وتشير تقديرات المنظمة إلى تشخيص حالة جديدة من حالات الخرف كل أربعة ثوان حيث يبلغ العدد الإجمالي لحالات الخرف الجديدة التي تحدث في جميع أنحاء العالم كل عام 7ر7 ملايين حالة تقريبا ومن المتوقع أن يزيد عدد المصابين بالخرف بنسبة الضعف تقريبا كل عشرين سنة ليبلغ 7ر65 مليون نسمة في عام 2030 و4ر115 مليون نسمة في عام 2050.
وعن هذا الموضوع يقول الدكتور درغام السفان اختصاصي أمراض نفسية وعصبية وجود ثلاثة أنواع للخرف /العته أولها الخرف المرتبط بالزهايمر الذي يشكل 50 -60 بالمئة وهي الأكثر شيوعا يتبعه العتاهة الوعائية المرتبطة بأمراض قلبية وعائية نتيجة انسدادات بشرايين الدماغ فيما يرتبط النوع الثالث بمشاكل صحية معظمها عصبي كالباركنسون أو نتيجة نقص فيتامين بـ 12 ونقص نشاط الدرق والأورام الدماغية.
ويقول الدكتور السفان إن أهم أسباب الخرف التقدم بالعمر ويقسم بهذه الحالة إلى النمط المبكر أي الإصابة قبل 65 ولا تتجاوز نسبته 5 بالمئة ونمط متأخر بعد 80 سنة مشيرا إلى أن نسبة الإصابة الرجال والنساء تكاد تكون متساوية رغم ميلها للنساء بنسبة بسيطة.
وعن أعراض الخرف يشرح الدكتور السفان أنها لا تظهر مباشرة بنفس الشدة والقوة لكن بطريقة تدريجية وتشمل العجوزات الاستعرافية كاختلال الذاكرة القريبة وعدم القدرة على تعلم أمور جديدة مع الحفاظ على قوة الذاكرة القديمة إضافة لاضطرابات باللغة وحركات لاأدائية أي حركة غير منظمة أو منتجة وعمى حسي أي يرى المسن الأشياء لكن لا يتعرف عليها مع اضطرابات بالوظيفة التنفيذية حيث لا يستطيع القيام بأعمال مركبة مكتملة.
ويتابع.. قد يترافق الخرف مع اضطرابات بالسلوك أيضا كالخروج من المنزل وعدم العودة أو احراق يده دون الانتباه وخلع ملابسه مبينا أن هذه العجوزات تكون دليلا على وجود الخرف حين تؤدي لعجز مهني اجتماعي مسبب لمشاكل في محيطه لافتا إلى أن العته الوعائي قد يترافق أيضا مع أعراض وعلامات عصبية كاشتداد المنعكسات وشذوذات بالمشي وضعف بالأطراف.
ويبين الاختصاصي أن نمط الحياة الكسولة قد يكون سببا لرفع احتمال الإصابة بالخرف خصوصا للأشخاص في مرحلة ما بعد التقاعد عندما يتوقفون عن العمل والتفكير.
وعن التشخيص يقول الدكتور السفان حسبما أوردت "سانا" إنه سريري بالدرجة الأولى مع إمكانية التشخيص عبر تصوير الدماغ وملاحظة التغيرات فيه كضموره وتوسع بطيناته على حساب الخلايا العصبية القشرية ونقص الخلايا الدماغية إضافة لوجود انسدادات الشرايين الدماغية في حالات الخرف الوعائي.
ويوضح الدكتور العساف أن علاج الخرف يتم عبر أدوية عصبية نفسية تساعد على إيقاف تدهور الحالة لاسيما اضطراب الذاكرة وتصل نسبة الحالات التي يمكن شفائها إلى 15 بالمئة كما يمكن تأخير أعراض الحالات المتوسطة والخفيفة من 10-15 سنة مبينا أن الدراسات الحديثة أثبتت إمكانية تحسين الحالات الشديدة أيضا و أن تحسين نمط الحياة أفضل طريقة لتحسين حالات العته.
وينصح الاختصاصي بضرورة توفير جو اجتماعي مناسب للمسنين سواء في المنزل أو دار العجزة وإحاطته بأشخاص ونشاطات ترفيهية اجتماعية بسيطة لتجنب الخرف أما في حالة المصابين بالخرف وإضافة لأهمية الإرشادات السابقة يجب أن نوفر لهم بيئة نمطية أي الحرص على عدم تبديل أماكن أغراضه الشخصية وملابسه وديكور غرفته إضافة للتواصل معه باستمرار وعدم اعتباره مريض يحتاج لعلاج بل شخص يحتاج لعائلة وجو اجتماعي نشيط لكن غير صاخب.
ويشير الدكتور السفان إلى أن ازدياد نسبة الخرف في العالم مرده ازدياد عدد المسنين وارتفاع نسبة العمر المتوقع للفرد فمن جهة منحت الرعاية الصحية الجيدة عمرا إضافيا لسكان العالم لكن ترافقت مع ازدياد أعداد المسنين وانتشار أمراضهم منها الخرف.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن التشخيص المبكّر وضمان المستوى الأمثل من الصحة الجسدية والقدرة المعرفية والنشاط والعافية يسهم في تحسين نوعية حياة المصابين بالخرف أسرهم.
وتلفت المنظمة إلى التمييز الذي قد يتعرض له المصابون بالخرف عبر حرمانهم من الحقوق والحريات الأساسية التي يتمتع بها غيرهم واللجوء معهم بشكل مكثف إلى مقيدات جسدية وكيميائية في مرافق رعاية المسنين ومرافق الرعاية الحادة.
وتبين المنظمة أن القائمين على رعاية المصابين بالخرف يعانون من إجهاد كبير يشمل ضغوطا جسدية وعاطفية واقتصادية وعليه يحتاجون إلى دعم من النُظم الصحية والاجتماعية والمالية والقانونية.