ما هي أضرار التدخين على الفم والأسنان؟
لقد أعجبني نداء للمدخنين يقول رفقا بأفواهكم فهي أرق من ان تكون مداخن لكم, وذلك بسبب ان الفم هو أول الأعضاء تأثرا بالتدخين خاصة انه معرض مباشرة للمواد الكيميائية المكونة للسيجارة والمكونة لما يسمى بالتبغ. فالأنسجة المتأثرة هي تلك الأنسجة الرقيقه والمغلفة للسان وسقف الفم وأرضيته والخدين واللثة والشفتين وكذلك الأسنان , احد مصادر جمال الإنسان. وعواقب التدخين وخيمه ومزعجه ويمكن تلخيصها في التالي:
1- سرطان الفم والأنسجة المحيطة والتقرحات المزمنة والإصابة بالفطريات مثل الكانديدا
سرطان الفم من أخطر عواقب التدخين ويحدث عادة مع التدخين المزمن المكثف وفي بداياته لا يظهر بمظهره الحقيقي الا في مراحله المتأخرة .وفي البداية عادة مايكون غير مؤلم أو لا يجذب اهتمام المريض ومن أهم أعراضه: ظهور تشققات مزعجه في الفم وحرقان في بعض أجزاء الفم. وكذلك ظهور تقرحات مزمنة وعديدة في اللسان أو في أسفل الغشاء المبطن للخدين أو الشفتين وتختلف في حجمها من صغيرة الى أخرى اكبر قد تمتد على مساحات كبيرة من الغشاء المبطن لأنسجة الفم وفي كثير من الأحيان تبدأ بظهور تضخمات أو وبقع بيضاء مؤلمة في اللسان أو بطانة الخدين أو الشفتين وعادة ما يميل لونها الى البياض وقد يتغير عند البعض الى اللون الأحمر أو الأصفر أو البني أو الرمادي وذلك حسب الأطعمة والمشروبات المتناولة وطول فترة الإصابة بالقرحة وهذا ما يسمى بمرض الليوكوبليكيا والذي عادة ما يعتبر بداية التحول السرطاني. وفي مراحله المتقدمة يؤدي سرطان الفم الى صعوبة في المضغ والبلع والكلام وحركة الفك وكذلك الى حركة الأسنان او احيانا الى تنميل في الشفتين أو اللسان أو مناطق أخرى في الفم. ان وجود مثل هذه الأعراض عند المدخنين إنذار بالخطر يتطلب زيارة الطبيب المختص على الفور !!.
2- أمراض اللثة المزمنة والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية في خسران الأسنان.
يعتبر التدخين من عوامل الخطر الرئيسية لأمراض اللثه عند البالغين. وتعتبر أمراض اللثة المزمنة من الأسباب الرئيسية في تساقط الأسنان. وما يحصل هو التهاب لثوي في بداية الأمر يمتد الى أنسجة اللثة المحيطة بالأسنان ويؤدي الى انفصال اللثة وتآكل العظم حول الأسنان مما يؤدي الى انحسار اللثة والذي بدوره يؤدي الى تكشف جذور الأسنان مما يسبب حساسية الأسنان المفرطة عند تناول المواد الحارة والباردة ويعرض الجذور الى التسوس والذي أحيانا يمتد الى مناطق ما تحت العظم. وفي النهاية تكون النتيجة تخلخل الأسنان ومن ثم سقوطها أو خلعها.
3- التهاب غشاء الفم
ومن أهم أعراض التدخين أيضا التهاب الغشاء المخاطي الفمي في كثير من الأماكن مثل سقف الفم واللسان والشفتين وذلك ناتج عن احتقان واحمرار غشاء الفم نتيجة أمتصاص الدخان والذي يخلخل الضغط داخل الفم. وكذلك الحرارة المنبعثه من احتراق التبغ ناهيك عن تأثير المواد الكيميائية المكونة للتبغ والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على الغشاء الفمي. وينتج عن ذلك أيضا تشقق الأغشيه الفميه وجفافها وكذلك الشفتين والتي تتأثر كثيرا بذلك.
وفي الحالات المزمنه تكون هذه الالتهابات بداية لظهور سرطان الفم وخاصة في فوجود الالتهابات في سقف الفم لفترات طويله يؤدي الى تأثر الغدد اللعابيه السطحيه الموجوده هناك وتظهر على شكل بثور حمراء تكبر وتنتفخ نتيجة انسداد قنوات هذه الغدد ومع الزمن قد تتحول الى نوع من السرطان الذي يصيب الغدد وهو ما يسمى الميكوابيديرمويد.
