يشرح الدكتور هايل السالم اختصاصي أمراض هضمية وباطنية لنشرة سانا الصحية ان العصارة الصفراوية الموجودة داخل كيس المرارة عبارة عن سائل مذاب فيه عدد من الأجسام الصلبة مثل السكر أو الملح المذاب في الماء وهذه الأجسام الصلبة هي الكلسترول والأملاح الصفراوية والصبغات الصفراوية فاذا زاد تركيز أو كمية هذه الأجسام الصلبة فإنها تترسب وتتجمع مكونة حصيات المرارة التي تشبه الى حد كبير ترسب حبات السكر في أسفل كوب الشاي عندما تكون الكمية كبيرة.
ويوضح أن أسباب زيادة تركيز هذه المواد وظهور الحصوة المرارية تتمثل بقلة ميوعة العصارة الصفراوية وزيادة كثافتها بسبب قلة شرب السوائل أو زيادة احتباسها في المرارة بسبب وجود بطء أو قلة في التفريغ المنتظم والسريع للمرارة او إصابة القنوات التي تنقل العصارة الصفراوية من الكبد الى الأمعاء ببعض البكتريا.
وبالنسبة لأعراض وعلامات الحصوة المرارية يلفت إلى أنه وفي بعض الحالات يكون لدى الشخص حصيات بالمرارة دون ان تسبب لهم إي مشكلات صحية ولا يتم اكتشاف وجودها إلا أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية أو بأشعة اكس للبطن فيما تظهر في حالات أخرى أعراض وعلامات خفيفة تظهر على شكل الم خفيف بين الحين والآخر في المنطقة اليمنى أعلى البطن وعدم الارتياح للأطعمة ذات المحتوى الدهني وزيادة انتفاخ البطن مباشرة بعد الأكل والإحساس بالشبع المبكر والغثيان الخفيف.
ويشير إلى وجود حالات حصيات تترافق بألم شديد وغثيان وقيء مبينا أن تشخيصها يتم عن طريق جهاز فوق الأمواج الصوتية كون بعضها لا يظهر بأشعة اكس العادية (الأشعة البسيطة).
ويبين السالم أن حصيات المرارة تسبب أمراضا ومشكلات عديدة منها المغص المراري والتهاب المرارة الحاد وانفجارها والتهابها الحصوي المزمن والصفراء الانسدادية الحصوية والتهاب البنكرياس بأنواعه و أورام المرارة الخبيثة.
ويشرح ان المغص المراري يترافق بوجود الم متوسط الى شديد في المنطقة العليا من البطن أو في المنتصف والجانب الأيمن وينتقل الى الظهر حول الجانب الأيمن و يكون مصحوبا بميل للقيء أو قيء متكرر ويستمر فترة محدودة غالبا ما تكون من 3 الى4 ساعات وقد يستمر 8 ساعات وينتهي بمرور الوقت أو بالمسكنات القوية فقط.
ويؤكد السالم أن المغص المراري الذي يأتي بعد تناول الوجبات الكبيرة والدسمة أو الدهون ينتهي فجأة ويعود المريض بعده الى حالته الطبيعية مبينا أن سبب المغص وجود حصى صغيرة في القناة الخاصة بالحويصلة المرارية ينتج عنها منع انسياب العصارة المرارية الى القناة المرارية العامة ما يؤدي الى انقباض العضلات الموجودة في جدار المرارة ويسبب الألم الشديد.
أما بالنسبة لالتهاب المرارة الحاد فهو بحسب السالم انسداد القناة الخاصة بالحويصلة المرارية كما في المغص المراري اضافة الى وجود ميكروب بكتيري يهاجم جدار المرارة موضحا أن الألم في هذه الحالة محدد المكان بصورة أكثر ويزداد مع السعال ويستمر من 8 ساعات الى 3 أيام ويكون مصحوبا بارتفاع درجة الحرارة وعدم القدرة على تناول أي طعام.
ويوضح أن التهاب المرارة يستجيب عادة للعلاج بالمضادات الحيوية الوريدية والمحاليل مشيرا الى انه يمكن استئصال المرارة بالمنظار في الثلاثة أيام الأولى من الأعراض تفاديا لحدوث المضاعفات وخاصة الانفجار ولكن إذا مر الأسبوع الأول على الأعراض فلا ينصح الاستئصال إلا في حالة وجود ضرورة قصوى كوجود انفجار أو خراج.
ويشرح اختصاصي الأمراض الهضمية والباطنية أن انفجار المرارة يشبه الالتهاب الحاد وتكون الأعراض أشد ومصحوبة بأعراض تسممية عامة وألم شديد وشلل بالأمعاء والتهاب حاد لافتا الى أن هذه الحالة خطيرة جدا على حياة المريض ويصل معدل الوفاة فيها الى نحو 25 بالمئة لذلك ينصح باستئصال المرارة مع جراحة استكشافية كبيرة لغسيل تجويف البطن وعلاج الالتهاب على وجه السرعة.
وعن التهاب المرارة الحصوي المزمن يرى السالم أنه أقل خطورة ويكون على شكل الم متكرر ونوبات مغص مع عسر هضم مزمن وخصوصا للدهون مع وجود غازات أكثر من الحد الطبيعي وغثيان وقيء.
ويوضح السالم أن افراز العصارة المرارية هو عملية مستمرة ووظيفة هامة من وظائف الكبد واستمرار انسياب العصارة الى الأمعاء أمر حيوي لصحة الإنسان وأن انسداد القناة المرارية الرئيسية بحصية منتقلة من المرارة يسبب ارتجاع العصارة الى الكبد ومنها الى الدم لتصبغ الأنسجة المختلفة ومنها العين فتصبح صفراء اللون (اليرقان) كما ينتج عن انسداد القناة المرارية ضرر على عمل الكلى بحيث يصبح لون البول مشابها للون الشاي كون الانسداد يمنع امتصاص الدهون والفيتامينات وخاصة فيتامين (كي) الذي ينتج عنه عدم قدرة الجسم على إيقاف النزيف ويصاحب ذلك آلام في الجزء الأيمن من أعلى البطن.
وينصح بضرورة علاج الانسداد في أسرع فرصة عن طريق استئصال الحصى أن أمكن ومن ثم استئصال المرارة لمنع تكرار المشكلة مبينا أن وجود الصفراء الإنسدادية بدون ألم غالبا ما يكون سببه ورما خبيثا فى البنكرياس او القنوات المرارية.