السبت 18 صفر 1440 هـ - السبت 27 أكتوبر 2018 م 05:40:25 PM
- واحد من كل سبعة أشخاص تقريباً يعانى من الصداع النصفى والسيدات الأكثر عرضة.
- القلق والإكتئاب من أكثر الأمراض إنتشاراً بين مرضى الصداع النصفى .
- العوامل الوراثية والبيئية تلعبان دوراً هاماً فى الإصابة بالصداع النصفى .
كتبت : راندا يحيى يوسف:
مع إزدياد ضغوط الحياة ومتطلباتها ، ووجود العديد من المشكلات التى ترهق الذهن وتشتته ؛ يبدأ الشعور بآلام الرأس ونوبات الصداع المتكررة ومع تكرار الألم يتحول لنوبات حادة قد لا تستجيب للعلاج فى كثير من الأحيان.
ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن مرض الصداع النصفى يصنف السادس فى تأثيره من حيث الخطورة ويعتبر ثالث الأمراض الأكثر إنتشاراً فى العالم بمعدل إنتشار يقدر بحوالى 14.7 % .
ويوضح ا.د محمد أسامة عبدالغنى أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس بان نسبة الإصابة بشتى أنواع الصداع فى مصر قد بلغت 18% اى نحو 18 مليون مريض ، وان اثنين من كل عشرة مرضى يصاب بالصداع النصفى أى حوالى مليون شخص على الأقل.
ولفت إلى أن التشخيص يبدأ بالأعراض المميزة للصداع النصفى من حيث كونه مصحوباً بنوبات متكررة من صداع نابض بأحد جانبى الرأس ويصاحب ذلك عادة شكوى المريض من الأضواء والأصوات العالية مع حدوث غثيان وميل للقىء فى بعض الحالات وعادة ما يمتد الألم ليشمل منطقة ما حول العينين ، وهذا ما يؤدى إلى توجه المرضى فى كثير من الحالات إلى أطباء العيون الذين يقومون بتوجيههم نحو أطباء المخ والأعصاب بعد التأكد من سلامة العينين.
ومن العلامات المميزة التى قد تتواجد فى بعض المرضى هى ان يشكو المريض من وميض أمام العينين أو خطوط متعرجة أو عتامة فى أحد أجزاء المجال البصرى للمريض أو إحساس بتنميل أحد الأطراف أو الوجه ، يُذكر ان العلاج الدوائى يعتمد على معدل حدوث نوبات الصداع حيث يكتفى المريض بأخذ بعض المسكنات مع الراحة وذلك فى المرضى الذين تتكرر لديهم النوبات على فترات متباعدة ، أما المرضى الذين تتكرر نوبات الصداع لديهم بمعدل عالٍ فيفضل إستخدام علاج دوائى وقائى لمنع تكرار تلك النوبات .
ويلفت الدكتور ماجد عبد النصير أستاذ أمراض المخ والأعصاب بالقصر العينى إلى أساس تشخيص أنواع الصداع المختلفة والذى يستند إلى مراجعة التاريخ المرضى بدقة وعناية من حيث طبيعة الصداع وفترته الزمنية ومعدل تكراره والأعراض المصاحبة له ويتبع ذلك الفحص الإكلينيكى الدقيق الذى يعتمد من خلاله الطبيب حاجة المريض لعمل بعض أنواع الفحوصات من عدمه، حيث أنه من الأخطاء الشائعة تشخيص نوع الصداع وسببه بناء على الفحوصات المعملية والأشعات دون المراجعة الدقيقة للتاريخ المرضى والفحص الإكلينيكى.
وينوه الى ان الصداع النصفى من أكثر أنواع الصداع المزمن إنتشاراً والتى للأسف لا تقابل بالتشخيص الإكلينيكى السليم على الرغم من سهولة ذلك، وينتشر الصداع النصفى خصوصاً بين السيدات فى الفترة الزمنية من 18ـ 40عاماً وتقدر بعض الإحصاءات نسبة انتشاره بحوالى 20ـ 30% من السيدات و8% بين الرجال وهى نسبة عالية مقارنة بالأمراض الأخرى.
ويشير الدكتور بسيونى ابوسيف الى وجود علاجات وقائية حديثة تمنع حدوث النوبات المتكررة من الصداع النصفى ، مؤكدا انها تعد بالفعل تطورا حقيقيا وسلاح طبى مبتكر فى مواجهة اعراض الصداع النصفى بكافة صوره.
وأشار إلى أهمية التوعية بخطورة الصداع النصفى وكسر الهوة فى الثقافة المتوارثة لدى البعض بانه لا يوجد علاج له وان الحل فى المسكنات فقط !
ويوضح الدكتور رامز رضا استاذ طب الاعصاب بجامعة عين شمس ان العوامل الوراثية والبيئية تلعبان دوراً هاماً فى الإصابة بالصداع النصفى، وان القلق والإكتئاب والإرهاق الشديد والتحديق فى التلفزيون لفترات طويلة قد تؤديان للإصابة بالصداع النصفى فيمن لديهم الإستعداد لذلك، وينصح بداية بتجنب المؤثرات التى تُثير الصداع مع الإسترخاء فى غرفة مظلمة وهادئة وتناول الدواء تحت اشراف الطبيب المختص .