قالت الهيئة الدولية لمراقبة انتشار المخدرات في تقريرها السنوي أن سوء استخدام العقاقير الطبية أكثر شيوعا في الولايات المتحدة من تعاطي المواد غير القانونية مشيرة إلى أن الوضع مماثل في دول غربية أخرى.
وتصدر أسطورة موسيقى البوب مايكل جاكسون والممثلة الأمريكية بريتاني ميرفي اللذان توفيا العام الماضي قائمة المشاهير بين من توفوا نتيجة تعاطي جرعات زائدة من العقاقير الطبية. وقال سيفيل اتاسوي رئيس الهيئة الدولية التابعة للأمم المتحدة في التقرير الذي صدر في فيينا "أحد القضايا الباعثة على القلق بشكل خاص هي أنه غالبا لا يربط الناس بين أي خطر والاستخدام غير الطبي لعقاقير التخلص من الألم". يذكر أن عمليات بيع تلك العقاقير عبر الانترنت في تزايد وقد صارت الهند مركزا مهما في هذا الشأن. وجاء في التقرير "أصبحت الهند أحد المصادر الرئيسية للعقاقير الطبية التي تباع عبر الصيدليات غير القانونية التي تعمل عن طريق الانترنت" مشيرا إلى أن الحكومة بدأت مطاردة هذه التجارة خلال السنوات القليلة الماضية. وفي الولايات المتحدة أساء 6.2 مليون شخص استخدام العقاقير الطبية عام 2008 أما في بريطانيا فقد كانت مادة الميثادون المستخدمة لتخفيف الآلام مسئولة عن 27% من الوفيات الناجمة عن سوء استخدام الأدوية. ودعت الهيئة الدولية دول العالم إلى العمل على تحسين مراقبة تطورات المشكلة وفرض عقوبات على المتخصصين الذين يقومون بتوفير هذه الأدوية بشكل غير قانوني. وأبرز التقرير مواد أخرى خارج السيطرة في بعض الدول بينها ما يسمى مجازا بـ "عقاقير الاغتصاب" وهي تركيبات عشبية تحتوي على مخدرات صناعية وكذلك عقار "كيتامين" للقضاء على الألم. وأشار التقرير إلى أنه في أمريكا الجنوبية تسيطر عصابات المخدرات المكسيكية على سلسلة الإمداد بأكملها ابتداء من الشحن وصولا إلى التوزيع في الولايات المتحدة لافتا إلى أن عمليات تصنيع الكوكايين في تراجع. أما منطقتا شرق وجنوب شرق آسيا فتشهدان زيادة في تهريب الميتامفيتامين وإنتاج حبوب النشوة كما زادت زراعات الأفيون خلال عام 2008. وفي بعض الدول الأوروبية حل الكوكايين محل المحفزات الأخرى ولكن عمليات العثور على المخدرات تراجعت بشكل كبير. وأعلنت هيئة الأمم المتحدة لمراقبة انتشار المخدرات اليوم أن سوء استخدام العقاقير الطبية التي تصرف بأمر الأطباء أصبح مشكلة عالمية لا يعترف بها دائما رغم وفاة العديد من المشاهير في الآونة الأخيرة بسببها.