2009-08-05 12:54:57
بداية، وحتى لا يساء فهم عنوان المقالة، فأنا لا اقصد بالسياحة الطبية ما يقوم به الجماعة عندنا الذين يتدافعون في فصل الصيف للسفر بداعي المرض ويحصلون على اجازة مدفوعة الأجر، مضافا اليها المرافق الخاص لزوم التسلية عن طريق الواسطة والضعف الحكومي.
المقصود بالسياحة الطبية هنا..
هو ما يحدث هذه الايام في عديد من دول العالم في مجال العلاج الطبي، حيث يقوم المرضى «الفعليون» وعلى حسابهم الخاص بالسفر الى دول اخرى للحصول على العلاج الطبي المطلوب بكفاءة عالية وبأسعار اقل بكثير مما هي عليه في بلدانهم.
في تقرير بثته محطة سي ان ان الاخبارية يقول الكاتب جوزيف وودمان ان ما يقارب ثلاثة ملايين مريض يغادرون بلدانهم الى بلاد اخرى لتلقي العلاج الطبي، منهم حوالى 750.000 مواطن اميركي. وقد بين التقرير ان اكثر الدول استقطابا للمرضى هي سنغافورة وتايلند والهند نظرا إلى انتشار المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة عالية الجودة في هذه الدول.
لقد اكتشف القطاع الخاص في تلك الدول الحاجة الماسة الى وجود مراكز طبية متخصصة وذات سمعة عالية عالميا، سواء من حيث التجهيزات الطبية الحديثة، او من حيث توافر الاطقم الطبية الماهرة، فوفروها للجميع وبأسعار متدنية تصل في بعض الحالات الى ربع تكلفتها في الدول الغربية، وفق ما ذكره التقرير.
هذا عندهم، اما عندنا في الكويت فمستشفيات القطاع الخاص تملأ البلد بتصاميمها المختلفة والجذابة ومجهزة بأحدث الاجهزة الطبية المتوافرة عالميا ولكن، وهنا مربط الفرس، فان أغلبية تلك المستشفيات تفتقر الى الطاقم الطبي المتخصص المحترف، وتعتمد على اطباء وهيئات تمريضية عادية المستوى لا تستطيع في كثير من الاحيان التعامل مع اي تعقيد في حالة المريض لديها، فيتم ارساله الى اقرب مستشفى حكومي لانقاذ حياته بعد ان عجزوا عن تطبيبه. القطاع الخاص عندنا لا ينظر الى ما هو ابعد من اصابع قدميه، وفضل المردود المالي السريع ونسي ما يمكن تحقيقه من مكاسب مستقبلية كبيرة، ولهذا نرى ونسمع الآن سفر كثير من المواطنين الكويتيين الى تايلند والفلبين وغيرهما من الدول الآسيوية لتلقي العلاج فيها. بالمناسبة وحتى لا نتعرض للنقد غير البناء، فقد عملت في القطاع الطبي الخاص لسنوات ولدي الخبرة والمعرفة الكافية لما يجري فيه، هذا للعلم فقط.
فيصل محمد بن سبت
f.binsabt@gmail.com