2009-07-27 12:53:07
جنيف: في الوقت الذي يسجل فيه تصاعد كبير في وتيرة الإصابات بفيروس آي (إتش 1 إن 1) في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية مستفيدا من فصل الشتاء في هذه المناطق، يستعد النصف الشمالي لتلقي الصدمة الجديدة التي سيسببها هذا الفيروس مع عودة فصل الشتاء إليه خلال اشهر قليلة .
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، "فقد أصيب مئات الآلاف من الأشخاص بالفيروس، ووصل عدد الوفيات من جرائه إلى 800، وهو فيروس يمزج بين جينات أنفلونزا الخنازير والطيور والبشر. وأعلن عنه للمرة الأولى في أواخر شهر آذار/مارس من هذا العام في المكسيك ". وتضيف المنظمة أيضا أنه منذ تلك الفترة "انتشر الفيروس بسرعة غير مسبوقة" وقريبا سيكون قد استوطن في كل بلدان العالم، فيما "لا يزال عدد كبير من الأسئلة بانتظار أجوبة شافية ". ويستشري هذا الفيروس في النصف الجنوبي حاليا الذي يمر في فصل الشتاء، فيما لا يزال يسجل الإصابات في النصف الشمالي متحديا درجات الحرارة الدافئة. وانتقلت العدوى في الأسبوع الماضي وحده إلى مئة ألف شخص في انجلترا، ويوازي هذا العدد ضعف إصابات الأسبوع الذي سبقه . وقال ناطق باسم المنظمة، غريغوري هارتل، "لم نختبر بعد هذا الفيروس في الشتاء بما انه ظهر في شهر آذار/مارس، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف سيكون الفيروس في الشتاء؟ وهذا ما لا نعرفه بعد". حتى الآن "يشفى معظم المرضى من دون أي علاج طبي حتى بعد أسبوع من ظهور العوارض الأولى" إلا أن خبراء منظمة الصحة العالمية يخشون من تحول الفيروس ليصبح أكثر شراسة، لذلك طلبوا من السلطات الصحية إبلاغهم عن أي عارض غير "مألوف". وأشار الناطق باسم المنظمة إلى انه حتى الآن "لم يرصد أي تغير في سلوك الفيروس، كل ما نشهده هو توسع جغرافي ليس إلا". ويسود القلق الآن النصف الشمالي من الأرض، علما أن اللقاح سيكون متوافرا ابتداء من أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر. إلا أن السلطات الصحية تتخوف من وصول اللقاح بعد فوات الأوان، كما أنها لا تزال تجهل ما إذا كانت جرعة واحدة ستكون كافية لتأمين المناعة ضد الفيروس أم أن الحاجة تدعو الى جرعتين . وتسجل معظم الإصابات لدى الأطفال والشبان، إلا أن المنظمة لم تتوصل بعد لأي حقائق مثبتة في هذا الشأن. ويقول هارتل في هذا الإطار "كل ما لدينا هو افتراضات، فيسهل على الفيروس الانتشار في المدارس مثلا ". وكان قد أعلن رسميا في 11 حزيران/يونيو أن العالم الآن يشهد الجائحة الأولى في القرن الحادي والعشرين، ومنذ حوالى شهر ونصف شهر زعزع الفيروس حياة مليون شخص . وبدأ سكان أميركا الجنوبية من جهتهم بتجنب العناق الحار المعهود لديهم، كما تعلق م باريات كرة القدم أو تجري من دون حضور الجمهور. أما في أروقة الأمم المتحدة فالمصافحة باليد تقتصر على السفراء دون سواهم . وفي الكنائس، يمنع حاليا التبرك بالمياه المقدسة، كما طلبت السلطات الكنسية الانغليكانية عدم تقديم الكأس للمصلين أثناء المناولة . وحتى الإجراءات الصحية تتغير، ففي انجلترا مثلا بات الحصول على وصفة طبية لشراء الـ"تاميفلو" ممكنا بمجرد الاتصال هاتفيا أو النقر على فأرة الحاسوب . ا ف ب