وقام الباحثون بتعريض فئران حوامل لإشعاعات هواتف خلوية صامتة ومكتومة الصوت، حيث وضعت فوق أقفاصهم هواتف خلوية تدور فيها مكالمة هاتفية فعالة طوال مدة الدراسة. وقورنت النتائج مع مجموعة أخرى من الفئران الحوامل وضعت الهواتف النقالة فوق أقفاصهم ولكن بدون أن تكون فعالة.
وقاس الباحثون النشاط الكهربائي لأدمغة فئران بالغة كانت قد تعرضت لإشعاعات وهي أجنة، وقامت بأداء مجموعة من الاختبارات النفسية والسلوكية. ووجد البلحثون أن الفئران المتعرضة لإشعاعات كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا مفرطي النشاط ولديهم سعة ذاكرة أقل. وعزا الباحثون التغييرات السلوكية لتأثيرات خلال فترة الحمل على تطوير الخلايا العصبية في منطقة قشرة الفص الجبهي من الدماغ. واضطراب فرط النمو هو اضطراب في النمو مرتبط بخلل عصبي موجود أساسا في منطقة الدماغ نفسها، ويتميز بعدم الانتباه وفرط النشاط.
وقال الباحثون أنهم أظهروا أن الاضطرابات السلوكية في الفئران مثل فرط النشاط ونقص الانتباه سببها التعرض لإشعاعات الهاتف الخلوي في الرحم، وقد تكون الزيادة في الاضطرابات السلوكية لدى أطفال البشر يرجع جزئيا إلى تعرض الجنين لإشعاعات الهاتف الخلوي.
وأكد الباحثون أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث على الإنسان لفهم أفضل لآلية الوصول إلى هذه النتيجة، ولوضع حد أعلى للتعرض لإشعاعات الهواتف الخلوية أثناء الحمل. وخاصة أن الدراسة أجريت على الفئران التي تدوم فترة حملهم 19 يوم، وتولد صغارها بأدمغة أقل نموا من أدمغة أطفال الإنسان عند الولادة. لذا فإن هناك حاجة لمعرفة فيما إذا كان التعرض للإشعاعات سيعطي نفس الخطر في الإنسان. وإلى الآن فإن الحد من تعرض الجنين لهذه الإشعاعات يبدو مبررا.
وقد استخدمت الهواتف الخلوية في هذه الدراسة لتشابه تأثير التعرض البشري المحتمل، إلا أنه في الدراسات والأبحاث القادمة سيتم استخدام مولدات المجال الكهرومغناطيسي لتحديد مقدار التعرض بشكل أكثر دقة.