2011-08-26 09:59:45
عودنا شهر الصيام تناول وجبتي الإفطار والسحور، الأمر الذي أراح الجهاز الهضمي وجعل المعدة في أحسن حالاتها خلال شهر الصيام، فليست هناك حموضة أو ارتجاع للطعام. وينتهز الكثير من الصائمين الشهر الكريم لإتباع نظام خاص ومتوازن للاستفادة من مميزات الصيام للمعدة،
فيما يُقبل البعض بعد انتهاء شهر رمضان - ومع أول أيام العيد - على تناول كميات كبيرة من الكعك والبسكويت والعصائر والمياه الغازية، غير مكترثين بحاجة المعدة لانتقال تدريجي من الصيام إلى الإفطار، مما يعرضهم لعسر الهضم والحموضة الزائدة و اضطرابات الجهاز لهضمي..
كيف يمكن إذن تجنب اضطرابات المعدة بعد رمضان؟ وكيف يمكن الانتقال للإفطار بشكل صحي وآمن؟
خلال شهر رمضان تتعود القناة الهضمية نظام تناول الطعام من خلال وجبتي الإفطار والسحور فقط، وحتى تعود القناة الهضمية لاستقبال وجبات ثلاثة لابد من التدرج، ولكن قبل التدرج نفاجأ بحلوى العيد من الكعك والبسكويت وغيرها التي تتسم بزيادة محتواها من الدهون والنشويات.. فالبدء بتناول حلوى العيد في الوجبات الثلاث يربك القناة الهضمية ويؤدي إلى الشعور بالانتفاخ والغازات والحموضة مما يرهق الإنسان. لذلك ننصح بضرورة التحول التدريجي من وجبات رمضان إلى وجبات العيد وما بعد رمضان، فيبدأ بتناول كمية بسيطة من حلوى العيد في وجبة واحدة فقط لمدة يومين، ثم يمكن تناول حلوى العيد في وجبتين بعد ذلك (كالإفطار والغذاء) مع مراعاة عدم إدخال الطعام على الطعام حتى موعد الوجبة التالية؛ ليبدأ تناول وجبة طعام جديدة متنوعة ومتوازنة مع تواجد الأغذية الطازجة من فواكه وخضار. كذلك مراعاة تناول وجبة العشاء مبكرا وأن تحتوى على الفاكهة والخضار. وينصح بالعودة إلى الصيام مرة أخرى على غرار ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من صيام الأيام الست من شوال متفرقة أو متتالية، فهي فرصة جيدة لاستعادة نشاط القناة الهضمية والعودة إلى سابق هضمها من إفراز العصارة الهضمية بكميات ونوعيات خفيفة هضما وامتصاصا، بدون انتفاخ أو غازات مع الحرص على ممارسة الرياضة (المشي) لمدة نصف ساعة يوميا لتنشيط القناة الهضمية، وخاصة بعد انقطاع صلاة الليل (القيام) فالمشي يحسن من وظائف الهضم والامتصاص وعدم تخزين الدهون.
§ ما هي بعض السلوكيات الخاطئة في تناول الطعام بعد رمضان ؟
مع بداية أول أيام عيد الفطر يتبع الكثيرون سلوكيات غذائية خاطئة في تناول الأطعمة فتسبب له مشكلات صحية عديدة، ومن ذلك: تناول كميات كبيرة من الكعك والبسكويت وغيرها من الحلوى والمعجنات تزيد على المسموح به للجسم من النشويات والدهون، مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية للجسم التي تفوق احتياجاته؛ لما لها من تأثيرات سلبية على الصحة. كذلك تناول الأسماك المملحة (كالفسيخ والرنجة) والبصل بكميات كبيرة، وما يصاحبه من تناول كميات كبيرة أيضا من الخبز والمياه الغازية مما يؤدي إلى زيادة الأملاح، وبالتالي التعرض لارتفاع ضغط الدم والإصابة بالصداع، والشكوى من أعراض تتعلق بالكلى والكبد. بالإضافة إلى أن بعض المنتجات من هذه الأطعمة قد تكون ملوثة، فينتج عن ذلك خطر على الصحة سواء كان هذا الخطر ناتج عن التسمم أو الإصابة بميكروب السالمونيلا والتيفود والباراتيفويد كما يمكن أن يتسبب هذا التسمم إذا كان حادا في حدوث هبوط بالضغط والدورة الدموية مما يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي كما أنها قد تؤدي في بعض الحالات للوفاة. تناول كميات كبيرة من المياه الغازية يؤدي إلى زيادة كمية الأحماض المتناولة خلال هذه الفترة، مما يعرض المعدة للحموضة الزائدة، كما أن زيادة الأحماض نتيجة للمشروبات والعصائر يؤدي إلى خلل في الترسيب الطبيعي للكالسيوم في الأسنان والعظام، مما يؤدي لتسوس الأسنان وضعفها، بالإضافة إلى هشاشة العظام. لذلك ينصح الدكتور المنياوي بتقليل المشروبات الغازية والعصائر المعلبة، والإكثار من تناول الألبان بصورة دورية للحفاظ على كمية الكالسيوم الذي يستفيد منه الجسم، خاصة عند الأطفال. كما ينصح في أول أيام العيد بأن تكون وجبة الإفطار من الأغذية الخفيفة، وألا يتناولوا كمية كبيرة من الكعك؛ حتى لا يصابوا بالحموضة الزائدة وعسر الهضم، التي قد تصل للقيء، وكذلك بعدم الإسراف في تناول هذه الحلويات، وينصح بتناولها على الأقل بعد مرور أكثر من ساعتين من تناوله لوجبة الإفطار وبكميات بسيطة، مع عدم الإكثار من تناول الأطعمة المسبكة؛ لتأثيرها الضار على الجسم والجهاز الهضمي بصفة خاصة، والحرص على تناول أغذية تتميز بسهولة الهضم والامتصاص؛ حتى لا يرهق الجهاز الهضمي.
