2009-10-22 09:08:17
لندن: يهدف مشروع علمي بريطاني بتكلفة 80 مليون دولار، شرعت فيه جامعة ليدز ، إلى منح الإنسان 50 سنة أخرى من النشاط بعد سن الخمسين.
ووفقاً لبحث نشر مؤخراً في الدورية الطبية "ذي لانسيت" The Lancet ، فإن الأطفال الذين ولدوا في الدول الغربية حالياً سيعيشون حتى سن المائة، وبذلك فإن التحدي هو ضمان أن يظل هؤلاء نشيطين وقادرين على ممارسة حياتهم الاعتيادية طوال سنواتهم المائة.
وفيما أن معظمنا سيعيش لفترة أطول مما عاش آباؤنا وأجدادنا، على الأقل من الناحية العلمية، فإن الغالبية العظمى من السكان ستكون في مرحلة الكهولة، ما يعني أننا سنشهد في العقود المقبلة أفراداً يعانون من أمراض الزمن، مثل هشاشة العظام وأمراض القلب وآلام الظهر المزمن وغيرها.
كذلك ستلقي السمنة والبدانة والنشاط الجسدي المتزايد بأعبائها على مفاصلنا، ما يتسبب بإنهاكهم بسرعة أكبر.
العلماء في جامعة ليدز يبحثون في مسألة "تطوير" العديد من أجزاء الجسم البشري التي تبدأ بالتعب بفعل العمر والزمن، وذلك باستخدام أنسجة الإنسان نفسه، عبر اللجوء إلى الزراعة الدائمة لتلك الأنسجة داخل الجسم ذاته، وربما خارجه على أن تضاف إليه لاحقاً.
هذا يعني أن المفاصل والأوراك والركب وصمامات القلب الصناعية، على سبيل المثال، ستدوم لسنوات إضافية تصل إلى 20 عاماً.
ويوضح الأستاذ بالجامعة، والخبير في المفاصل الصناعية، جون فيشر قائلاً: "الفكرة المحفزة لعملنا هي 50 سنة إضافية فوق الخمسين عاماً، أي جعل سنواتنا الخمسين الأخرى صحية ومريحة ونشطة بقدر السنوات الخمسين الأولى، بحيث يمكننا أن نستمتع بحياة غنية وعلى مستوى عال من الجودة."
وأشار فيشر إلى أن الإنسان يمتلك التكنولوجيا ذات العلاقة حالياً، والتي تتيح له تحقيق أمور مثيرة للدهشة، مثل "تصليح الجسم عن طريق زراعة أنسجة بشرية جديدة سليمة باستخدام أساليب لمعالجة خلايا المنشأ ووسائل بيولوجية أخرى متطورة."
وقال فيشر إن الجامعة تأمل كذلك بأن تحصل على إدراك أفضل لأمراض الشيخوخة بما يسمح بتشخيصها مبكراً، عوضاً عن البدء بمعالجتها بعد أن يستفحل الداء.
وأشار إلى أنه وفريقه يعملون حالياً على تطوير جهاز للاستشعار الحيوي الذي يتيح الكشف عن البروتينات والأجسام المضادة في الدم، معتبراً أن هذه الأداة وغيرها من التقنيات المتاحة ستقلل في نهاية المطاف من معاناة المرضى مع الزمن وتقلص من فترات بقائهم في المستشفيات وبالتالي من فترة شفائهم من الأمراض.
CNN