2010-03-22 02:38:05
حذرت منظمة الصحة العالمية من تنامي مقاومة مرض السل للعلاجات المعروفة، وظهور نوع منه ليس له علاج، مشيرة إلى وفاة ثلث المصابين بالمرض خلال عام 2008.
ويشير تقرير صدر عن المنظمة، إلى أنّ رُبع مرضى السل، في بعض مناطق العالم، يشكون من شكل من المرض لم يعد علاجه ممكناً بالمقررات العلاجية المعيارية.
وقال التقرير "تبين مثلاً، أن 28 في المائة من مجموع إصابات السل الجديدة التي تم تشخيصها في عام 2008 في إحدى مناطق روسيا الغربية هي إصابات بالشكل المقاوم للأدوية المتعدّدة."
ووفقا للتقرير، فإن تلك النسبة تمثل أعلى مستوى أُبلغت به منظمة الصحة العالمية حتى الآن، ذلك أنّ أعلى ما تم تسجيله قبل ذلك كان في مدينة باكو بأذربيجان في عام 2007 وناهز 22 في المائة.
وتشير التقديرات الواردة في التقرير إلى أنّ عدد المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعدّدة بلغ، في عام 2008، 440 ألف نسمة في جميع أنحاء العالم وإلى أنّ ثُلث تلك الإصابات أدّت إلى الوفاة.
وقال التقرير إن "آسيا تتحمّل أفدح أعباء الوباء.. ذلك أنّ الصين والهند تشهدان وقوع نحو 50 في المائة من مجموع ما يُسجّل في كل أنحاء العالم من حالات ذلك الشكل المرضي.. أمّا في أفريقيا فإنّ التقديرات تشير إلى حدوث 69 ألف حالة لم يتسن تشخيص الغالبية العظمى منها."
وبحسب المنظمة، فإن السل المقاوم للأدوية المتعدّدة هو "شكل من السل تسبّبه عصيات قادرة عل مقاومة الإيزونيازيد والريفامبيسين على الأقل، وهما أكثر الأدوية نجاعة ضمن أدوية مكافحة السل.. ويظهر هذا الشكل من السل نتيجة التعرّض لعدوى أوّلية بعصيات مقاومة أو قد يظهر أثناء فترة العلاج."
وقد حذر خبراء ألمان من أن المصابين بالسل لا تظهر لديهم دائما الأعراض التقليدية للمرض مثل السعال.
وذكرت المنظمة الألمانية لمساعدة مرضى الجذام والسل أن الباحثين اكتشفوا عبر دراسات مختلفة في عدة دول أن العرض التقليدي ، السعال ، يظهر لدى أقل من 50% من المصابين بالسل ، وهو السعال لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.
وأشارت المنظمة قبيل اليوم العالمي لمرضى السل الذي يوافق 24 الشهر الجاري إلى أن الفحوص البسيطة لاتمكن من التعرف على المرض لدى المرضى الذين لا تظهر لديهم أعراض السل.
وقال أدولف ديفينهارت الطبيب الريادي في المنظمة: "صعوبة تشخيص مرض السل المفتوح بالوسائل السائدة تزيد من الضغط على تطوير وسائل تشخيص أفضل".
وذكر ديفينهارت أن عدد مرضى السل ارتفع بشكل مستمر خلال الـ15 عاما الماضية ، وذلك بسبب إصابة البعض بالمرض دون ظهور أعراضه عليهم.
ووفقا لبيانات معهد "روبرت كوخ" الألماني للأبحاث والتحاليل ، يعتبر السل من أكثر الأمراض البكتيرية المعدية المسببة للوفاة في العالم.
ففي عام 2008 بلغ عدد الإصابات الجديدة بالمرض في العالم حوالي 10 ملايين إصابة ، مقابل نحو 3 ملايين إصابة عام 1994 .
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية ، توفى نحو 8ر1 مليون شخص بالمرض عام 2008 ، ويمكن العلاج من المرض بالمضادات الحيوية. ويودي السل بحياة مرضى الإيدز على وجه الخصوص.