استشارية: زيادة عمر النساء والأمراض المزمنة والولادات المتكررة عوامل فرضت "طب التجميلي التجديدي"
الأحد 14 رجب 1444 هـ - الاحد 5 فبراير 2023 م 09:22:50 AM
الطبيب - محمد داوود- جدة:
في إطار المؤتمر الطبي الفقهي لطب النساء التجميلي التجديدي والذي يختتم أعماله اليوم في جدة أوضحت استشارية النساء والتوليد والعقم وطب النساء التجميلي رئيس المؤتمر الدكتورة حنان بنت علي سلطان في ورقة عملها ، أن طب النساء التجميلي التجديدي هو تخصص دقيق وجديد نسبياً متفرع من إختصاص امراض النساء والتوليد ، وهو علم يختص بالمظهر البصري وإحساس السيدة ، ويعنى بالإجراءات التجميلية التجديدية الخاصة بصحة ووظيفة الجهاز التناسلي للسيدات ويشمل الإجراءات الجراحية وغير الجراحية ، ومع تغير مفهوم "الصحة " من مفهوم الوقاية وعلاج الأمراض إلى مفهوم " تحسين جودة الحياة المرتكز على الجسد والاحساس" اكتسب هذا التخصص إنتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة وخاصة الإجراءات غير الجراحية إذ يعد هذا التخصص من التخصصات الواعدة، التي يُنصح باحترافها ويتوقع الخبراء أنها ستكون إحدى صيحات التجميل بالمستقبل القريب.
وأضافت أن التوجه إليه أصبح أمراً شائعاً بين النساء ويعزى ذلك الى عدة عوامل لعل من أبرزها زيادة العمر الافتراضي للسيدات والحاجة اليه وخاصة الاجراءات غير الجراحية التي تكون أكثر اماناً للسيدات في هذه المرحلة العمرية اللواتي قد يعانين من زيادة نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري والضغط ، الأمر الذي يجعل خطورة التخدير والاجراء الجراحي ليس الاختيار الأنسب لهن ، كما أن هذه الاجراءات غير الجراحية تعد أقل تكلفة مقارنة بالعمليات الجراحية التي تحتاج الى تخدير عام وتنويم بالمستشفى قد يصل لعدة أيام الامر الذي قد يضطر السيدة للغياب عن العمل والمنزل ، كما انها لا تحمل آثاراً جانبية مقلقة أو مضاعفات خطيرة مقارنة بالاجراءات الجراحية ، كون الإجراءات غير الجراحية آمنة في حال تم الإجراء على يد طبيب مختص متمرس ، وسريعة نوعاً ما حيث يمكن انهاء الإجراء أو الجلسة خلال ساعة واحدة ولا يتطلب وقتاً طويلاً للتعافي بعده .
وتابعت : من العوامل التي ساعدت في انتشار هذا التخصص إضافة إلى سهولة وصول المعلومة الطبية مع تطور وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وتوفر الانترنت الذي جعل العالم قرية صغيرة، فكل هذه العوامل ساهمت في توجه السيدات في جميع المراحل العمرية الى هذا النوع من الاجراءات، ولاحقاً بدأت الشابات والفتيات دون 18 عاماً في اللجوء لهذه الاجراءات التجميلية التجديدية ، إذ يعني هذا التخصص بمعالجة وتحسين أي تغيرات في المنطقة التناسلية نتيجة لتقدم العمر أو الولادات المتكرره أو مشاكل عضلات الحوض او عيوب خلقية من وقت الولادة ، كما أن بعض السيدات يرغبن في تعديل أو إزالة أو إعادة تشكيل المنطقة التناسلية ، إضافة إلى ان احتياجات السيدات تختلف على قدر الحاجة والضرورة (الطبية وليست الشرعية ) واختلاف الوقت والزمان.
وعن سبب لجوء السيدات للإجراءات التجميلية التجديدية مضت د.حنان قائلة:
تلجأ السيدات للإجراءات التجميلية التجديدية عادة لعلاج أعراض مرضية مثل (سلس البول) أو بسبب أعراض تشعر بها وتسبب لها الاحراج اثناء العلاقة الحميمية مثل خروج ريح من المهبل ، وهذه في أغلب الأحيان نتيجية لأعراض مشاكل التقدم في العمر مثل ترهل في عضلات المهبل المصاحب لنقص هرمون الاستروجين في مرحلة ما بعد عمر سن اليأس ، أو قد يحدث بعد الولادات المهبلية وخاصة في حال مضاعفات مثل ولادة طفل كبير نوعاً ما او تكرر الولادات سنوياً - ترهل المهبل ، وقد تشتكي السيدة من وجود الألم وعدم الراحة اثناء ممارسة العلاقة الزوجية نتيجة لوجود ترهل وتوسع في المهبل ، كما ان هناك شق آخر للمسألة إذ تلجأ بعض السيدات لهذه الاجراءات نتيجة لضعف تقدير الذات والقلق والشعور بالاحراج امام الزوج ، لذلك على الزوج ان يهدي من روعة زوجته إلى أن تعتاد عليه كشريك لها في الحياة " هن لباس لهن " ، كما قد تلجأ السيدات كذلك للإجراءات التجميلية لتحسين فاعلية العلاقة الحميمة بين الزوجين والاستقرار والألفة والمحبة.
وحول تحديات تخصص طب التجميل النسائي التجديدي خلصت د.حنان إلى القول:
أبرز التحديات تتمثل في كون هذا التخصص دقيق جداً وجديد نوعاً ما مع اقبال شديد من قبل السيدات ومؤخراً الفتيات والشابات عالمياً مع تغيير في القوانين من المنظمات الدولية ، وتخصص يعنى بالناحية الجمالية والوظيفيه "التجديديه" للمنطقة التناسلية ويصعب فصل أحداهما عن الأخرى في معظم الاحيان ، وايضاً تخصص يتداخل فيه ويتقاطع طب أمراض النساء وخاصة تخصص المسالك البولية النسائية وترميم الحوض مع عدد من التخصصات الطبية مثل الأمراض الجلدية وجراحي التجميل و أخصائي التجميل ، ونقص في التشريعات المنظمة ونقص في توحيد الإجراءات ، وأيضا هناك حاجة كبيرة لتدريب الأطباء قبل البدء في الممارسة وخاصة مع شح وغلاء البرامج التدريبيه المعتمدة حول العالم ، ومدى الحاجة إلى تصنيف مهني من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية كتخصص فرعي دقيق من أمراض النساء والولادة او التجميل ، بجانب تفاوت التراخيص والأسعار للإجراءات من بلد لآخر محلياً واقليمياً ، وايضاً اخلاقيات الطبيب الممارس للإجراءات وخاصة التجميلية وأهمية توفر المعرفة والتدريب والمهارات الكافية (الكفاءة العالية) ويكون مرتاح في عمل الاجراء مع المشورة الصحيحة بعد التقييم الشامل .