4- لون الأسنان واللسان و الروائح الفم الكريهة
هذا التأثير الجمالي والذي يهتم به المدخنون مع انه منظر فقط ويتجاهلون ما هو أهم وأخطر مما ذكرت سابقا. لماذا؟ لأنه جمالي ولا يريد المدخن أن يظهر بأسنان ملونة ورائحة كريهة امام المجتمع. فأسنان المدخنين عادة ما تتلون بلون قاتم ناتج عن تراكم مكونات الدخان على الأسنان وخاصة في ظل تواجد الكلس والجير. ويزداد اللون سوادا حتي يصبح المنظر بشعا وخاصة عند أولئك الذين لا يعتنون بنظافة الفم والأسنان ولا يزورون طبيب الأسنان باستمرار .وما يزيد الحال سوءا هو استخدام المساحيق المبيضة التي تؤدي الى ازدياد خشونة سطوح الأسنان وتأكلها مما يسبب ازدياد معدل تراكم الجير والكلس والبقع السوداء وكذلك يصاب المدخن بمعاناة من نوع آخر الا وهي حساسية الأسنان المفرطة.
أما بالنسبة لرائحة الفم فحدث ولا حرج فيتسابق المدخنون الى شراء أنواع العلك المختلفة والمحاليل ذات الروائح الزكية والمعاجيين التجارية والمكتوب عليها انها مناسبة للمدخنين وليست سوى انها للدعاية فقط .
5- تناقص حاستي التذوق والشم ونقص معدل افراز اللعاب مما يؤدي الى تأثر وظائف الفم بصفة عامه وهذا ما يعطي المدخنين شعور بالتقزز وعدم الراحه في أفواههم. وكذلك من مضاعفات واخفاقات التدخين يؤدي الى نقص نسبة نجاح بعض علاجات الأسنان مثل زراعة الأسنان والتقويم وإمكانية حصول مضاعفات مثل التهاب العظم عند خلع الأسنان.
وبعض المدخنين حريص كل الحرص على أسنانه ولكن يفاجأ بانه لا يمكن أجراء جميع العلاجات السنية مثله مثل غير المدخن. فقد أثبتت الدراسات ان نسبة نجاح زراعة الأسنان أقل في المدخنين ومعرضة للفشل. وكذلك تأخر الشفاء والتئام جراح الفم بعد اجراء أي عملية جراحية في الفم مثل خلع الأسنان أو عمليات اللثة. وأحيانا قد يؤدي ذلك الى التهابات في العظم والتي تسبب كثيرا من الآلام.
هل استخدام الشيشة أو الغليون أو السيجار أقل ضررا من تدخين السيجارة؟
هذا الكلام غير صحيح، فالضرر واحد وبل يكون أشد أحيانا عند استخدام طرق التدخين الأخرى. فاستخدام الغليون يركز التبغ على بعض المناطق بصورة مكثفة مما يزيد من فرص التقرحات والسرطان.
كما ان استخدام الشيشة قد يسرع من انتقال بعض الأمراض الأخرى مثل السل والتهابات الكبد الوبائي. نظرا الى استخدامها من قبل أكثر من شخص وفي ظل وجود جهاز تنفسي متهالك وفم مليء بالتقرحات والفجوات.
وماذا عن تاثير التبغ الممضوغ مثل الشمة والقات وغيره ؟
ان تأثيرهما أشد وأنكا . فقد اكتشف العلماء ما لا يقل عن ثمانية وعشرين مادة مسرطنه في هذا النوع من التبغ كما ان التركيز المباشر للتبغ على مناطق معينه مثل غشاء ما تحت اللسان يزيد من أخطاره. ويتعدى الأثر إلى بعض الأعضاء البعيده عن الفم مثل المريء والقولون والبنكرياس والمثانة .والسبب يعود الى بلع المدخن الى عصير التبغ المتكون من المضغ.
وأخيرا فإننا لا أذكر هذه المعلومات لكي نخيف المدخنين بقدر ما نسرد لهم حقائق قد تقنعهم بالإقلاع عن التدخين، فالإنسان لا يعيش إلا مرة واحده .