2011-07-22 09:50:12
أجرت الحوار: جهاد عواد
تتعدد الفيروسات المهاجمة للكبد ولكن أهمها وأكثرها انتشارا هو فيروس (سي) الذي يستوطن فى الكبد ويتسبب فى التلف الكبدي ، ولشراسة هذا الفيروس لابد أن نلقى الضوء عليه وخاصة أن مصر تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في الإصابة بفيروس (سى) ،
الخلايا الجذعية ليست علاجاً نهائيا لكنها تحسن وظائف الكبد
ويليها روندا وأقل الدول هي السويد ، ولذلك هذا الفيروس أصبح أخطر من أي وباء شهد ته مصر فى تاريخها، وقد سبق وأن حذرت تقارير لمنظمة الصحة العالمية بأن عام 2020 سيشهد أعلى نسبة سرطان كبدي في مصر، وتستوجب معدلات الإصابة المرتفعة بمصر الاستمرار في التوعية ،
ولذلك قامت جريدة الطبيب بإجراء حوار مع دكتورة منال حمدي السيد أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية) للتعرف على كيفية محاصرة هذا المرض بقدر الإمكان
وفى البداية تحدثنا دكتورة( منال حمدي السيد ) عن تاريخ ظهور فيروس (سى) فى العالم كله موضحه بأن هذا الفيروس قد ظهر في أواخر عام 1989ميلاديا وتم اكتشاف تحليل لهذا الفيروس عام 1990ميلاديا, وبدأ العالم كله يستخدم هذا التحليل ومن هنا تم الاكتشاف بأن مصر بها أعلى نسبة اصابة بفيروس (سى)
وتؤكد دكتورة (منال حمدي السيد ) أن مصر حاليا وصلت إلى حوالي 9.8 % مصابين بفيروس (سى) نشيط ومنهم حوالي مليون شخص يحتاج للعلاج بعقار الأنترفيرون.
وتضيف أن هذا الفيروس يأتي بدون أعراض لذلك يطلق علية العدو الصامت ونسبة بسيطة جدا تصل الى 10 % تقريبا يصابون بفيروس (سى) الحاد وتظهر عليهم أعراض مثل الصفراء ومن هنا يبدأ الشك بأن الشخص مصاب بفيروس (سى) ولكن 90% تقريبا من المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض ولذلك يكتشف معظم المصابين هذا الفيروس بالصدفة البحتة.
طرق العدوى
وحول طرق العدوى التى تتسبب في انتشار الفيروس بسهولة تقول الدكتورة منال أن هذه الطرق تتمثل في الحقن المتكرر وعيادات الأسنان التي لم يوجد بها تعقيم جيد ,وعمليات الختان التى كانت تتم بشكل تقليدي في البيوت وبدون تعقيم جيد للأدوات الجراحية, واستخدام الأدوات الشخصية الخاصة بالغير مثل فرش الأسنان وماكينات الحلاقة وأدوات الاستحمام مثل الليفة ,والمقصات والملقاط واستخدام الأدوات الخارقة للجلد فى مراكز التجميل, وأدوات تقليم الأظافر , والأشخاص المخالطين للمصاب سواء الأهل أو العاملين فى الحقل الطبي والممرضين
و تناشد الدكتورة منال من خلال جريدة الطبيب جميع المخالطين لمريض فيروس (سى) بضرورة عمل تحاليل بصفة دورية ,لأن معظم المصابين هم من المخالطين لمريض فيروس (سى)
مشيرة إلى أن من الممكن انتقال فيروس (سى) من الأم الحامل للجنين ولكن بنسبة ضئيلة جدا لا تتعدى 3% ويزيد احتمال انتقال الفيروس من الأم للجنين فى حالة إصابة الأم بأمراض أخرى تقلل المناعة .
وقالت أن العدوى لا تحدث عن طريق العلاقات الجنسية إلا في حالات شاذة.
أ رقام وإحصائيات
وأشارت الدكتورة منال إلى أن نسبة المصابين بفيروس (سى)غير النشيط حوالى 15% والمصابين بفيروس (سى) نشيط حوالى 9.8% على مستوى الجمهورية وفى أوروبا وأمريكا تترواح النسبة فيما بين 0.2% الى 0.3%.
موضحة أن أعلى نسبة إصابة تتركز فى الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم الخمسين عام وكلما نتوجه للأعمار الأقل, كلما نلاحظ انخفاض نسبة الإصابة حتى تصل الى 3% فى الأطفال
ويرجع سبب انخفاض نسبة الإصابة يرجع إلى حملات التوعية المكثفة التي لابد من استمرارها لمحاصرة هذا المرض
ا لإفراط في الأدوية
وتحذر الدكتورة منال جميع مرضى فيروس (سى) من الاستخدام المفرط للأدوية لأن بعض الأدوية بها سموم ضارة بالكبد مثل بعض الأدوية المخفضة للحرارة وبعض المضادات الحيوية ,وتنصح مرضى فيروس (سى) بالتغذية السليمة وتناول الأغذية المقوية للمناعة والبعد عن الوجبات السريعة والمواد الحافظة والألوان الصناعية بالطعام, وضرورة ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة وخاصة اذا كانت حالة الكبد غير متدهورة لأن الرياضة تؤدى الى زيادة المناعة وهذا الفيروس على علاقة عكسية مع المناعة أى كلما زادت المناعة كلما قل نشاط الفيروس .
