"صحة دبي" تجيز 200 طبيبا في أول دورة عالمية معتمدة عن السكري تعقد خارج الولايات المتحدة
2010-03-04 12:21:38
دبي- الطبيب: أعلنت هيئة الصحة بدبي عن اجتياز عدد(200) طبيب من أطبائها العاملين بمختلف القطاعات التابعة لها في أول دورة تدريبية عالمية تعقدها الجمعية الأمريكية لأمراض الغدد خارج الولايات المتحدة الأمريكية حول مرض السكري
ضمن مبادرة تعليمية مدعومة من مجموعة رعاية مرضى السكري التابعة لوزارة الصحة الإماراتية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة يوم أمس بمبنى الإدارة العامة بحضور الدكتور/أحمد إبراهيم بن كلبان المدير - التنفيذي لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية ، والدكتور/ أسامة حمدي -مدير الدورة والأستاذ المساعد بكلية الطب بهارفارد، والأستاذ المساعد بكلية الطب في هارفارد ومدير مبادرة مرض السكري في أمريكا اللاتينية والدكتور محمد فرغلي والدكتورة ناهد منصف والدكتورة ابتهال درويش والدكتورة آمنة خميس والدكتورة هنادي اللوز وهبة الشعار مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي بهيئة الصحة بدبي رئيس لجنة حملة التوعية بمرض السكري.
وأكد الدكتور/ ابن كلبان خلال المؤتمر الصحفي على أهمية هذه الدورة التي تعقد لأول مرة خارج الولايات المتحدة الأمريكية واستمرت على مدار العام الماضي 2009م بالتعاون مع الجمعية الأمريكية لأمراض الغدد وبرعاية من هيئة الصحة بدبي ومشاركة جلاكسو سميث كلاين كراع مشارك، وذلك بهدف المساعدة في تحقيق هدف هيئة الصحة بدبي للتوعية بأهمية التدخل المبكر والوقاية من مرض السكري وإدارته وعلاجه في كافة أنحاء الإمارات.
وأشار الدكتور/ابن كلبان إلى الاهتمام الذي توليه الهيئة بتوجيهات من الإدارة العليا لنقل المعرفة الطبية واكتسابها وتبادلها مع الآخرين وتسخيرها لخدمة المجتمع لافتا إلى الجهود التي تقوم بها هيئة الصحة بدبي لتعزيز مكانة الإمارة كمركز طبي متقدم على مستوى المنطقة وحرصها المستمر على تفعيل برامج التعليم الطبي المستمر للأطباء في كافة التخصصات بهدف الارتقاء بمستوى الأطباء وتطوير القطاع الطبي على المستويين العام والخاص.
وأوضح المدير التنفيذي لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية أن هذه الدورة تأتي ضمن الجهود التي تقوم بها الهيئة لتعزيز شراكاتها الإستراتيجية مع مختلف المؤسسات الطبية العريقة على المستوى العالمي بهدف نقل أفضل البروتوكولات العلاجية لمرضى السكري وتطبيقها في مختلف العيادات والمراكز التابعة لهيئة الصحة بدبي، وتدريب الأطباء والأخصائيين والمعنيين برعاية مرضى السكري إضافة إلى التعاون في مجال البحوث والدراسات الطبية المتعلقة بمرض السكري والاطلاع على نتائجها لتقديم أفضل الحلول العلاجية للمرضى في ظل الانتشار المتزايد لهذا المرض على مستوى الدولة التي تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث الإصابة بالمرض.
وقال المدير التنفيذي لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية: "لقد أدركنا بهيئة الصحة بدبي التأثير السلبي للسلوكيات والعادات الغذائية السيئة لدى أفراد المجتمع وقلة ممارسة الرياضة وهي ممارسات تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الأمر الذي يضعنا أمام مسؤولية مواجهة هذه الأسباب والتعرف على احدث الطرق والأساليب المثلى لإدارة المرض والتعامل معه، وكيفية الوقاية من الإصابة به في المستقبل.
وأكد الدكتور/ ابن كلبان على ان هذه الدورة تشكل احد خطوط الدفاع الأولى ضد مرض السكري من خلال تدريب وتأهيل أطباء الرعاية الصحية الأولية وتزويدهم بالمعلومات والخبرات والمهارات الكافية للقيام بأعباء المسؤولية التي تقع على عاتقهم.
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الرزاق المدني الرئيس التنفيذي لمستشفى دبي على أهمية هذا البرنامج الذي يأتي في وقت ترتفع فيه معدلات الإصابة بمرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة وأهمية الوصول إلى الكوادر الطبية المعنية بهذا الأمر في الدولة مشيرا إلى ارتفاع نسبة المصابين بالمرض والتي تصل إلى حوالي 24% من المواطنين الإماراتيين الأمر الذي يضع الإمارات في المرتبة الثانية من حيث الدول المتأثرة بهذا المرض في العالم مباشرة بعد ناورو.
أوضحت الدكتورة/ ناهد منصف مدير الشئون الصحية بقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية عن أهمية الارتقاء بمستوي الأطباء والتحديث المستمر للمعلومات الطبية في مجال داء السكري والنتائج التي انعكست على مؤشرات الأداء خلال السنوات الماضية في قطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية. كما أشارت إلى أن مستوى الأداء في عيادات السكري بالرعاية الصحية الأولية قد وصل بل تعدى المؤشرات العالمية للأداء بفضل التعليم المستمر و توفير احدث الطرق العلمية في الطب القائم على البراهين. و قد كشفت الدكتورة/منصف عن الخطط المستقبلية لتدريب جميع أطباء الرعاية الصحية الأولية في الهيئة على نفس هذا النهج.
