استشارية نفسية لـ"الطبيب": القلق الرقمي ظاهرة منتشرة عالميًا.. والحل في التقنين
الخميس 13 محرم 1444 هـ - الخميس 11 أغسطس 2022 م 05:10:33 AM
محمد داوود- جدة:
أوضحت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن ، أن إرتباط البشر بالأجهزة الذكية أزداد في جميع مجتمعات العالم ، إذ لا يستطيع الفرد الآن الاستغناء عن هاتفه المحمول ، لكونه أرتبط به إرتباطاً نفسيًا ووثيقًا سواء في إنجاز مهامه أو متابعة أموره الاجتماعية.
وقالت إن هذا العصر هو عصر القلق الرقمي ، فهناك شرائح للأسف في جميع مجتمعات العالم لا يستطيعون الاستغناء عن أجهزتهم المحمولة حتى في غرف النوم ، وخصوصاً عند فئة الشباب والصغار ، لدرجة أصبح نومهم غير صحيًا ، وهذه الفئة لا تترك هواتفها إلا عند النوم فقط ، فبمجرد أن يبتعدوا عن الهواتف الذكية تظهر عليهم علامات القلق والتوتر.
وبينت أن الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة الأحداث عبر الإنترنت وتلقّي الرسائل الإلكترونية من أهمّ العوامل التي تؤدي إلى إصابة الناس بالقلق الرقمي نظرا لأنهم يرون أهمية تواجدهم في دائرة أحداث منصات التواصل الاجتماعي ، فالقلق الإلكتروني بكل بساطة يدل على مدى تعلقنا بالآلة، التكنولوجيا، الوسائط الجديدة ومختلف ميزاتها وتفاصيلها تعلقا مرادفا للإدمان الذي تتعدد أسبابه كعقم الحياة الاجتماعية للفرد على أرض الواقع فيعتمد على التواصل الاجتماعي، كما يكشف عن حاجته للاهتمام وجذب الأنظار من خلال انتظار الردود على رسائله وصوره.
وأضافت "د.هويدا" : من أهم سمات استخدام التكنولوجيا الرقمية أنها تجعل مستخدميه في حالة تعود مستمر على أمور اجتماعية معينة ، وهذا يعني الحاجة إلى النشر والإشارة عليها في الحسابات التي يمتلكها الفرد باستمرار، وهي تعزز بدورها التفاعلات والتعليقات وإمكانية إضافة متابعين جدد ، وغير ذلك من الأمور التي تجعل وقت الشخص كله مسخرًا للأجهزة الذكية.
ونصحت الاستشارية النفسية في ختام كلامها بضرورة تقنين استخدام الأجهزة الذكية ، فتنظيم الوقت يعد أمراً مهماً للغاية لتجنب الآثار السلبية على المستوى الاجتماعي والنفسي ، كما أن ذلك يوفر فرصة أكبر لامتلاك عادات مرتبطة بنمط حياة أكثر إيجابية ، إذ لا ينبغي للفرد أبداً إهمال تخطيط البدائل الترفيهية التي لا ترتبط بالضرورة باستخدام المواد الرقمية ، لابد من تفعيل الاستخدام المسؤول والواعي لوسائل التواصل الاجتماعي، ومن هنا يمكن التحكم في تأثيرها واستخدامها فقط في الأنشطة المفيدة .