عملية الحمل بيسر وسهولة أو الشروع في اتخاذ قرار الحمل وجني ثمار حلم في إنجاب طفل معافي صحيا وعقليا سؤال يؤرق الزوجات الجدد، إلا أن الدكتور فواز أديب إدريس استشاري ورئيس قسم النساء والولادة ووحدة الإخصاب والذكورة بالمركز الطبي الدولي بجدة، والأستاذ المساعد بجامعة أم القري، من خلال هذا الموضوع يجيب عن كفاية حمايتك أنتي وجنينك من أي أمراض ويقدم إرشادات للوقاية.
ما هو سكري الحمل ؟
هو إرتفاع مستوى السكر في دم الأم بعد مرور 20 أسبوعاً من الحمل. بمعنى آخر، إن ارتفاع مستوى السكر قبل 20 أسبوع من الحمل يعتبر مرض سكري ما قبل الحمل (ليس سكري حمل)، أما ارتفاعه بعد 20 أسبوعاً وبعد أن كان طبيعياً قبل ذلك، يعتبر سكري حمل.
ما نسبة الإصابة به بين السيدات الحوامل ؟
إن معدل الإصابة بسكري الحمل يختلف من بلد إلى آخر وكذلك بين مواطني البلد الواحد وذلك حسب أصل المنشأ والتاريخ الأسري.
ما أعراض سكري الحمل ؟
لا يوجد أعراض تظهر بصورة ملموسة وواضحة ولكنه يكتشف من خلال إجراء فحوصات معملية خاصة بذلك
ماهية تلك الفحوصات ؟ ومتى تجرى؟
تخضع جميع السيدات الحوامل لهذه التحاليل مابين الأسبوع الرابع والعشرون والثامن والعشرون ويفضل الأقرب إلي الأسبوع الثامن والعشرون. يتم الكشف عن سكري الحمل من خلال مرحلتين ففي المرحلة الأولى (الفحص الأول) تعطى المرأة الحامل جرعة 50 جرام من محلول سكر سواء كانت صائمة أم لا (مع ملاحظة عدم القيام بمجهود بدني وذلك لعدم حرق السكر الأمر الذي قد يؤثر علي دقة النتائج)، وبعد مرور ساعة من الوقت يتم فحص مستوي السكر في الدم لتظهر النتائج بعدة احتمالات :
· مستو السكر منخفض وهو مؤشر لعدم وجود سكري الحمل.
· عالي جدا وهذا يكفي لتشخيص سكري الحمل.
· متوسط وفي هذه الحال تخضع الي فحص آخر، أي إلى تحليل آخر.
وما هو هذا التحليل الآخر؟
يتم هذا الفحص بعد مرور فترة صيام تتراوح مابين ثماني الي عشر ساعات ويتم فيه قياس مستوي السكر في الدم خلال الصوم حيث يسحب عينة من الدم ثم تتناول المرأة 100 جرام من محلول السكر عن طريق الفم وتؤخذ عينة دم بعد ساعة ثم ساعتين ثم ثلاث ساعات. إذا وصل مستوى السكر في أكثر من فحصين الي معدل يزيد عن المعدل الطبيعي، يُشخص المرض بمرض سكري الحمل.
إذا تم التشخيص ماهية الطرق العلاجية المتبعة ؟
يبدأ العلاج أولاً بإتباع حمية غذائية معينة توضع لها من قبل الطبيب أو أخصائية التغذية بالإضافة إلى بعض التمرينات الرياضية والتي من أفضلها المشي والذي يساعد الي حد كبير على حرق السكر. خلال هذه الفترة تقوم الحامل بقياس مستوى السكر في الدم بطريقة دورية ويومية تتراوح مابين 4 إلى 7 مرات في اليوم وذلك باستخدام جهاز قياس السكر المنزلي. في حال استمرار ارتفاع معدل السكر عن المعدل الطبيعي بالرغم من اتباع نظام الحمية والرياضة، تخضع السيدة المصابة للعلاج بإبر الإنسولين أو بحبوب خافضة للسكر تعطى بطريقة آمنة ولا تؤثر على الجنين.
