاتهم ، إذ تعمل كافة قطاعات الدولة ذات العلاقة على توفير سبل العيش الرغيد للمسنين العاجزين عن العمل وذلك من خلال توفير المساعدات المالية للأجهزة الطبية التي توفرها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، كذلك دور الرعاية الاجتماعية التي توفر لهم الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها ، كذلك تقدم خدمات الرعاية المنزلية لكبار السن والتي يمكن التقديم عليها من خلال منصة الرعاية الاجتماعية أو عن طريق وزارة الصحة.
وأضاف: هناك العديد من العوامل الاجتماعية والسكانية والنفسية والبيولوجية التي تسهم وتؤثر في الحالة الصحية والنفسية للفرد، وتجتمع هذه العوامل تقريبًا لدى كبار السن ، وكل هذه العوامل تؤثر سلبًا في صحة ونفسية المسن ، ويساعد الدعم الاجتماعي والأسري في تعزيز كرامة كبار السن ويحد من آثار المشكلات النفسية المترتبة على هذه الفئة، لذا فأن البقاء بصحة جيدة والشعور بأن الشخص في أفضل حالاته أمر مهم للغاية في أي سن، فالتعامل السليم مع متغيرات السن يُعد مفتاح البقاء بصحة جيدة.
وأشار إلى أن رسولنا الكريم كان يوصي دائماً بكبار السن والعناية بهم ، وقد وردت أحاديث عديدة حول ذلك ، قال رسول الله ﷺ: إن من اجلال الله تعالى: إِكْرَامَ ذي الشيبة المُسْلِمِ، وحامل القرآن غَيْرِ الْغَالي فِيهِ والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط ، كما قال رسول الله ﷺ: ليس مِنَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا، وَيَعْرِفْ شرف كَبِيرِنَا، كما ذكر عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: أَمرنا رسول اللَّه ﷺ أَنْ نُنْزِل النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ. وأختتم د.ضياء بقوله : تتطلب رعاية كبار السن ضمان جودة حياة عالية ، فهم يستحقون أكثر من مجرد رعاية طبية ؛ يحتاجون أيضًا إلى دعم عاطفي وحياة اجتماعية وكل شيء آخر يدخل في عيش حياة سعيدة ، ويتطلب وضع كبار السن الحرص على متابعة حالتهم الصحية بشكل دوري، وذلك لكونهم عرضة لمشاكل عدة (بدنية – عقلية ونفسية – اجتماعية) ، وتأتي الوقاية من تلك المشاكل والحرص على متابعتها منعاً لتراكم الآثار السلبية لعوامل خطورتها، مما يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بها وخطر الإصابة بمضاعفاتها.