مشيرة إلى أن هناك بعض الأمراض تزيد من خطورة الفيروس على المريض وهى السكرى والسمنة المفرطة وأنيميا البحر المتوسط وتركيز نسبة الحديد العالية داخل الكبد وأى فيروسات كبدية أخرى وخاصة فيروس (A,B) ,لأن وجود هذه الفيروسات بجانب فيروس (سى) قد تؤدى الى تكوين أورام سرطانية بالكبد،ولذلك تنادى دكتورة (منال حمدي السيد ) جميع مرضى فيروس (سى) بضرورة التطعيم ضد فيروس (A,B).
العقار المتفق عليه
وتؤكد دكتورة (منال حمدى السيد) أن العقار الوحيد المتفق عليه دوليا هو عقار الانترفيرون, وحتى العقاقير الأخرى (التليترافيرم والروسبرافيرم) التى سيتم طرحها فى الأسواق فى الفترة المقبلة بعد اختبارها فى بلاد المنشأ سيتم استخدامها فى العلاج ولكن بجانب الانترفيرون أيضا ولذلك أطلق الأطباء على الانترفيرون لقب الحجر الذهبي.
وتفيد دكتورة منال حمدي السيد بأن ليس كل مصاب بفيروس (سى) يسمح له بالعلاج بالانترفيرون لأن لابد أن تكون حالة الكبد غير متدهورة بالإضافة الى أنه قد تحدث أثار جانبية للانترفيرون عنيفة جدا عند البعض وقد تصل إلى العدم عند البعض الأخر.
وتنصح بأن يكون الطبيب المعالج بالانترفيرون على وعى كامل بآثاره الجانبية ويكون لديه تدريب كافي على العلاج بالانترفيرون ويتابع المريض متابعة جيدة .
وتضيف دكتورة(منال حمدى السيد ) أنه يتم عمل تقييم جيد جدا بمعايير عالية للمصابين بفيروس (سى) قبل العلاج من خلال برنامج العلاج القومى ويوجد 18 مركز على مستوى الجمهورية من خلال اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، ويتم علاج الأشخاص المصابة لمدة عام كامل.
وتقول دكتورة منال أن هناك بعض الأشخاص الممنوعون طبيا من العلاج بالانترفيرون مثل الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم ال60 عام والذين يعانون من السمنة المفرطة والأنيميا الحادة ,ونقص الصفائح الدموية, ونقص خلايا الدم البيضاء،وأيضا الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو العلاج بالكورتيزون, وكانت أيضا الأطفال ممنوعة من العلاج بالانترفيرون ولكن جاءت موافقة دولية بعلاجهم بالانترفيرون وذلك ابتداء من سن الثلاث سنوات.
وتضيف دكتورة (منال حمدي السيد) بأنها حاليا بدأت فى المشروع القومي لعلاج الأطفال فى خمس مراكز على مستوى الجمهورية وهى جامعة عين شمس وجامعة القاهرة وجامعة أسيوط وجامعة المنوفية وجامعة المنصورة .
ا لعلاج بالأعشاب أكذوبة
وحذرت د. منال من علاج الكبد عن طريق الأعشاب مؤكدة بأنها مجرد شائعات وعمليات نصب وليس لها أي أساس من الصحة بما فيها من لبن وبول الأبل وتؤكد أن معظم المصابين الذين تلقوا العلاج بالأعشاب لم يتم ملاحظة أى تغيير فى نتائج التحاليل وتوضح دكتورة منال أن طبيعة تحليل فيروس (سى) يتسم بعدم الثبات على كمية موحدة للفيروس فى جميع التحاليل أى أن من الممكن أن يظهر الفيروس بكمية كثيرة فى التحليل وبعد يوم واحد يمكن أن يظهر الفيروس بكمية أقل وبين هذة الفروق فى التحاليل يظن المريض أن سبب تغير النتيجة هو العلاج بالأعشاب وهذا اعتقاد خاطئ, بل بالعكس يمكن لهذة الأعشاب أن تضر الكبد أضرار بالغة وتؤدى إلى السرطانات الكبدية
و لكي نقول أن المريض تم شفاؤه تماما من فيروس (سى) لابد من اختفاء الفيروس تماما من الدم لمدة سنتين .
ا لخلايا الجذعية
وأما عن العلاج بالخلايا الجذعية تفيدنا دكتورة منال أن حتى الآن لم تثبت نتائجها فى أبحاث علمية ولكن الأكيد هو أن الخلايا الجذعية تعمل على تحسين وظائف الكبد وليست علاجا نهائيا .
,وتشيد (دكتورة منال حمدى السيد )بدور الدولة ودور الجمعية المصرية فى مساعدة المرضى فى العلاج حيث تقوم الدولة بإعطاء مبلغ بقيمة 75ألف جنية لكل مريض يستحق الدعم لزراعة الكبد بجانب الدعم الذي تقدمه الجمعية المصرية لرعاية مرضى الكبد ويصل أيضا إلى 75 ألف جنية.
وفى نهاية الحوار تؤكد دكتورة (منال حمدى السيد أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية) أن كلما زادت حملات التوعية كلما قلت معدلات الإصابة بفيروس (سى) فى السنوات القادمة بمصر .