بصفة عامة بضرورة ترشيد تناول الأطعمة، سواء كانت سكريات وحلويات وغيرها؛ لتجنب إصابة المعدة التي استراحت خلال شهر رمضان بالعديد من الأمراض كالإصابة بالنزلات المعوية والآلام القولون.
هل من نظام يسهل تجنب العادات الغذائية السابقة ؟
يجب في أيام العيد العمل على توزيع الثلاث وجبات، والحرص على تناول وجبة الإفطار لأهميتها للكبار والصغار في حرق الطاقة في الجسم، والتركيز في الوجبات على تناول البقول في وجبة الغذاء؛ لأن غالبية الأفراد كانوا يتناولون اللحوم بصفة مستمرة في رمضان. أما في وجبة العشاء فلابد من الإكثار من تناول منتجات الألبان مع الخضار والفاكهة بكل ألوانها، حتى نضمن جميع الفيتامينات الأساسية، مع ضرورة شرب المياه بكثرة؛ حتى تستطيع الوظائف الحيوية في الجسم أن تقوم بعملها.
ماذا بالنسبة لكبار السن ؟
ينصح لهم بالإقلال من تناول السكريات، وعدم شرب المياه بين الوجبات، والامتناع عن تناول الأطعمة المقبّلة والدهون بقدر الإمكان، تطبيقا للقاعدة الذهبية في الغذاء؛ لأنه كلما تقدم الإنسان في السن ينصح له بتناول البقول والإقلال من اللحوم، مع تناول الحليب خالي الدسم، مع ضرورة ممارسة الرياضة بالنسبة لهم حتى لا يصابوا بالهشاشة.
§ هل معنى الكلام السابق أنه يجب الامتناع عن تناول معمول العيد ؟
أنا لا أقول هنا الامتناع الكامل إنما الاعتدال وتناول هذا النوع فترة العيد فقط لأن معمول العيد مليء بالسمن النباتي مما ي}ثر سلبا على صحة الجسم
هل من نصائح عامة للسير ضمنها بعد شهر رمضان ؟
§ إن الالتزام بروح شهر رمضان بعد رمضان وتنظيم الوجبات الغذائية وعدم الإفراط في ملح الطعام والدهون والشحوم يلعب دروًا في تقليل نسبة الأملاح في البول وما لأثرها على نسيج الكلى، والالتزام بروح شهر رمضان وتنظيم الوجبات الغذائية وعدم الإفراط في ملح الطعان والدهون والشحوم يخفف من ضغط الدم المرتفع، وبذلك نحمي نسيج الكلى من الأثر السيئ لضغط الدم المرتفع.
§ إن تجنب الإفراط في الطعام من دسم وملح بعد شهر رمضان يحول دون حدوث إكزيما الجلد والتهابات الجلد الحادة وحساسية الجدل وانتشار حَبِّ الشباب بالجسم، ونجد أن في شهر رمضان تتحسن إصابات الجلد هذه، فلو التزمنا بروح شهر رمضان طيلة السنة لانعدمت نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية.
§ إن تجنب الإكثار في الطعام والإفراط فيه -كمًّا ونوعًا- يحول دون حدوث مرض السكر؛ لِمَا ينجم من الإفراط من إلحاق الإجهاد بخلايا البنكرياس التي تفرز هرمون الأنسولين، والذي يلعب دورًا في تنظيم الوجبات الغذائية.
§ إن الإفراط في الطعام يسرع بك إلى الشيخوخة؛ فهو يحدث إجهادًا في غدد الجسم الصماء؛ حيث تتأثر وظيفتها، وتحدث بالجسم تغييرات كيمائية تسرع بالجسم إلى الشيخوخة، ولو التزمنا بروح رمضان وتجنبنا الإفراط في الطعام لتأخَّر وصول يد الشيخوخة لنا، ونعمنا بصحة تمكننا من الاستمرار في أداء فروض الله وطاعته فنسعد بصحتنا بعيدًا عن الهرم. *يجب أن نتفادى الإفراط في تناول كعكك العيد؛ فهو عبء على الجهاز الهضمي، ويتحول القدر الزائد منه إلى دهن يُختزن بالجسم، ويصبح ذلك خطرًا على الجسم والصحة؛ لِمَا ينجم عنه من اضطراب في سكر الدم، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وإلقاء العبء على القلب والكبد. إن شهر رمضان الذي يحقق التقرب إلى الله بتنفيذ ما يلزمنا به تحقق الالتزام بروحه في تنظيم الغذاء وقاية الجسم شر العديد من الأمراض، وتحفظ للإنسان صحته، وتمكنه من أداء باقي فروض الله؛ فيقترب من الله (سبحانه وتعالى) أكثر، وتتحقق أكبر الفائدة في الدنيا والآخرة.
ياسمين عثمان – أخصائية تغذية