و أشار الدكتور/ محمد فرغلي رئيس المجوعة العلمية للسكري في قطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية على أهمية التدقيق في قياس الأداء والنتائج والتي برهنت علي أهمية مواكبة النظم العالمية في تقديم الخدمات الصحية الخاصة بمريض السكري ورفع مستوي الكادر الطبي الذي يقدم الخدمة.
واستعرضت هبه الشعار مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي بهيئة الصحة بدبي رئيس لجنة حملة التوعية بمرض السكري الجهود التي قامت بها اللجنة منذ انطلاق الحملة بداية العام الماضي في مختلف العيادات والمستشفيات والجمعيات مشيرة إلى استمرار الحملة خلال العام الجاري في عدد من المدارس بإمارة دبي بهدف نشر الوعي والتثقيف الصحي حول مرض السكري وطرق الوقاية منه.
وأوضح الدكتور/ أسامة حمدي - مدير الدورة والأستاذ المساعد بكلية الطب بهارفارد ان البرنامج التدريبي تم تقسيمه إلى خمسة أجزاء أساسية وتقديمه خلال ستة أشهر، حيث تم التركيز على العديد من القضايا المرتبطة بالسكري مثل السمنة والوقاية من داء السكر النوع 2 وإدارة المخاطر على الجهاز القلبي الوعائي وضغط الدم لدى مرضى السكري، وكذلك العديد من أمراض السكري.
وأشار الدكتور/ حمدي إلى التغيير الجذري الذي أظهرته الأبحاث والممارسات والتقنيات الحديثة في نوعية رعاية مرضى السكر مشيرا إلى قدرة وكفاءة الكوادر الطبية بدولة الإمارات العربية المتحدة للتعامل مع المرض والوقاية منه وإدارته بأفضل الطرق خاصة وان مواجهة المرض تقع في سلم الأولويات للدولة التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بالمرض.
وأوضح الدكتور/ حمدي أن الدورة ستساعد على التحكم في تطور المرض وكذلك في التحكم في تكاليفه المالية العالية وتأثيره على أسلوب الحياة مشيرا إلى ان 61% من مرضى السكري في الإمارات العربية المتحدة يعانون من ظهور مرض الكلى.
وقال اننا سنقوم بدراسة كيفية تحسين هذه الأرقام الإحصائية والتأكد من تقليل التكلفة على الأفراد وعلى نظام الرعاية الصحية بأكمله كما سنعمل على تقديم أفضل الممارسات التي تمكنا من الوصول إليها خلال برنامج الوقاية من السكري،وهي دراسة بحثية شاركت فيها مراكز عديدة في الولايات المتحدة. وأظهرت أن المشاركين الذين يتمكنون من تقليل الوزن بدرجة متوسطة عن طريق إتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة قد قللوا بدرجة كبيرة من فرص إصابتهم بمرض السكري لافتا إلى أهمية تزويد الأطباء العموميون بالمعرفة الضرورية لتفعيل هذه التغييرات للوصول إلى الأثر إيجابي القوي على معدل انتشار هذا المرض."
وتحدث الدكتور/ إنريك كاباليرو، الأستاذ المساعد بكلية الطب في هارفارد ومدير مبادرة مرض السكري في أمريكا اللاتينية عن التأثير النوعي لمرض السكري على أمراض الجهاز القلبي الوعائي موضحا ان أمراض الجهاز القلبي الوعائي هي القاتل الأول لمرضى السكر، وبالتالي فإننا يجب أن ننتقل من التركيز على التحكم في سكر الدم إلى أسلوب شامل يتعامل كذلك مع ضغط الدم والدهون والتحكم في الوزن مشيرا إلى العديد من أوجه التشابه بين المجموعات العرقية اللاتينية والعربية والتي تضعهما في مخاطرة مرتفعة لاحتمال مقاومة الإنسولين، وهذا عامل أساسي في ظهور مرض السكري من النوع 2. لافتا إلى انه على الرغم من وجود استعداد فطري وراثي فإن هناك كذلك معدل أعلى للسمنة في منطقة البطن وكذلك هناك قضايا ثقافية واجتماعية قلة الحركة وعادات الأكل الاجتماعية."
ويعد المحاضرون في الدورة من أهم الخبراء العالميين الذين جاؤوا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لإدارة المرحلة النهائية من الدورة وجميعهم من مركز جوسلين لمرض السكر وكلية الطب بهارفارد، وهم الدكتور حمدي والدكتور إدوارد هورتون والدكتور إنريك كاباليرو والدكتور أرتورو رولا.
وفي الحفل الختامي للبرنامج التدريبي الذي أقيم بمكتبة راشد الطبية بحضور ممثلين عن الجمعية الأمريكية لأمراض الغدد وهيئة الصحة بدبي وجمعية الإمارات لمرض السكري ومستشفى دبي وشركة جلاكسو سميث كلاين، قام الدكتور/ احمد بن كلبان المدير التنفيذي لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية بهيئة الصحة بدبي بتسليم الشهادات على الأطباء المجتازين للدورة والبالغ عددهم 200 طبيب.