العلاقات الشاذة والصعود إلى الهاوية بقلم د. علي ناصف
2010-01-09 08:37:47
عنـــــدما نشذ عن السنة الكونية التي خلقنا الله عليها عندما تتلاشى القيم التي زرعها أجدادنا فينا يهـتز كياننا وتتسارع أنفاسنا وترتجف أطرافنا خوفاً من مواجهة الحقيقة .. قصة واقعية جاءتني يوماً سيدة في الثلاثين من عمرها تطلب مني أن اجري لها عملية تجميل لكي تتحول إلى رجل ..
نظرت إلى السيدة بتعجب فهي كاملة الأنوثة من حيث المظهر فقلت لها بهدوء شديد طبعاً طبعاً ولكن يجب علينا إجراء بعض الاشعات والتحاليل ثم نأخذ موافقة هيئة الإفتاء وبعد أيام ظهرت تحاليلها واشعاتها فوجدتها طبيعية جداً من حيث نسبة الهرمونات والجهاز التناسلي الأنثوي فبدأت اقنع فيها أنها أنثى طبيعية جداً وتستطيع أن تصبح زوجة وأم لأطفال انهمرت في البكاء وقالت لي :لن استمر على هذا الحال فكل انتمائي إلى جنس الرجال منذ صغري وحاولت كثيراً أن أغير من هذا الانتماء ولكن في كل مرة كنت افشل فشلاًًًً يقودني إلى الاكتئاب ومحاولة الانتحار وآخرها كان زواجي إرضاء لأهلي ولكن مع أول ليلة وهو يلمسني أحس بإحساس رجل يلمس رجل مثله ولم أمكنه مني وتم الطلاق بعد أسبوع واحد من الزواج ولاموني على تصرفي ولكن دون إرادتي كان رد فعلي معه وحاولت الانتحار لارتاح من هذا الصراع ولكنهم أنقذوني وعاودت البكاء وأعطيتها كوب من عصير الليمون وقلت لها :هل تسمحي أن تقصي علي قصتك فقالت :أنا الأخت الأصغر لأربع بنات منحهم الله جمال ورشاقة لاتوجد عند كثير من الفتيات وأنا على العكس تماماً منهن لدرجة أن كل من شاهدنا معاً لم يصدق أننا أخوات وكان أبي يكرر دائماً على مسمعي انه كان يتمنى أن أكون ولد يحمل اسمه ويرثه ومن هنا كنت أحاول منذ صغري الخروج من عباءة الأنوثة وذلك باللعب مع الأولاد وانفر من اللعب مع أخوتي البنات وكنت ارتدي "التي شيرت" والبنطلون حتى الحذاء الاولادي وكنت اطلب دائماً قص شعري وعندما كانت ترفض أمي كنت آخذ المقص وأقصه بنفسي وعندما أمتلك بعض المال من مصروفي كنت اشتري مسدسات وكرة قدم وسيارات لعبة وحاولت أمي أن تنمي في إحساس الأنوثة ولكن دون جدوى لقد كانت نظرة وكلام أبي والمحيطين أقوى وعندما كبرت بعض الشئ كنت انظر إلى أجساد إخوتي البنات بإعجاب بل وعشق وكنت أحب دائماً أن الصق جسدي بأجسادهن وأتحسس أماكن معينة ولكن أحداهن اشتكت إلى أمي أفعالي فنهرتني وضربتني وكانت هناك بنت جميلة جارة لي بدأت معها علاقة صداقة في البداية وكنت المح لها بودي لها وإعجابي بجسدها وفي غرفتها المغلقة بدأت في إثارتها جنسياً واستجابت واستمتعنا وكانت هذه بدايتي مع السحاق وكنا نسهر دائما نفكر كيف نوقع هذه البنت أو تلك ونضمها إلى جماعتنا الشاذة وكان أهلي وأهلها مطمئنين لهذه العلاقة فهي أمامهم علاقة بين بنت وبنت مثلها ومنذ هذا الوقت إذا جاءني فتى وحاول التودد إلى أو لامسني رجل بالصدفة كنت أحس باشمئزاز وغضب شديد وانهره بعنف ومرت سنين عمري على هذا المنوال حتى تزوجت وحدث ماحدث، وجلست على مكتبي وكلي أسى أكتب خطاب توصية إلى احد أساتذة الطب النفسي واشرح فيه حالة هذه السيدة وفي داخلي أقول هذا هو حصاد لزرع فاسد واقصد بالزرع الفاسد تربية أهلها غير الواعية ووأدهم لأبنتهم في مهدها وأقنعتها بان تبدأ العلاج النفسي من الآن فهو العلاج الأمثل لمثل حالتها
ولم اسمع عنها اي اخبار حتى جاءنى احد اقاربها سالته عنها فقال انها ماتت منذ شهر تقريبا
فقلت في نفسي بالقطع انتحرت فمعظم الحالات ذات العلاقة المثلية تنهتى بالانتحار او الجنون او الاكتئاب فجميع مخلوقات الله على الارض ماعدا الانسان لاتعرف هذه العلاقة فلم نرى كلب مع كلب او حتى زهرة انثى مع مثلها حتى الجماد لاينجذب الموجب الا مع السالب هذه فطرة الحياة وجاءنى كلام الرجل لينفي ظنونى انها ماتت بمكة وهي تؤدي مناسك العمرة بعد ان تابت وعرفت لاول مرة معنى الايمان وحلاوته ماتت وهي طائعة لله وتمنت الموت وهي في رحاب الكعبة المشرفة فاستجاب الله لها
اللهم احسن خاتمتنا ياكريم
مقتطفات من كتاب الوان اخرى من الحب