والعرق ليس مجرد فقد ماء فقط، ولكنه يتضمن أيضاً خروج بعض المكونات الهامة من الجسم، والتي تعرف علمياً باسم الإلكترونيات، وتضم الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والكلوريد، وزيادة فقد هذه المكونات يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة أنسجة الجسم الداخلية، ويتعرض الجسم لما يعرف بإجهاد وإرهاق الحر.
ونظراً لأن انقباض حركة عضلات الجسم يعتمد على التوافق بين عمليتي الانقباض والارتخاء، والتي يتحكم فيها وجود توازن في الجسم بين الكالسيوم "الذي يساعد على انقباض العضلات" وبين الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم "الذين يعملون على ارتخاء العضلات" لذلك فإن فقد هذه المكونات مع عرق الجو الحار يتسبب في عدم انتظام حركة عضلات الجسم وما يصاحبها من آلام التقلصات "والتي تعرف عادة" بالكرمب".
ويضيف د. الشوبكي قائلاً: تختلف احتياجات الجسم باختلاف فصول السنة،فمثلاً في الشتاء حيث انخفاض درجة الحرارة، وبالتالي يحتاج الجسم لمولدات الطاقة من الأغذية لرفع درجة حرارة الجسم للمعدل الطبيعي لذلك يتناول السكريات والنشويات والمواد الدهنية والمشروبات الساخنة، بينما في فصل الصيف يحدث العكس،حيث ارتفاع درجة حرارة الجو والجسم عن المعدل الطبيعي،مما يحتاج الجسم إلى طاقة أقل ويستلزم الأمر تقليل كمية السعرات التي يتناولها الإنسان ممثلة في السكريات والمواد الدهنية، فمثلاً الإنسان العادي البالغ يحتاج إلى 0042 سعر يومي للذكر،0081 سعر للأنثى إذا كان يزاول نشاط عادي، أما إذا كان يزاول نشاط حركي وجهد جسماني كالرياضيين والحرفيين فإن الأمر يختلف، بالزيادة بالطبع، هذا في المناخ العادي والمناسب، أما في فصل الصيف فينبغي تقليل هذه الكمية لأنها تكون أكبر من احتياجات الجسم، حتى لا تتحول إلى مواد دهنية تصيب الإنسان بالسمنة المفرطة وتحدث المضاعفات المعروفة، كالتأثير على المفاصل، وزيادة المواد الدهنية بالجسم وتصلب الشرايين والإصابة بمرض السكر•
ويشير د. الشوبكي إلى أن الجسم في فصل الصيف يفرز العرق في محاولة للحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية وتناسبها مع درجة حرارة الجو، ولذلك لابد من تعويض ما يفقده الجسم من خلال العرق عن طريق الإكثار من شرب المياه، ففي الأيام العادية يحتاج الإنسان إلي 1.5 لتر ماء، أي حوالي من6- 8 أكواب ، لكن في الصيف لابد من زيادة هذه الكمية إلى 2 أو 2.5 لتر من المياه أي حوالي 10 أكواب لمواجهة تناقص الماء وليس شرط تناول مياه نقية ، ولكن يمكن تناول أطعمة تحتوي على نسبة عالية من المياه من الخضر وات والبطيخ والأناناس وغيرها من الفواكه الصيفية،إلا أن هذه الفواكه والخضراوات تتميز عن المياه بقدرتها على إمداد الجسم باحتياجاته من المياه على مدى زمني طويل عكس المياه الباردة التي تشعر بالعطش بمجرد الانتهاء من الشرب•
ويضع د. فوزي الشوبكي روشتة غذائية ينصح بإتباعها مع فصل الصيف
• البعد عن تناول المواد الدسمة في تناول الوجبة الرئيسية في الظهيرة مع
الارتفاع الشديد للحرارة ويفضل تناولها مساءً مع بداية رطوبة الجو
وانخفاض درجة الحرارة
• الحرص على تناول المواد الغذائية الغنية بالمعادن لتعويض ما يفقد من خلال العرق، وعلى قمة هذه الأغذية الزبادي خالي الدسم "الذي يمد ا لجسم بالبوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم، وكذلك يمكن الحصول على هذه المعادن من البقدونس والجبن الأبيض
• البعد عن تناول المشروبات والأطعمة الساخنة ويفضل الأطعمة الباردة والتي تلطف من درجة حرارة الجسم، عكس الأطعمة الساخنة ومن هذه الأغذية التي تؤكل بارد الخضار السوقية والسلطات والبصارة والحليب والزبادي واللبن الرايب، وأصناف المحشي المختلفة والجبن وغيرها من منتجات الألبان
• الحرص على تناول الأغذية والفواكه الطازجة ويفضل عدم الالتجاء إلى حفظ الطعام كثيراً، خاصة الخضراوات والفواكه التي تفقد فائدتها الصحية نتيجة الاحتفاظ بها مدة طويلة خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة.