2010-01-05 09:30:01
تشير معظم البحوث العلمية إلى الفوائد المتعددة للرضاعة الطبيعية وقد أظهرت بحوث أخرى أن الفائدة تتعدى الرضيع لتشمل الأم كذلك حيث تعد الرضاعة الطبيعية من أكثر السُبل فعالية ووقاية من الأمراض
وذكرت ميليندا جونسون، أخصائية التغذية في جامعة ولاية أريزونا أن التغذية القائمة على الرضاعة الطبيعية مثالية لنمو الأطفال، فعلي سبيل المثال حمض دوكوساهيكسانويك (docosahexaenoic acid) المعروف علمياً بـ DHA، وأوميغا 3 (الأحماض الدهنية) المتوفرة في حليب الأم، ضرورية للغاية لنمو المخ وتطوير الجهاز العصبي. وأضافت بالقول إن توفر حمض دوكوساهيكسانويك في حليب الأم قد يفسر النتائج التي توصل إليها العلم بأن الأطفال ممن رضعوا طبيعياً كان تحصيلهم الأكاديمي أفضل. ويحتوي حليب الأم أيضاً على الحمض الأميني تورين، وهي مادة ضرورية لنمو مخ الجنين، وفق روث لورنس، بروفيسور طب الأطفال وأمراض النساء والتوليد في جامعة روتشستر بنيويورك. حيث أن أجسام المواليد الجدد والخدج، وعلى خلاف البالغين، لا تنتج تورين، وهو أحد الأحماض الأمينية التي يحتاجها المخ للنمو، فالمخ يتضاعف حجمه خلال العام الأول من الحياة، وهذا يجعل من الضرورة القصوى تغذيته بما يساعده على النمو. وثبت علمياً أن حليب الأم يحرك عمل جهاز مناعة الطفل، ويعتقد الباحثون أن هذا يعود جزئيا إلى البروتين الموجود في هذا الحليب، ويعرف بـ CD14 المذاب، وكما هو معروف فإن الرضاعة الطبيعية تعزز الترابط العاطفي بين المولود والأم، رغم صعوبة تحديد كيفية وأسباب ذلك. ولبن الأم هو أنسب غذاء يمكن إعطاؤه للرضع إذ أنه يوفر لهم جميع العناصر المغذية التي يحتاجونها للنمو بطريقة صحية. والمعروف أنه يحتوي على مضادات تساعد على حماية الرضع من أمراض الطفولة الشائعة- مثل الإسهال والالتهاب الرئوي، وهما السببان الرئيسيان لوفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. والرضاعة الطبيعية تعود بفوائد على الأمهات أيضاً . فكثيراً ما تؤدي هذه الممارسة، عندما يُقتصر عليها، إلى وقف الحيض ممّا يشكل وسيلة طبيعية( وهي غير مضمونة دائما) لتنظيم الولادات. كما أنّها تسهم في الحد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والسرطان المبيضي في مراحل لاحقة وتساعد النساء على العودة بسرعة، إلى الأوزان التي كانوا عليها قبل الحمل وتقلّص معدلات السمنة، وفق منظمة الصحة. وينبغي بدء الرضاعة الطبيعية في غضون الساعة الأولى من ميلاد الطفل، كما ينبغي إرضاعه بناء على طلبه، أي كلما رغب في ذلك، خلال النهار أو أثناء الليل.