2012-09-25 05:09:05
التسول الطبى المستفز
نعم العنوان صحيح وليس به خطأ إملائى .. يعرفه العالم على أنه التعليم الطبى المستمر(CME ( أما لدينا في مصر المحروسة فهو التسول الطبى المستفز
تتخرج وتشاء الأقدار أن تعمل في وزارة الصحة وأمامك أحد طريقين إما أن تعض بالنواجذ على ما تملك من فتات المهنة وتتكلس علومك الطبية عند هذا الحد وإما أن تشد الرحال لمراكز العلم والمستشفيات الجامعية لتتسول ما يسد به رمقك من الطب وحديثه ، وعندها تبدأ رحلات التسول المدفوعة الأجر وفى آخر المطاف لاعلما حصلت ولا مالا وفرت.
وبالمثال يتضح الكلام لا سيما إذا كان الكلام من واقع الحال وليس سماعا عن فلان أو علان.
ذهبت في أواخر التسعينات موفدا من مشفاى الحكومى وبيدى شيك بألف من الجنيهات لمركز جامعى لأمراض الجهاز الهضمى وذلك للتدريب على منظار القناة الهضمية وظللت أربعة أشهر أقف متفرجا لاأحد يعيرك انتباها لابرنامجا معدا ولا تقييما وما مسست المنظار بيدى(ممنوع الاقتراب) وتحدثت مع مدير المركز عن أننا ماجئنا إلا لنمارس عمليا وأما الفرجة فدائما_ ببلاش _ فرد بعقلية مسئول مستودع أو مدير مخزن أن المناظير سعرها باهظ ويخشى من تلفها إن نحن تدربنا عليها أو لمسناها وكأنه من فرط ذكائه ولد ته أمه وفى يده منظار مرارى وبفمه آخر معوى وانتهت االدورة وحصلنا على شهادتين أحدهما بالعربية والأخرى بالإنجليزية أليس هذا دجل وتسول؟؟
في أدنى مؤسسة صحية في أى بلد محترم هناك برنامج للتعليم الطبى المستمر أما أن يترك الأمر للأجتهاد الشخصى والتسول العلمى والدجل الورقى فستظل الهوة واسعة بين شقى الطب الوزارى والجامعى
اقترحنا واقترح النقيب أن يمضى كل مدرس عاما أو اثنين في مستشفيات وزارة الصحة ولكن ماأحلى الأفكار وما أمر التطبيق في بلد يجثم على أنفاسها ركود إدارى وعفن تنفيذى ولا نظام صحى.
لنا الله
د. منير لطفى
استشارى الباطنة والسكر