وتبين الدكتورة عبير محمد حاتم اختصاصية علم نفس لغوي بكلية التربية بجامعة تشرين أن شدة اضطراب التوحد تختلف من طفل لآخر فقد يقتصر عند البعض على أعراض خفيفة ويستطيعون العيش بشكل مستقل في حين يكون أشد عند آخرين فيحتاجون لرعاية شديدة ودعم مستمر طيلة حياتهم.
وتشير الاختصاصية إلى أن التوحد يصيب الذكور أكثر من الإناث ويمكن تشخيصه في فترة تمتد من 15 إلى 36 شهرا من عمر الطفل ونادرا ما يبدأ في الخامسة أو السادسة من العمر وأهم أعراضه اضطراب في التواصل والتفاعل الاجتماعي وانخفاض في مستوى النشاط الابتكاري والتخيلي وفهم الانفعالات وتكرار نمطي لأفعال أو عبارات أو كلمات معينة واضطراب في النمو اللغوي.
وتضيف لنشرة "سانا" أن التوحد يظهر أيضا اضطرابا في السلوك والحركة إما هدوء مفرط أو حركة زائدة ونوبات من السلوك غير السوي كضرب الرأس بالحائط والحساسية المفرطة واضطرابات في الأكل والنوم وانخفاض واضح في القدرات العقلية واضطرابات في العاطفة مثل الضحك و البكاء دون سبب واضح.
وعن العلامات المبكرة التي قد تشير للتوحد عند الطفل تشير الدكتورة حاتم إلى وجود علامات يجب على الأهل الاهتمام بها في حال ظهرت على طفلهم مثل عدم التفاته عند سماع اسمه وعدم النظر لما يشير إليه الوالدان وتأخر اكتسابه مهارة الابتسام وفشله في التواصل البصري بالعينين مع الأهل وتعلقه بأشياء محددة كالتعلق بدمية محددة وعدم مفارقتها .
وتبين الدكتورة حاتم أنه لا يمكن تحري وتشخيص التوحد عند الولادة أو خلال الحمل لكن الأبحاث أظهرت أنه إذا كان لدى الأسرة طفل مصاب بالتوحد فهناك احتمال بنسبة 10 بالمئة أن يكون لديها طفل آخر مصاب بالتوحد أو بمرض مشابه مشيرة إلى أن تشخيص التوحد ليس سهلا لذلك من المهم عند الاشتباه به أن يقوم الوالدان بطلب رأي الاختصاصيين والخبراء في هذا المجال.
وتذكر أنه لم يتم حتى الآن التوصل لمعرفة قطعية حول سبب وحيد أو مباشر للتوحد بينما توجد عدة عوامل تفسر حدوثه ولا يمكن بأي حال من الأحوال التركيز على عامل واحد دون بقية العوامل ومنها عوامل وراثية/ بيولوجية حيث يكثر هذا الاضطراب لدى التوائم المتماثلة وتظهر الصور الشعاعية الحديثة وجود بعض العلامات غير الطبيعية في تركيب المخ و بعض الاختلافات الطفيفة في شكل المخيخ عند الطفل التوحدي.
وتشير الاختصاصية إلى أن تشخيص التوحد يحتاج لفريق متكامل يضم طبيب أطفال متخصص في نمو وتطور الطفل وطبيب أمراض نفسية عند الاطفال ومتخصصا في الكلام واللغة ومرشدا اجتماعيا إضافة الى متخصص في تدريب الأطفال ذوي الحاجات الخاصة.
وعن طرق العلاج توضح الدكتورة حاتم أن أساليبه متنوعة منها الأسلوب القائم على الطريقة التعليمية الشاملة حيث يتم العمل على تطوير النواحي السلوكية واللغوية والاجتماعية عند الطفل والأسلوب القائم على توجيه سلوك الطفل عبر تعزيز السلوك المطلوب والمرغوب والعقاب المناسب غير الموءذي على السلوك غير المرغوب إضافة الى اسلوب التواصل الميسر عبر تهيئة الفرصة للتواجد مع أطفال آخرين والتفاعل معهم ضمن الحدود التي لا تشكل ضغطا نفسيا و إزعاجا لأي طرف منهم.
وتقول الاختصاصية قد لا يتمكن الأطفال من إدراك الكلام على أنه وسيلة تواصل ولا يتمكنون من تعلم اللغة لكن هذا لا يعني أنهم غير قادرين على التواصل والتفاعل مع الآخرين.