تمثل اللحوم الحمراء المصدر الرئيسي للبروتين والدهون في العديد من الأنظمة الغذائية، وقد بينت دراسات سابقة أن استهلاك اللحوم الحمراء يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض السكري، والقلب والأوعية الدموية، أنواع معينة من السرطانات.
قام فريق من الباحثين بتقييم وتحليل بيانات دراسة تتبعت النظام الغذائي لما يقارب 37698 رجل و 83644 امرأة خلال 28 عاما، ووجدوا أن هناك 23926 حالة وفاة، منها 5910 وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و 9464 حالة وفاة من مرض السرطان.
وقال الباحثون أنهم وجدوا أن الاستهلاك المتزايد للحوم الحمراء كان مرتبطا بشكل كبير بازدياد خطر حدوث الوفيات بسبب أ/راض القلب والأوعية الدموية وأمراض السرطان، وتشمل هذه النتيجة اللحوم المعالجة وغير المعالجة، مع وجود خطر أعلى للحوم المعالجة. مع ملاحظة انخفاض هذا الخطر بشكل كبير عند استبدال اللحوم الحمراء بالأسماك ولحوم الدواجن والمكسرات والبقوليات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والحبوب الكاملة.
وأظهرت نتائج تحليل البيانات أن الحصة الواحدة اليومية من اللحوم الحمراء كلها ترفع خطر الوفاة بنسبة 12%، بينما تكون النسبة للحوم الحمراء غير المعالجة 13%، واللحوم الحمراء المعالجة 20%.
وبعد تحليل بدائل اللحوم الحمراء، فقد قدر الباحثون أن استبدال وجبة واحدة من اللحوم الحمراء بكل أنواعها بوجبة واحدة بإحدى هذه البدائل: السمك أو لحوم الدواجن أو الخضروات أو المكسرات أو منتجات الألبان قليلة الدسم أو الحبوب الكاملة فإن خطر الوفاة يقل بنسبة 7%، 14%، 10%، 19%، 10%، 14% لكل منها بالترتيب.
وقال العلماء أنهم قدروا أن 9.3% من وفيات النساء خلال مرحلة المتابعة كان يمكن منعها لو أن كل المشاركات في الدراسة استهلكوا أقل من نصف وجبة يومية من اللحوم الحمراء بأنواعها.
وأضاف العلماء :" أنه بالإضافة إلى الفوائد الصحية الشخصية، فإن الخيارات الغذائية التي نتخذها كل يوم تؤثر على المجالات الهامة الأخرى كذلك، فما هو مقبول شخصيا فهو مقبول على الصعيد العالمي. وما هو جيد بالنسبة لك هو جيد بالنسبة لكوكبنا. وأكثر من 75% من 2.6 تريليون دولار سنويا هي تكاليف الرعاية الصحية من الأمراض المزمنة في الولايات المتحدة. لذا فإن تقليل أكل اللحوم الحمراء يخفض معدلات المرض، وبالتالي يخفض تكاليف الرعاية الصحية. "