2009-08-20 08:38:43
توصل باحثون ألمان إلى إمكانية التنبؤ بحدوث نوبات قلبية حادة لدى المرضى بحالات الشريان التاجي المستقر وذلك باستخدام مستويات الكالسيوم بالشريان التاجي، بحسب "ميدكل نيوزتودي".
أجرى الدراسة فريق بحث في طب القلب النووي بجامعة لودڤيغ مَكسيمِليَنز بمدينة ميونيخ، بقيادة الدكتور ماركوس هاكر، ونشرت حصيلتها مؤخرا بالموقع الإلكتروني لدورية "علم الأشعة" الصادرة عن جمعية الأشعة بأميركا الشمالية.
ويقول الباحثون إن مستويات الكالسيوم في الأوعية الدموية التاجية، لدى قياسها بالأشعة المقطعية، تمثل مؤشرا تنبؤيا دالا على نوبات قلبية قاتلة أو خطيرة لاحقة لدى مرضى الشريان التاجي، بصرف النظر عن سن وجنس المريض وعوامل أخرى متصلة بالأوعية التاجية.
والمعلوم أن مرض الشريان التاجي هو أكثر أمراض القلب شيوعا. فوفقا للمعهد الوطني الأميركي للقلب والرئة والدم، يمثل هذا المرض السبب الرئيسي للوفاة بين الجنسين بالولايات المتحدة ويتسبب بوفاة أكثر من نصف مليون أميركي سنويا.
تشخيص طبي نووي
ويحدث هذا المرض عندما تنمو لويحات الرواسب، المكونة من الكوليسترول والكالسيوم والدهون وغيرها، وتتراكم داخل الشرايين التي تمد القلب بالدم. ولدى تفاقم ترسب هذه اللويحات في الشرايين التاجية ينخفض تدفق الدم إلى القلب، ويمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام نبضات القلب أو النوبات أو السكتة القلبية.
وقد أجرى الباحثون تصويرا عضليا قلبيا باستخدام تقنية التصوير المقطعي الحاسوبي الأحادي الانبعاث الفوتوني
( SPECT ) ، وهي طريقة تشخيص طبي نووي تتيح صورا ثلاثية الأبعاد ممتازة للشرايين التاجية، لأجل المساعدة في تشخيص وعلاج مرض الشريان التاجي.
يذكر أن قياس مستويات الكالسيوم في الشرايين يستخدم بالفعل في اختبارات الفحص الجماعي لصحة القلب وفي حالات الاشتباه بإصابة المريض بمرض الشريان التاجي، ولكن ليس في حالات الإصابة المعروفة بالمرض.
وفي هذا السياق، توجه الباحثون نحو تحديد ما إذا كانت مستويات الكالسيوم يمكن أن تضفي قيمة إضافية تنبؤية على نتائج التصوير المقطعي بالنسبة لحالات المرض المشخصة والمستقرة أم لا.
وشملت الدراسة 260 مريضا مشخصا بالشريان التاجي، وأجري لهم قياس لمستويات الكالسيوم إضافة إلى التصوير المقطعي العضلي القلبي.
قيمة تشخيصية إضافية
وخلال فترة متوسطها 4 و5 سنوات، تمت متابعة الحوادث القلبية الخطيرة للمرضى، مثل موت القلب أو الأزمات القلبية غير القاتلة، حيث تعرض 23 من 260 مريضا لأزمات قلبية قاتلة أو حادة، وخضع 40 مريضا لجراحات تغيير الشرايين.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تجاوزت مستويات الكالسيوم عندهم 400، لدى بدء الدراسة، كانوا عرضة لمخاطر نوبات قلبية حادة متزايدة بشكل كبير.
ووجد الباحثون أن مستويات الكالسيوم بالأوعية التاجية تلعب دورا هاما في التنبؤ بما سيحدث لاحقاً من أزمات قلبية أو موت مفاجئ للقلب، مما يضيف قيمة تشخيصية تكهنية لمعطيات التصوير المقطعي الحاسوبي الأحادي الانبعاث.
ويلفت الباحثون إلى أن الجمع بين القياس التقليدي لمستويات الكالسيوم والتصوير المقطعي بتقنية " SPECT " يمكن أن يساعد في فرز المرضى الأكثر تعرضا لمخاطر الأزمات القلبية الخطيرة أو القاتلة.
فهؤلاء المرضى يحتاجون لعلاج طبي مكثف، وفترات متابعة أقصر من المعتاد، وإذا لزم الأمر إجراءات عمليات جراحية، وذلك للحيلولة دون وقوع حوادث قلبية خطرة في المستقبل.
المصدر: الجزيرة