2011-02-23 03:01:51
يمكن تجنب ما يقدر بنحو 700,000 حالة وفاة بحلول عام 2015 مع انتشار استخدام لقاح ضد الالتهاب الرئوي والأمراض الرئوية الأخرى التي تعد أكبر قاتل للأطفال في العالم. فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، يموت أكثر من نصف مليون طفل
دون سن الخامسة كل عام بسبب الالتهاب الرئوي، المسؤول عن 18 بالمائة من وفيات الأطفال في الدول النامية. وقال ماتشيديسو مويتي، مساعد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، في مؤتمر صحفي قبل تدشين اللقاح في كينيا يوم 14 فبراير: "يمثل طرح لقاح ضد الأمراض الرئوية على المستوى العالمي محطة تاريخية في مجال الصحة العالمية. فهذا اللقاح يوفر للعالم فرصة غير مسبوقة لخفض وفيات الأطفال بشكل كبير". ويخطط التحالف العالمي للقاحات والتحصين لطرح اللقاح الجديد المصمم لمقاومة سلالات من الأمراض الرئوية المنتشرة في البلدان النامية في 19 بلداً في غضون عام واحد، وفي أكثر من 40 بلداً بحلول عام 2015. وقد بدأت دول قليلة، من بينها نيكاراغوا وسيراليون واليمن، بدمج اللقاح بنجاح في برامج التحصين الروتينية. وقد وجد تقرير صدر عام 2010 عن المركز الدولي لتوفير اللقاح في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة أن الجهود المبذولة للحد من الالتهاب الرئوي وعلاجه تفشل في 15 دولة مسؤولة عن ثلاثة أرباع الوفيات السنوية جراء هذا المرض في العالم أجمع. وهناك عامل مهم أيضاً وهو عدم الحصول على لقاحات جديدة وفعالة. ووفقاً لبنجامين تسوفا، الباحث في المعهد الكيني للبحوث الطبية في كيليفي، ظهرت سلالات لأمراض رئوية مقاومة للبنسلين وأدوية أخرى متعددة على طول ساحل كينيا المطل على المحيط الهندي، مما يعني أن توزيع اللقاح جاء في الوقت المناسب. وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية "إيرين": "بالإضافة إلى قتل آلاف الأطفال سنوياً، يسبب هذا المرض صعوبات مالية كبيرة وأعباءً عاطفية على الأسر والمجتمعات المحلية، إذ أن معظمها لا يملك المال الكافي لعلاج أطفالها المرضى. ونظراً لارتفاع عبء وفيات الأطفال دون سن الخامسة المرتبطة بهذا المرض، فإن الجهود المبذولة للسيطرة عليه ضرورية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية". وتكلف الجرعة الواحدة 3.5 دولار، لذا فإن اللقاح الوارد إلى البلدان النامية أرخص بنحو 90 بالمائة منه في العالم المتقدم. وسيشترك التحالف العالمي للقاحات والتحصين والدول الشريكة في تمويل التوزيع التمهيدي للقاح، بينما ستساهم الحكومات في أفقر شريحة دخل بمبلغ 15 سنتاً للجرعة الواحدة. وتوقعت دراسة أجريت عام 2007 ونشرت في دورية "ذا لانسيت" الطبية أن سرعة توزيع اللقاح المضاد للأمراض الرئوية في البلدان الأكثر فقراً في العالم ستكون عالية المردود وتخفض وفيات الأطفال بشكل كبير. وقالت هيلين إيفانز، المدير التنفيذي المؤقت للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، أنه على الرغم من الالتزام القوي الذي تبديه البلدان المشاركة لضمان التوزيع السريع والشامل للقاح، إلا أن الكثير منها بحاجة إلى زيادة قدرات أنظمتها الصحية من أجل تحقيق هذا الهدف. وأفادت في حديث لشبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" أنه "كلما ابتعدنا عن المدن الكبيرة، أصبح التوزيع أكثر صعوبة؛ فاللقاح يحتاج إلى التبريد وقد شهدنا مشاكل في سلسلة التبريد، كالمناطق التي تواجه مشكلة في توفير الكهرباء على سبيل المثال. كما قد يكون الوصول إلى الأسر في المناطق النائية صعباً". وتواجه خطط التحالف الطموحة لطرح هذا اللقاح وغيره من لقاحات الأمراض الفتاكة الرئيسية تهديداً يتمثل في فجوة التمويل البالغة 3.7 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة. وعن ذلك، قالت إيفانز: "إذا جاء المال بشكل أبطأ من المتوقع، سيكون التوزيع أبطأ من المتوقع أيضاً. ولكننا نأمل أن تفهم الجهات المانحة جيداً أن التطعيم هو استثمار جيد". ووفقاً لسيمون بلاند، رئيس الدائرة البريطانية للتنمية الدولية في كينيا، فإنه من السهل إقناع المانحين بالاستثمار في التحصين لأن نتائج البرامج واضحة من حيث عدد الأطفال المحصنين والوفيات المقدرة، أو الحالات المرضية التي أمكن تجنبها. وأضاف لشبكة الأنباء الإنسانية "إيرين": "يجب أن تحافظ الحكومات على التزامها بتوفير اللقاحات، وأن تزيد وسائل الإعلام الوعي بشأن اللقاحات، ومن ثم سنحتاج إلى البحث عن موارد لتمويل التوزيع إلى 40 دولة بحلول عام 2015".