اختتمت بمركز الدوحة للمعارض فعاليات مؤتمر ومعرض "صحة قطر 2009" الذي نظمته مؤسسة حمد الطبية على مدى خمسة أيام. وشهد المؤتمر مشاركة اكثر من 300 متحدث من قطر والعالم الى جانب حضور نحو 2500 شخص من مختلف التخصصات الطبية.
وتناول المؤتمر فى مسارات منفصلة 13 تخصصا طبيا غطت مختلف الميادين الطبية وعرضت اخر التطورات على صعيد الرعاية الصحية بالإضافة إلى تحديد الاتجاهات التكنولوجية التي يمكن لها أن تلعب دورا رياديا في المجال الصحي والطبي للسنوات المقبلة. ومن اهم المسارات الطبية التى شهدها مؤتمر ومعرض صحة قطر 2009 طب النساء والتوليد وطب الاطفال واخر لطب الاسنان وثالث لادارة الكوارث والطوارئ والباطنية واخر للطب النفسي والتأهيل والصيدلة والمختبرات وغيرها. وفى المعرض المتخصص الذي أقيم على مساحة 7500 متر مربع عرضت شركات محلية واقليمية ودولية أحدث الابتكارات التكنولوجية للمعدات الطبية. واستقطب المعرض اكثر من 2000 زائر كونه اشتمل على أجنحة تفاعلية ركزت على كافة القضايا الصحية يمكن للعامة الاستفادة منها. وحرص المنظمون على تصميم المعرض ليتكامل مع المؤتمر العلمي بحيث يتيح الفرصة أمام رواد القطاع الطبي والصحي لعرض منتجاتهم وابتكاراتهم. كما شكل فرصة لتأسيس شراكات جديدة وإقامة علاقات بين الجهات العارضة وعملاء جدد محتملين بالإضافة إلى عرض التكنولوجيات الطبية الحديثة. وفي يومهم الخامس والأخير استكمل المشاركون فى مؤتمر ومعرض صحة قطر 2009 مناقشاتهم فى عدد من المسارات الطبية التى يشملها المؤتمر واهمها طب الكوارث والطب النفسي والأشعة. وقال الدكتور احمد عمر رئيس اقسام الأشعة بمؤسسة حمد الطبية رئيس مؤتمر الأشعة ان المؤتمر ركز على مناقشة اهم التطورات فى علم الأشعة وخاصة فى مجال تصوير العظام والعضلات واثار الحوادث والطوارئ وامراض النساء فضلا عن الجزء العلاجي من الأشعة.واضاف ان المشاركين استعرضوا وجهات النظر المختلفة حول بعض الأمور العلاجية المتعلقة بالأشعة والمدارس المختلفة فى هذا الشأن. واكد ان المؤتمر حرص على اعطاء فرصة اكبر للمتحدثين الأجانب لعرض ابحاثهم ودراساتهم بهدف الاطلاع على اخر التطورات العالمية فى مجال الأشعة، مشيرا الى مشاركة متحدثين عالميين من اوروبا والولايات المتحدة ودولة قطر. واوضح الدكتور احمد عمر ان علم الأشعة يشهد تطورا مستمرا وسريعا وخاصة فى جزئه التقني، مؤكدا حرص حمد الطبية على مواكبة مختلف التطورات فى هذا المجال الطبي الهام . وذكر ان المؤسسة بصدد تزويد مستشفياتها بأحدث تقنيات الأشعة ومنها اجهزة الأشعة المقطعية المحورية، مبينا ان هذه التقنية شهدت تطورا كبيرا وقفزة نوعية فى الوقت الراهن. واوضح ان أجهزة الأشعة الحديثة تنفذ 500 صورة فى الدورة الواحدة بعدان كانت لاتتعدى 64 صورة فى الدورة. وقال "نحن بصدد اقتناء هذه التقنية الجديدة لمستشفى القلب الجديد". واشار الى تطورات جديدة فى مجال تشخيص امراض القلب والسرطان باستخدام التقنيات المدمجة "الطب النووي والأشعة المقطعية". وقال ان هذه التقنية تساعد في الحصول على تشخيص دقيق للسرطان والقلب وهناك نية للاستفادة من هذه التقنية فى مستشفى الأمل. وفيما يتعلق بمؤتمر طب الكوراث فقد ركز المشاركون فى هذا المسار على آليات التعامل مع الأوبئة وكيفية تحضير المستشفيات فى مثل هذه الحالات والاجراءات التى يجب اتباعها فى حالة انتشار اي وباء مع التركيز على وباء انفلونزا الخنازير الذى يجتاح العالم فى الوقت الراهن .. وتطرقوا الى التطور الذى شهده طب الكوارث فى الدول النامية وتقييم الاستعدادات فى هذه الدول والمصاعب التى تواجهها. وناقش المشاركون ورقة عمل حول كيفية التعامل مع الأسلحة البيولوجية من منظور طبي وبيان مخاطر هذه الأسلحة على الصحة العامة. كما عقدت ورشة عمل ختامية خصصت للأطباء والممرضين والمختصين بطب الكوارث بدولة قطر وحاضرت فيها الدكتورة هدى قدسيه والدكتور على محمدى من منظمة الصحة العالمية. وهدفت الورشة الى تقييم استعدادات دولة قطر وامكانياتها فى مواجهة الكوارث والأزمات والوقوف على التحديات والمعوقات فى هذا المجال. وشهد مسار الطب النفسي مناقشات مستفيضة لأوراق العمل التى قدمت وتناولت مرض الزهايمر وطبيعته واعراضه والعلاج الدوائي للأمراض النفسية واضطراب الشخصية واهمية الدمج بين العلاج النفسي السلوكي والدوائي. كما ناقش المشاركون في هذا المسار ثلاث اوراق عمل قطرية احداها عن مدى معرفة الناس بالطب النفسي وموقفهم من المريض النفسي والثانية عن موقف العاملين فى المجال الصحي من مرض الإيدز فيما تناولت الثالثة تقنين بعض الاختبارات النفسية. يشار الى ان مؤتمر ومعرض صحة قطر 2009 يعد الأول الأكبر من نوعه فى الدولة ومن المتوقع ان ينظم سنويا لاستعراض مستويات التقدم فى الرعاية الصحية في قطر ودول مجلس التعاون وكافة دول العالم. ويأتي تنظيم معرض ومؤتمر"صحة قطر 2009" في ضوء جهود الحكومة والخطوات التى اتخذت لبناء أسس نظام الرعاية الصحية في الدولة بهدف تأمين رعاية أفضل للسكان الذين يزداد عددهم بوتيرة سريعة وهو ما يتطلب بناء نظام صحي بمعايير عالمية. قنا