الاثنين 09 صفر 1444 هـ - الاثنين 5 سبتمبر 2022 م 10:01:17 PM
الطبيب - محمد داوود- جدة:
رأت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن ، أن الحالات الفردية لقتل وذبح الشابات بحجة رفضهن الزواج من بعض الشباب المتقدمين والتي بدأت ترصد في بعض الدول العربية للأسف دليل على ضعف الوازع الديني لدى هؤلاء الشباب ، وعدم إدراكهم بأن الزواج رباط إنساني قائم على المودة والرحمة والألفة ، وليس على القوة الجبرية والتهديد وغيرها من الصفات اللاإنسانية واللااخلاقية .
وقالت لـ"الطبيب": من المؤسف أن نشهد وخلال شهور بسيطة ثلاثة حالات قتل لطالبات جامعيات في إحدى الدول العربية لرفضهن المتقدمين لخطبتهن ، والواقع فأن هذا الأمر يجسد أن هؤلاء يعانون من ضعف الوازع الديني وانعدام الضمير وعدم الخوف من الله ومن العمل الذي سيقدمون عليه بارتكاب الجريمة البشعة في إزهاق روح بريئة.
وتابعت "د.هويدا": العلاقة الزوجية رباط مقدس من الله ، ويبدأ بأطر شرعية وقد يتضمن القبول أو الرفض ، فليس شرطاً أن يجد المتقدم الموافقة الفورية عند تقدمه لأي أسرة ، إذ قد يحالفه الرفض ، وعليه أن يتقبل هذا الأمر بصدر رحب لأن الله قد أراد له خيرًا " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " ، مع الإيمان القوي بأنه إذا حالفه الرفض لدى أي أسرة فأن القبول سيحالفه عند أسرة أخرى ، فلا بد أن يدرك الفرد أن كتاب الله سبحانه وتعالى تضمّن العديد من الآيات التي تؤكد أنَّ الزواج بُني على المودة والرحمة بين الزوجين، لضمان الاستقرار واستمرارية العلاقة بين الزوجين ، وهو القائل في محكم التنزيل " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".
واختتمت د.هويدا بالقول: يقع دور كبير من المسؤولية على الأسر في توعية أبنائها وبناتها ، بأن طرق أبواب الآخرين للزواج يتم عن طريق الوالدين ، فأي علاقة مبنية على الصراحة بين شاب وشابة وهدفها نية الزواج يجب أن تكون الأسرة ملمة بتفاصيلها ، فللأسف نجد في أكثر الجرائم أن الأسرة ليس لديها أي علم ، أو يكون الحب من طرف واحد كما قرأنا عن ذلك في بعض الحالات التي يصر فيها الشاب بينما الشابة لا تريده وهنا تحدث الجريمة التي كان بالإمكان أن لا تحدث لو كشفت الشابة وقتها عن مطاردة الشاب لها وانه يمثل خطورة يهدد حياتها ، فخلاصة القول يجب على جميع الأبناء أن يفصحوا عن علاقاتهم بالآخرين وعلى الأسر تبني مثل هذه المواضيع وأن يكونوا كتابًا مفتوحًا مع أبنائهم.