2011-10-29 05:55:58
حوار أجرته – جهاد عواد
أكد دكتور أحمد مليجى أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية أن أمراض القلب من أهم أسباب إرتفاع مستوى الوفيات على مستوى العالم ويعد تصلب الشرايين من أهم الأسباب المؤدية لأمراض القلب والتى أصبحت
لا تقتصر على المتقدمين بالعمر فقط بل أصبحت منتشرة بين الشباب وذلك لإنتشار عادة التدخين.
وأشار خلال حواره مع "جريدة الطبيب" إلى معنى تصلب الشرايين بأنه هو مصطلح طبى يطلق على الشرايين عندما تفقد مرونتها وليونتها مما يجعلها تفقد قدرتها على الإنقباض والإنبساط ، وذلك يكون عادة بسبب ترسب وتراكم الدهون المؤكسدة على طول جدران الشرايين مما يؤدى الى ضيق الشريان ويكون ترسب الدهون داخل جدار الشريان على شكل نتوءات فيتحول السطح الداخلى للشريان من السطح الأملس الى الخشن مما يسهل التصاق الصفائح الدموية وكريات الدم بجدار الشريان مما يؤدى الى زيادة ضيق الشريان وتقليل تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان وربما إنسداد الشريان كاملاً، وإذا حدث إنسداد كامل للشريان فإن هذا يؤدى الى موت العضو أو الجزء الجزء المعتمد على هذا الشريان كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة إنسداد الشريان التاجى الذى يغذى هذة العضلة، وقد يسبب الإنسداد فى نهاية الأمرفى حدوث نوبة أو سكته قلبية، ويمكن أن يؤثر تصلب الشرايين على أى جزء من أجزاء الجسم، وتكون أكثر حالاته خطورة عندما يسد شرايين القلب أو الشرايين التى تغذى الدماغ .
ويؤكد دكتور مليجى أن الأسباب المساعدة فى الإصابة بمرض تصلب الشرايين هى:-
- إرتفاع مستويات الكوليسترول وخاصة إرتفاع النوع الضار(منخفض الكثافة) فى الدم نتيجة لأكثار تناول الأطعمة الدسمة التى تحتوى على الدهون الحيوانية مثل السمن البلدى والزبدة والقشطة والزيوت المهدرجة.
- قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة والنوم بعد ملء المعدة الذى يسبب عدم التمثيل الكامل للغذاء مما قد يؤدى الى إنخفاض الكوليسترول النافع( عالى الكثافة) مما يؤدى الى ترسب المواد الدهنية بالدم.
- التدخين .
- السمنة والوزن الزائد .
- الإصابة بمرض السكرى .
- إرتفاع ضغط الدم وقد يكون هذا الإرتفاع ناتجاً لتصلب الشرايين.
- التوتر والإنفعالات العصبية والإجهاد الفكرى المستمر.
- التقدم فى السن حيث أنه كلما تقدم الإنسان بالعمر كلما زاد خطرالإصابة بتصلب الشرايين .
- العِرق حيث أثبتت الدراسات ان بعض المجموعات العرقية أكثر عرضة من غيرها للإصابة بتصلب الشرايين.
- العوامل الوراثية التى تلعب دوراً هاماً فى الإصابة بالمرض حيث يوجد أنواع وراثية فى بعض العائلات والتى تسبب ظهور مستويات عالية من الدهون والكوليسترول فى الدم، وهذة الحالة تزيد من خطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين .
- الجنس حيث يعد الرجال أكثرعرضة للإصابة بتصلب الشرايين من النساء، إذ أن النساء لديهن حماية طبيعية قبل إنقطاع الدورة الشهرية نتيجة أفراز هرمون الإستروجين وبعد سن الخمسين يتساوى الجنسان فى إحتمالية التعرض للإصابة.
