وقسّم د.صبري. الحول بين الكبار إلى حوَل شللي وآخر غير شللي، مرجعًا الإصابة بالنوع الأول عادة لوجود حوَل في عصب من الأعصاب التي تغذي عضلات العين نتيجة أمراض أو التهابات فيروسية في أعصاب العين، أو لارتفاع ضغط الدم في كثير من الحالات، أو ارتفاع نسبة السكر في الدم خاصة عند مرضى السكري. وقال إن مثل هذه الحالات تتحسن مع العلاج الطبي في فترة 3 – 4 أشهر، لكن الحوَل الشللي يسبب عادة ازدواجية بالرؤية؛ ممّا يستلزم استعمال نظارة ذات منشور خاص لمعادلة الازدواجية خلال فترة علاج العصب. أما الحول الذي يؤدي إلى تضخم في عضلات العين مثل حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو تيبّس في عضلات العين في بعض الأمراض التي تصيب عضلات الجسم عامة، فهذه الحالات في الغالب تحتاج إلى عملية جراحية لتعديل وضع العين بعد فترة من العلاج الطبي. أنواع الحوَل وأوضح أن الحول نوعان رئيسيان: الأول يصيب الأطفال، والثاني يصيب كبار السن والبالغين. مشيرًا إلى أن الأول أي (حول الأطفال) ينقسم إلى الحوَل الخلقي الذي يظهر عند الولادة، أو خلال الشهور الستة الأولى من عمر الطفل، وعادة يحتاج إلى التدخل الجراحي لتعديله ومساعدة الرضيع على النظر السليم لاستعمال العينين معًا. أمّا النوع الآخر فيظهرغالبًا بعد السنة الثانية من عمر الطفل، نتيجة وجود طول نظر في العين. وقد يحدث إثر إصابة في الرأس، أو حرارة مرتفعة تساعد على ظهوره بصورة مفاجئة، ومعظم هذه الحالات يتم علاجها بواسطة وصف نظارة طبية، والمراجعة الدورية للعيادة لمتابعة حالة الحوَل، وعلاج أي درجة كسل بالعين. وأشار إلى أهمية التفرقة بين الحوَل (الكاذب) و(الحقيقي) عند التشخيص، موضحًا أن الأول أي (الكاذب) ليس حالة مرضية، ولا يحتاج إلى علاج. وعادة يختفي تلقائيًّا لدى الأطفال عند سن السابعة أو الثامنة، كما يجب أن يحدد الطبيب المختص ما إذا كان الحوَل هو الظاهرة المرضية الوحيدة، أو كان عَرَضًا مصاحبًا لمرض آخر للعين، سواء بالعدسة مثل المياه البيضاء، أو أي من أمراض الشبكية، أو العصب البصري، حيث يمكن أن يصيب أحد هذه الأمراض عين الطفل في الصغر، ويؤدي عدم تشخيص المرض مبكرًا إلى ظهور حوَل ثانوي بإحدى العينين. مراقبة حركة العين ونصح أولياء الأمور بمراقبة أطفالهم عند اللعب، واستذكار الدروس، ومشاهدة التلفاز؛ لأن حركة العين في الاتجاهات المختلفة أحيانًا تُظهر الحوَل، كما يميل الطفل برأسه أحيانًا باتجاه معيّن ليستطيع توجيه العين المصابة بالحوَل بالاتجاه المعاكس ليرى الأشياء بصورة متطابقة؛ ولكي يتخلّص من الرؤية بصورة مزدوجة، وتكمن خطورة هذه الحالة في أنها على المدى الطويل تؤدّي إلى تقلّص في عضلات الرقبة ويكون العلاج عسيرًا إذا أُهملت الحالة. ودعا إلى علاج كسل العينين قبل الشروع في علاج الحوَل، موضحًا أن الكسل يعني ضعف الإبصار بالعين المصابة، نتيجة إهمال المخ لها وتركيزه على الإشارات الواردة من العين السليمة، ويستطيع الطبيب تحديد درجة الكسل، ومدى ضعف النظر عن طريق قياس النظر لدى الطفل حتى في الشهور الأولى من العمر بواسطة أجهزة خاصة. وأوضح أن علاج كسل العين ممكن لدى الأطفال حتّى سن الثامنة فقط. وفي حالة البالغين فإن ضعف الإبصار الذي يسببه كسل العين يصبح مستديمًا. ومن هنا تتضح أهمية تشخيص وعلاج الحوَل وكسل العين في سن مبكرة. من خلال إجراء تدريبات لتنشيط النظر بالعين المصابة بالكسل. أمّا بالنسبة للحوَل فإن علاجه يكون بوصف نظارة طبية لتصحيح أي عيوب انكسار بالنظر إن وجد، وعن طريق إجراء جراحة بسيطة في عضلات العين لتقويم وضع العين، وهذه العملية تستغرق في الغالب من 2 0 – 30 دقيقة، وتتم تحت تأثير المخدّر العام، ثم يُنقل الطفل إلى غرفة الإفاقة لمدة 3 – 4 ساعات يمكنه بعدها العودة إلى المنزل بحالة جيدة في نفس اليوم.