2011-10-20 04:35:07
كتبت – وئام سنوسي
تبرز أهميـة زيـارة المريض للطبيب فى عيـادتـه الخاصة ( وليس سؤال المريض للطبيب عن طريق الفيـس بوك أو التليفـون ) فى كونها حجر الزاوية الذى سيبنى عليه البرنامج العلاجي ، وتشمل هذه الزيارة عدة نقاط هامة جدا تأخذ فى الاعتبار وهى :
* التعرف على التاريخ المرضى للمريض من حيث الأمراض الذى تعرض لها من قبل فى حياته ومدى تأثرها عليه ،ورؤية أوراق المريض الخاصة بالتحاليل السابقة والإشاعات ورسم القلب والموجات الفوق صوتيه وسماع شكوى المريض بدقة وتركيز وتحديد ، ومعرفه الطبيب إذا كان يوجد أمراض وراثية فى عائلة المريض ومعدلات ظهورها بين أفراد العائلة ، حيث يسمع ويرى الطبيب الأماكن الذى يشكوا منها المريض فى جسمه ، سماع الطبيب لبيانات المريض كاملة اسمه وسنه وعنوانه وطبيعة عمله لان فى بعض الأوقات تكون طبيعة عمل المريض هى المسببة له للمرض .. ومعرفه إذا كان مدخنا أم لا ... ومعرفه إذا كان يتناول أدوية معينة بطريقة منتظمة مثل أدويه السكر والضغط وأمراض القلب حتى يتثنى للطبيب معرفه الأدوية التي سيقوم بكتابتها لعلاج المريض حيث يوجد بعض من الأدوية تتفاعل ضد بعضها البعض .
* الفحص الطبي السريري للمريض
من حيث قياس الضغط الدم .. ومعرفه حرارة المريض ... قياس وزن وطول المريض ... فحص شامل للأماكن الذي يشكوا منها المريض لمعرفه سبب الألم ...وما هى الأعراض الواضحة على المريض والتي يسمعها الطبيب منه حيث يوجد لكل مرض أعراضه الخاصة به ... ويوجد بعض الأمراض يكون فيها الأعراض متشابه فلا يفصل فى هذه الأعراض غير الطبيب بالفحص السريرى له وبخبرته الطبية يقدر أن يفصل بين الأعراض المتشابه بين مرض وأخر وذلك لكى يتثنى للطبيب إعطاء الدواء الصحيح والمناسب للمرض الذي يشكوا منه .
*حيث ان كل ما سبق ذكره يساعد الطبيب فى ذكر العلاج المناسب للمريض بطريقه صحيحة لان من الممكن ان يكون هناك شىء غير ملاحظ ويلاحظه الطبيب من خلال خبرته الطبية وذلك لا يتم عند سؤال الطبيب على صفحه الفيس بوك أو من خلال التليفون وخصوصا عندما يكون المريض يسأل الطبيب لأول مره دون أن يرى الطبيب الملف الخاص السابق بالمريض من أشعات وتحاليل وما شبه ذلك .. ودون أيضا معرفة الطبيب للأدوية التى يأخذها المريض ... فحين إذن عندما يصف الطبيب الدواء للمريض دون علمه بكل هذه الأمور السابق ذكرها ...يعرض حياه المريض للخطر وذلك لوصف الطبيب لمريض لدواء معين دون العلم بأن هذا الدواء ممكن أن يسبب حساسية للمريض أو يتفاعل مع دواء أخر يناوله المريض مما يؤثر على صحته وحياته بالخطر، أو وصف دواء يسبب فى ارتفاع ضغط الدم للمريض حيث ان المريض يعانى من ضغط الدم المرتفع دون أن يعلم وحين إذن يوجد خطورة كبيره على المريض حيث ان ارتفاع ضغط الدم يؤدى إلى جلطات ونزيف بالمخ فحين أخذ دواء يصفه الطبيب مثل أدويه البرد مثلا وهى من الأدويه التى تعمل على ارتفاع ضغط الدم ...ويكون المريض ضغطه مرتفع من قبل ودون ان يعلم فهذا يؤدى إلى خطورة على حياة المريض ... وكما قولنا من قبل أيضا انه يوجد أعراض متشابه للأمراض المختلفه لا يفصل فى هذه الأعراض إلا الطبيب عن طريق الفحص السريرى والخبرة الطبية للطبيب حيث لا يعرض المريض للخطر حين صرف له دواء عن طريق سماع الأعراض عن طريق التليفون أو الفيس بوك .
*إجراء بعض التحاليل اللازمة والمهمة التي يراها الطبيب مناسبة لحاله المريض وذلك لكي يتأكد الطبيب من تشخيصه الطبي للمريض .
*وفي نهاية الزيارة ، يقوم الطبيب بكتابة المعلومات والتعليمات التى يصف بها لنفسه الاعراض والشكوى والتاريخ المرضى ليصبح هذا هو السجل الخاص بالمريض عند الطبيب لحين زياره المريض مره اخرى للطبيب فيتذكر الطبيب المريض من خلال سجله المرضى الذى قام الطبيب بكتابته سابقا للمريض فى أقل وقت واقل مجهود .
*وكل ما سبق ذكره من معلومات لكى يحافظ الطبيب على جميع مرضاه ويحميهم من أى خطر ممكن ان يحدث حين سماع الأعراض بالتليفون أو الفيس بوك ... حيث ان الطبيب هو الشخص الذى جعله الله سبب فى شفاء المرضى بعد قدره الله سبحانه وتعالى ... ونظرا لخصوصية ممارسة مهنة الطب باعتبارها مهنة إنسانية سامية ورفيعة … تتعامل مع أرقي مخلوقات الله ، فإذا أراد الطبيب أن يكسب قلوب مرضاه فعليه بالعلم ، وإن الجهل لا يأتي بخير ، لذا كان يقول سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : ” من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ” فالطبيب محتاج إلى قدر كبير من المعلومات التي يسمعها من المريض كي يستطيع معالجة المرضى وتشخيص حالاتهم.
*والطبيب المسلم يحمل أمانة الإسلام وأمانة المحافظة على صحة المرضى ورفع الضرر عنهم فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث عمر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ... فعلى الطبيب أن يكون بارعاً في الإنصات لمرضاه بالأذن وطرف العين وحضور القلب وعدم الانشغال بتحضير الرد وعدم الاستعجال بالرد قبل إتمام الفهم.... وكل ذلك لا يتم عن طريق التليفون أو الفيس بوك .
*وعلينا أيضا كمرضى أن نحترم التخصص الطبي للطبيب إذ أن الاختصاصات الطبية متعددة ومتنوعة، فيجب أن يقوم بإحالة المشكلات الطبية المعقدة إلى ذوي التخصص فيها عملا بالآية { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون{