ويقسم الربو حسب المسببات إلى ربو خارجي المنشأ نتيجة حساسية أو ربو داخلي المنشأ لا يتأثر بالحساسية وقد يكون الشخص مصابا بالنوعين معا.
ويوضح اختصاصي الامراض الصدرية الدكتور حسن الرشيد حسبما أورت "سانا" أن الربو خارجي المنشأ أكثر انتشارا بين الأطفال والمراهقين وعادة ما يختفي مع تقدم العمر وتفادي العوامل المثيرة للحساسية ويعاني الشخص المصاب بهذا النوع من حساسية مفرطة تجاه عوامل كغبار الطلع وفضلات الحيوانات الأليفة ودخان السجائر والبخور ومعطرات الجو والعطور والصباغ حيث ينتج جهاز المناعة عند تعرضه لها كميات كبيرة من البروتينات الدفاعية الأجسام المضادة التي تسبب أعراض الحساسية ما يؤدي إلى إطلاق وسائط الهستامين وإنتاج المزيد من المخاط وانتفاخ وتشنج في الشعب الهوائية أما الربو الداخلي المنشأ فهو النوع الأكثر شيوعا عند الكبار ومعظم أسبابه فيروسية مهيجة تؤثر على أعصاب والخلايا في أنابيب القصبة الهوائية.
ويشير إلى وجود حالات ربو مصاحب للحمل وقد تختلف شدتها أثناء هذه الفترة مبينا ان بعض الدراسات الطبية حذرت من ان الحوامل المدخنات تعرضن مواليدهن لموجات ربو قوية تزيد نسبتها 50 بالمئة عن الحوامل غير المدخنات أما عن حالات حدوث ربو أثناء العمل فذلك يعود إلى وجود مواد مهيجة مثل الغبار والأبخرة والمواد الكيمائية والبروتين الحيواني والروائح النفاذة وغيرها.
وحسب الدكتور الرشيد فان تعرض المريض للمواد المسببة للربو يؤدي إلى انقباض في العضلات المبطنة للممرات الهوائية وبالتالي ضيق في هذه الممرات وصعوبة في دخول وخروج الهواء في الرئتين كما أن التعرض للمواد المسببة للربو يهيج الأغشية المخاطية ما يؤدي إلى التهابها وبالتالي زيادة سماكتها وضيق في الممرات الهوائية وصعوبة في التنفس مبينا انه مع تهيج الأغشية المخاطية تزيد الإفرازات المخاطية ما يؤدي لصعوبة في التنفس وحدوث السعال المصحوب ببلغم.
وفيما يخص مسببات الأزمة يقول الرشيد إنها تتوزع بين مواد يكون المريض حساسا تجاهها ومواد مهيجة للجهاز التنفسي موضحا ان هذه المسببات تختلف من شخص لأخر وينبغي الابتعاد عنها قدر المستطاع في المنزل ومقر العمل للتقليل من عدد مرات حدوثها وانه من الصعب التعرف على كل مسببات الأزمة إلا أن أكثرها شيوعا هي غبار الطلع والحشرات الصغيرة المتواجدة في السجاد والملابس ومخلفات الحيوانات الأليفة وروائح البخور والعطور ودخان السجائر والمواد المحروقة والأصباغ والدهانات وممارسة الرياضة والتهاب الجهاز التنفسي العلوي والزكام والتغير المفاجئ في الطقس وخاصة الطقس البارد وبعض الأطعمة والتوابل والمأكولات البحرية والفواكه المجففة وبعض الأدوية كالاسبرين والبروفين وبعض قطرات العيون.
وتتمثل أعراض أزمة الربو في شعور المريض بخروج صوت يشبه الصفارة أثناء خروج ودخول الهواء من وإلى الرئتين وسعال مصحوب ببلغم وضيق بالصدر وقصر النفس وسرعته.
وعن علاج الربو يبين الدكتور الرشيد أنه يشمل الأدوية وتناول كميات كافية من السوائل والابتعاد عن الكحول والمأكولات المسببة للربو وان العلاج يتم من خلال أدوية سريعة المفعول على شكل بخاخ لفتح الشعب الهوائية وبسط العضلات المنقبضة بالممرات الهوائية وعلاج الالتهابات الموجودة بالأغشية المخاطية المبطنة للممرات الهوائية إضافة للأدوية الموسعة للمرات الهوائية طويلة الأمد وأدوية خليط بين موسعات الشعب والكورتيزون الذي يستخدم لفترات قصيرة للسيطرة على الأزمة.
واعتبر أن الاعتقاد بضرورة تجنب مريض الربو ممارسة الرياضة اعتقاد خاطئ موضحا أن الرياضة تزيد من كفاءة الرئتين لدى مزاولتها بصورة منتظمة وحسب شروط معينة أهمها اختيار الرياضات الخفيفة كالمشي والسباحة ومزاولتها مع الأصدقاء وتناول الأدوية الموصوفة والتسخين "التحمية" قبل البدء بالرياضة من خمس إلى عشر دقائق لتأمين عملية استطالة العضلات.
وينصح اختصاصي أمراض الصدرية مرضى الربو بغسل أغطية الأسرة بالماء الساخن مرة واحدة كل أسبوع للتخلص من العث وعدم تغطية الأرضيات وإغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول المسببات من الأتربة والغبار وخاصة حبوب التلقيح في الهواء واستخدام المكيفات بطريقة صحيحة لمنع حدوث الأزمة وكذلك تجهيز مكان العمل واستخدام الكمامات والشفاطات لسحب الدخان والأبخرة والروائح للخارج وتغطية أي جهاز يكون مصدرا للازمة.
كما يشدد الأطباء على ضرورة أخذ أدوية الربو أثناء السفر لصعوبة معرفة حالة الجو في المنطقة المنتقل إليها وكذلك وضع كمية من الأدوية في حقيبة اليد واصطحاب الوصفة الطبية لاستعمالها عند الحاجة وحمل تقرير مفصل عن الحالة المرضية.
ويعاني حاليا نحو 235 مليون فرد من الربو وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعا بين لأطفال وتحدث معظم الوفيات الناجمة عنه في البلدان المنخفضة الدخل وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأعلن في السنوات الماضية عن علاج جديد لمرض الربو يقوم على كي الأنسجة الرئوية وتوسعة مجرى التنفس عبر عملية بسيطة من الأنف حيث يخضع المريض لتخدير موضعي وإدخال أنبوب رفيع إلى داخل الأنف والرئتين لتسخين الشرائط الموجودة في نهاية الأنبوب وبالتالي إصدار موجات إشعاعية لمدة 10 ثوان تكوى من خلالها الأنسجة التي تعوق حركة الهواء وتوسع مجرى التنفس.