وأما عن أعراض وعلامات الإصابة بتصلب الشرايين يذكر(دكتورأحمد مليجى غانم)
أن تصلب الشرايين هو مرض تراكمى أى يحدث على مدى سنوات، وعادة فى البداية لا يكون مصحوباً لأى اعراض أو علامات مباشرة الى أن يتأثر سريان وتدفق الدم الى الأعضاء تأثراً شديداً مؤدياً الى نقصان فى تغذية الأعضاء وهنا تظهر الأعراض والعلامات التى يعتمد نوعها على نوع العضو الذى تأثر وفى حالات كثيرة يعانى أكثر من عضو من نقص التغذية بالدم نتيجة ضيق الشرايين التى التى تغذى الأعضاء بسبب تصلب الشرايين كمثال الشعور بألم فى الصدر نتيجة نقصان التغذية الدموية الى عضلة القلب، وخاصة عند بذل المجهود حيث تحتاج عضلة القلب الى زيادة تغذيتها بالدم، ولكن تصلب الشرايين وضيق الشريان وقلة تدفق الدم لا تسمح بهذة التغذية الدموية لعضلة القلب، فيحدث ما يسمى بالذبحة الصدرية.
ويضيف دكتور( أحمد مليجى غانم أخصائى أمراض القلب والأوعية الدموية) أن تصلب الشرايين يمكن أن يحدث فى أى جزء من أجزاء الجسم وأهم الأعضاء الحساسة لحدوثه
هى: (القلب، الدماغ، الأطراف مثل الساقين، الأمعاء، ضعف حيوية ووظيفة أعضاء الجسم المختلفة مثل ضعف الحركة أو حدوث ضعف فى الإبصارووظائف المخ العليا مثل ضعف الذاكرة.
ومن جانبه أكد أن تشخيص المرض يتم عن طريق عمل بعض التحاليل والفحوصات الطبية التى يطلبها الطبيب المعالج للمساعدة فى تشخيص تصلب الشرايين وهذة الفحوصات مثل :-
- قياس نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلى والنوعى والنسبة بينهم فى الدم .
- التأكد من فعالية الكبد والكليتين.
- التأكد من عدم وجود مرض السكرى.
- رسم القلب فى الراحة وأثناء بذل المجهود.
- إستخدام جهاز الأشعة المقطعية للجسم والقلب.
- القسطرة القلبية التشخيصية لمعرفة حالة الشرايين التاجية.
- التصوير النووى الشعاعى للتعرف على مرض الشريان التاجى ، ويتم ذلك بحقن المريض بمادة مشعة فى دمه والتى بدورها تنتشر فى عضلة القلب ويستطيع الطبيب رؤيتها على شاشة خاصة وتشخيصها.
وللوقاية من الظهور المبكر لتصلب الشرايين أو على الأقل الحد من شدته يؤكد دكتور(أحمد مليجى غانم ) أن هناك عدة طرق يجب إتباعها للوقاية من تصلب الشرايين وهى:-
- الإقلال من تناول المأكولات الدهنية التى تحتوى على نسبة عالية من الكوليسترول مثل الحلويات والبيض والزبدة واللحوم والوجبات السريعة.
- المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية اليومية مثل المشى أو السباحة.
- الإقلاع عن التدخين.
- الإكثارمن تناول الفاكهة والخضار الطازج.
- التحكم فى وزن الجسم ومحاربة السمنة والبدانة.
- العلاج المبكر والفعال لمرض إرتفاع ضغط الدم.
- العلاج المبكر والفعال لمرض السكرى.
- التشخيص والعلاج المبكر لمشاكل الكلى.
- عمل فحوصات دورية لمعرفة نسبة الدهون والكوليسترول بالدم.
- والعلاج المبكر والفعال لحالة زيادة الدهون أو الكوليسترول بالدم حسب إرشادات الطبيب المعالج.
ويؤكد دكتور( أحمد مليجى ) أن هناك الكثير من الأدوية الحديثة الفعالة فى حالات زيادة الكوليسترول مثل عائلة الأدويةالمعروفة بإسم statins بل أن هناك أنواع عديدة من الأدوية أثبتت الدراسات فاعليتها فى تقليص حجم الترسبات الدهنية المتكونة داخل الشرايين مما يساعد فى عودة تدفق الدم داخل الشرايين.