هل هنالك مؤشرات لاحتمالات الإصابة بسكري الحمل؟
هناك بعض المؤشرات التي تدل على أن سكري الحمل قد يصيب بعض النساء أكثر من غيرهن :
· الحمل بسن متأخرة
· إصابة احد أفراد العائلة بالسكري
· الإصابة بسكري الحمل في حمل سابق
· السمنة
· ولادة سابقة لطفل يتجاوز 4 كيلوجرام
كيف يختلف سكري الحمل عن مرض السكر الاعتيادي ؟
لا يوجد وجه شبه بين المرضين بل هما مختلفان تماما ويظهر ذلك الأمر جليا وواضحا في وجه الاختلاف بين مضاعفاتهما فعلي سبيل المثال، عندما تحمل مريضة مرض السكري فهي معرضة إلي كثير من المضاعفات التي تنعكس عليها وعلي الجنين والتي من أهمها الإجهاض، تشوهات الأجنة، تأثر نمو الجنين، وفاة الجنين المفاجئة داخل الرحم وغيرها من المضاعفات وهذا لا ينطبق علي مريضة سكري الحمل
ما أبرز مضاعفات سكري الحمل على الجنين ؟
من أهمها زيادة حجم ووزن الجنين عن الوزن الطبيعي والذي يزداد اضطرادياً مع زيادة مستوي السكر في الدم مما يجعل الولادة عسرة، الأمر الذي يعرض الجنين إلى أخطار كثيرة من أهمها ولادة رأس الجنين مع تعلق الكتفين وثبات بقية الجسم داخل الرحم مما قد يتسبب في وفاة الجنين في حال عدم خروج بقية الجسم في الوقت المناسب أو تعرضه إلي حدوث مضاعفات منها حدوث شلل باليد نتيجة تمزق الأعصاب المغذية لليد والتي تمر بعنق الجنين أثناء الشد على الرأس لمحاولة توليد بقية الجسم أو حدوث كسور في عظم الترقوة والساعد. من مضاعفات سكري الحمل كذلك زيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين بشكل كبير والذي قد يؤدي إلى نزول الحبل السري قبل رأس الجنين عند نزول السائل قبل أو أثناء الولادة، فإذا حدث وأن نزل الحبل السري أولاً، فقد يؤدي إلى وفاة الجنين لا سمح الله.
تطرقتم إلي مضاعفات سكر الحمل علي الجنين فماهية مضاعفاته علي الأم ؟
في حال زيادة وزن الجنين قد تكون عملية الولادة عسرة وبالتالي فقد تحتاج الأم إلى تدخل جراحي (الولادة بالعملية القيصرية) وهذا بالتالي يرفع نسبة الخطورة علي الأمهات لأن العمل الجراحي لا يخلو من المضاعفات. من المضاعفات على الأم أيضاً حدوث تمزقات مهبلية كبيرة أثناء الولادة الطبيعية نتيجة تعسر ولادة الجنين. من أهم المضاعفات كذلك ارتفاع نسبة ارتخاء الرحم المؤدي لنزيف بعد الولادة.
هل من وسيلة لتقليل أو منع هذه المضاعفات على الجنين أو الأم؟
بالتأكيد، إن المحافظة على مستوى السكر في الحمل كفيلة بمنع هذه المضاعفات جميعها إن شاء الله، أما في حالة عدم السيطرة على مستوى السكر فإننا ننصح بقياس وزن الجنين على الأسبوع 39 بواسطة التصوير التلفزيوني (Ultrasound)، ومن ثم توليد الجنين ولادة قيصيرية إذا كان ذلك الوزن أكثر من أربع كيلوجرام.
هل يمكن أن يستمر سكري الحمل إلى ما بعد الولادة؟ وهل يمكن معاودة ظهوره بعد أعوام ؟
كما ذكرنا آنفاً إن هذا المرض يختفي بعد عملية الولادة مباشرة ولكن السيدة التي أصيبت به تكون معرضة للإصابة بمرض سكري الحمل أومرض السكري في المستقبل مقارنة بنظيراتها من السيدات اللاتي لم يصبن بسكري الحمل، وبالتالي ننصح هؤلاء السيدات بالانتظام على ممارسة التمارين الرياضية وتجنب الأغذية الدسمة للحد من فرصة الإصابة بمرض السكر أو على الأقل تأخير حدوثه.
د/فواز أديب إدريس - أستاذ مساعد بكلية الطب- جامعة أم القرى
رئيس وحدة الإخصاب والذكورة بمستشفى المركز الطبي الدولي
إستشاري أمراض النساء والولادة والحمل الحرج والأجنة والعقم وأطفال الأنابيب والمناظير