كتبت - راندا يحيى يوسف:
أبحاث عديدة وتطويرات متتالية بدأت منذ عام 2006 وحتى الآن للتوصل إلى أبسط وسيلة لإزالة الأورام الليفية بأقل نسب مخاطرة ممكنة ، إلى ان أثبتت الأشعة التداخلية كفاءة منقطعة النظير فى ذات المجال وجددت الأمل لدى مرضى الأورام بصفة عامة فى الحصول على الشفاء بدون إجراء عملية جراحية وتطورت مراحلها تطوراً بازغاً وحيوياً حتى وصلت لعلاج الأورام الليفية بأنواعها الثلاثة "الجدارية والتجويفية والخارجية" ، وهى تمثل أحد فرعى علم الأشعة التشخيصية التى تستخدم فيها وسائل التشخيص الحديثة كـ ( الأشعة السينية ، المقطعية، الموجات فوق الصوتية ، الرنين المغناطيسى ) للوصول إلى مكان الورم عبر تمديد قسطرة للشرايين المؤدية للورم ومن ثم حقنه بالأدوية الكيماوية اللازمة.
ويقول الدكتور جمال نيازى أستاذ مساعد بقسم الأشعة التداخلية كلية الطب – جامعة عين شمس إن الأشعة التداخلية تعتبر من أفضل التقنيات التى توصل إليها الطب الحديث فى مجال الطب والجراحة ، لاسيما أهميتها البالغة فى علاج الأورام الليفية التى وصلت معدلات إصابة السيدات بها عالمياً نحو 45 % ، ويوضح مميزاتها المتعددة التى أبرزها تجنب اللجوء للعمليات الجراحية لاستئصال الرحم واستخدام المخدر الموضعى فى أغلب الحالات بالإضافة لقلة التكلفة العامة مقارنةً بالعمليات الجراحية ، كما ثبت أنها لا تؤثر على قدرة السيدات على الإنجاب.
ويستطرد الدكتور جمال بأنه على الرغم من اتساع رقعة العلاج بالأشعة التداخلية وبلوغ نسب نجاحها فى علاج الأورام الليفية لأكثر من 90% ؛ إلا انه لابد من اتخاذ أساليب الحيطة والحذر والتأكد من إجراء الجراحة بمكان طبى آمن وتحت إشراف فريق طبى محترف وكذلك التأكد من حداثة الأدوات المستخدمة ، حيث انها لا تعقم ويجب استخدامها لمرة واحدة فقط تجنباً لحدوث أية مضاعفات والتى من أخطرها الإصابة بالعدوى البكتيرية .
ويتفق معه الدكتور أحمد بهاء أستاذ النساء والتوليد بكلية الطب – جامعة عين شمس فى ان العلاجات الحديثة للورم الليفى بالقسطرة التداخلية تعتبر من أنجح العلاجات الموجهه ، ذات التأثير الفعال التى تغنى عن الجراحة أو استئصال الرحم ، وبما يمنح المزيد من الفرص للحفاظ على حيوية وظائف الجسد المختلفة ، ويوضح ان نجاح ذلك يعتمد على خبرة الطبيب ومهارته فى استخدام القسطرة التى تقوم فكرتها على قطع التغذية والدم عن الورم الليفى ، ومن ثم يبدأ فى الضمور والتقلص وينتهى الشعور بالأعراض مما يجعله علاج جذرى فعال.
كما يوضح الدكتور أحمد ان القسطرة التداخلية عبارة عن أنبوب بلاستيكى رفيع للغاية يتم إدخاله عن طريق فتحة لا يتعدى قطرها 2 مللى ويتم توجيهها عن طريق التصوير بالأشعة حتى تصل للشريان المغذى للورم وتحقنه بحبيبات طبية دقيقة فتغلق الشرايين المغذية للألياف فينقطع عنها الغذاء والأكسجين مما يؤدى لضمورها موضحا أنه لا مجال لنموها مرة أخرى بعد استئصالها.
وحول أعراض الأورام الليفية يوضح الدكتور أحمد ان أغلبها تكون صغيرة فى الحجم ولا تتسبب فى أية مشكلات لأنها لا تتحور لتصبح أورام خبيثة ، بيد أنه فى حالات قليلة تكون كبيرة الحجم مما يسبب ظهور أعراض منها الشعور بإحتقان الحوض أو نزيف أو اضطرابات فى الدورة الشهرية مما يستلزم التدخل باستخدام الأشعة التداخلية.
ويؤكد ان المشكلات المحتملة بعد إجراء الأشعة التداخلية نادرة الحدوث مع طبيب أشعة تداخلية متمرس وخبير ، ويضيف ان الفئات الأكثر عرضة للتعرض للإصابة بالأورام الليفية هن السيدات فوق سن الأربعين وما قبل سن اليأس وكذلك ذوات البشرة السمراء وينصح فى حالة ظهور أعراض ضرورة إجراء مسح لبطانة الرحم للتعامل مع الورم المسبب له.