2009-09-04 06:18:03
عادة ما يستخدم الأطباء العلاج الكيميائي المكثف لتدمير نخاع عظم المرضى لإفساح المجال للخلايا الممنوحة.
لكن العقاقير السامة يمكن أن تضر بالكبد والأمعاء والرئتين بالإضافة إلى أعراض جانبية طويلة المدى مثل العقم، وهي أقوى من اللازم كي يتناولها بعض المرضى الأكثر معاناة.
أما التقنية الجديدة -التي طورت في بريطانيا واستخدمت على بعض أشد الحالات المرضية في مستشفى غريت أورموند ستريت بلندن- فتقوم على مهاجمة خلايا نخاع العظم دون التأثير في الأنسجة المحيطة.
فقد عالج الأطباء أطفالا بجسم مضاد (هو نوع من البروتين يتكون عندما يتعرف الجسم على المرض) تعرف على دمائهم واستهدف خلايا نخاع العظم مباشرة.
واستخدم العلاج على 16 طفلا مصابا باضطراب وراثي مميت يؤثر في جهاز المناعة عندهم، وما زال 13 منهم على قيد الحياة.
ويأمل الباحثون من المستشفى المذكور ومعهد صحة الطفل التابع ليونيفيرسيتي كوليدج أن يتمكنوا يوما ما من استخدام التقنية الجديدة لحالات أخرى مشابهة، بل وتتعداها إلى مرض اللوكيميا (ابيضاض الدم)، نوع من سرطان خلايا الدم.
وبالإضافة إلى أن التقنية تقلل الحاجة إلى العلاج الكيميائي المكثف، فقد شفي المرضى أيضا في نصف الزمن الذي استغرقه أولئك الذين خضعوا للعلاج القياسي.
كذلك لم يعان الأطفال من ضرر في أي أعضاء أخرى مرتبطة بالعلاج الكيميائي.
وأشار رئيس فريق البحث إلى أن نتائج العلاج كانت مدهشة. وقال: "لأن هذا النهج كان تجريبيا، فقد اقتصرنا في استخدامه على الأطفال الأشد مرضا الذين أحسسنا أنهم لن يستطيعوا تحمل العلاج الكيميائي القياسي. وما شجعنا هو أن كل الأطفال الذين عاشوا ينعمون الآن بحياة جيدة".
وأضاف أن "الطريق طويل والتحدي الآن هو تطوير طرق مستهدفة مشابهة للأطفال المصابين بأمراض وراثية واللوكيميا".
وقال أيضا إن علاج اللوكيميا قد يتطلب أجساما مضادة أقوى من تلك المستخدمة في هذه التجربة.
وبين فريق البحث أن هذا النهج يمكن أن يساعد في تحسين معدلات البقاء بعد تبرعات نخاع العظم.
ويذكر أن نحو خمسين طفلا من هذه الحالات الوراثية تخضع لزراعات نخاع العظم في بريطانيا كل عام وهناك سبعة آلاف شخص آخرين يتطور لديهم اللوكيميا.
المصدر: ديلي تلغراف