الطبيب - لجين محمد:
على الرغم من أن انتشار مرض الانسداد الرئوي المزمن ( COPD )ومعدل الوفيات الناجمة عنه قد انخفضت في الفترة مابين 2015 – 1990 ، إلا أن أعداد المصابيين قد أخذت بالارتفاع في مطلع 2015 وفقا لدراسة العبء العالمي للأمراض التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية حتى أن نسبة الوفاة والاصابات في هذا المرض قد تجاوزت الربو المزمن والذي يعد أكثر الأمراض الرئوية انتشارا في العالم.
حيث سُجّلت 3.2 مليون حالة وفاة ناجمة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD مقابل 0.40 مليون عن مرض الربو أي مايعادل ثمانية أضعاف تقريبا .
وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى وضع سياسات وتدخلات استراتيجية لتقليل عبء هذه الأمراض على العالم وتحسين الرعاية والتي ينبغي أن تتجاوزمجرد الاقلاع عن التدخين , بما في ذلك التقليل من ملوثات الهواء كعوادم الديزل والبنزين والاسبست .
وعلى الرغم من أن أمراض الانسداد الرئوي المزمنة يمكن الوقاية منها أو علاجها بالتدخلات الطبية إلا أنها حظيت باهتمام أقل من غيرها من الأمراض الغير معدية كأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان أو السكري .
وتحدث أكثر من 90% من الوفيات الناجمة عن مرض الرئة الانسدادي المزمن في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخلكالهند ونيبال وغينيا الجديدة ومملكة ليسوتو حيث لا تُنفَّذ في جميع الأوقات استراتيجيات فعالة للوقاية من هذا المرض ومكافحته، أو يتعذَّر الوصول إليها.
وعلى النقيض من ذلك , سُجّلت أدنى نسبة من الإصابة والوفيات في البلدان المرتفعة الدخل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مثل اليابان وسنغافورة، فضلا عن أوروبا الوسطى وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية , كما سجّلت الولايات المتحدة نسبة متوسطة .
أما بالنسبة لعوامل الخطر، يعد التعرّض لدخان التبغ (بما في ذلك التعرّض اللاإرادي أو غير المباشر) السبب الأوّل لظهور هذا المرض يليه التعرّض لتلوّث الهواء داخل المباني (الناجم عن استخدام الوقود الصلب لأغراض الطهي أو التدفئة) والتعرّض لتلوّث الهواء الخارجي، والغبار والمواد الكيميائية في مكان العمل , والتعرّض باستمرار أثناء مرحلة الطفولة لأنواع العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي.
ودعا الأطباء إلى ضرورة توحيد المعلومات عن هذا المرض من حيث التشخيص والأعراض وكيفية التعرف على الحالة في مختلف أنحاء العالم، ويقول الدكتور فوس "إن الاختلافات في تعريف مرض الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن في جميع أنحاء العالم تعني أن العديد من الناس لم يتم تشخيصهم أو تم تشخيصهم بشكل غير صحيح، ولهذا السبب، نحن بحاجة إلى فهم أكثر وضوحا لكيفية تطور الأمراض لمساعدتنا في تحديد الحالات بشكل أكثر "
مرض الرئة الانسدادي المزمن هو مرض رئوي يهدّد حياة من يتعرّض له وذلك بعرقلة عملية التنفس (في البداية عند الإجهاد) ويتفاقم بعد ذلك إلى مرض خطير و يتطور ببطء، وعادة ما تظهر أعراضه بعد بلوغ المريض 40 أو 50 سنة. وأكثر الأعراض شيوعاً ضيق التنفس , والسعال المزمن، وإفراز البلغم (الممتزج بالمخاط).
وقد تصبح ممارسة الأنشطة اليومية، مثل ارتقاء عدد قليل من درجات السلم أو حمل حقيبة وحتى القيام بالأعمال اليومية الروتينية، أمراً صعباً للغاية مع تفاقم المرض تدريجياً. كما يعاني المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن من اشتداد حالة المرض من حين لآخر، إذ يتعرَّضون لنوبات خطيرة من ضيق التنفس المستمر والسعال وإفراز البلغم لفترات تستمر لبضعة أيام أو حتى أسابيع قليلة. ومن الممكن أن تُفضِي هذه النوبات إلى إعاقة خطيرة، الأمر الذي يدعو إلى الحصول على الرعاية الطبية العاجلة (بما في ذلك البقاء في المستشفى) ويودي بحياة المريض في بعض الأحيان.
المصدر : http://www.medscape.com/viewarticle/884400
لجين محمد – طالبة في كلية الطب جامعة قناة السويس