2012-09-23 05:16:09
الطبيب ...العار
امتهان الطب يرقق المشاعر, ويسمو بالنفس , ويفعم القلب بالرحمة , ويضيف أبعادا إنسانية تعلي من قيم الإيمان لتقربه من مولاه.
ذلك لما يراه الطبيب من حكم الله وآياته في شفاء مريض لا يرجى برؤه , ومن موت فجأة لشاب في مقتبل عمره ومن نجاة شخص من حادث مريع بلا خدوش , ومن دقيق صنع الله في خلق الانسان من مخ بذاكرة يعجز "بيل جيتس" وفريقه عن مجرد قياسها وقلب يكد طول العمر بلا توقف كموتور يعيى عمالقة فورد.
لكن ماذا لو قارب الطبيب دهاليز السياسة والحكم؟ هل ينتزع منه تلك الخصوصية الانسانية لمهنته؟؟ أم تضيف له أسلحة يساهم بها في القضاء على ثالوث المرض والفقر والجهل؟؟
يكشف التاريخ عن أمثلة راقية لأطباء أضافوا وارتقوا بأممهم كـ"مهاتير الألمعي" في ماليزيا والثائر الرمز "جيفارا" في الأرجنتين والشهيد الأسد "الرنتيسي" في فلسطين والمناضل الحر "المرزوقي" في تونس والنبيل الكريم "أبو الفتوح" في مصر.
أما العار والفضيحة فذاك الطبيب القابع في سوريا وسط الأشلاء , والدم , والرصاص .ممسكا بالرشاش بدلا من مبضع الجراح ،مقاولا للموت والدمار بدلا من مداويا ومضمدا للجراح ،متسربلا بالقطران بدلا من رداء أبيض شفاف ،بوصفه طبيبا للعيون فهو يقتلعها من محاجرها بدلا من زرع عدسة تجلب لها الضياء.
فماهى الأسباب؟
والعلم عند الله
يبدوا أنه عند تخرجه أقسم بأبو جهل وليس بأبو قراط !!!!
د. منير لطفى محمد
استشارى الباطنة والسكر