من الطبيعي أن يحدث جدل سياسي في مصر بين النظام الحاكم ومؤيديه وبين قوى المعارضة بشان التعديلات الدستورية و التوريث والأشراف القضائي على الانتخابات البرلمانية والرئاسية والرقابة الدولية على الانتخابات ........... الخ , كما يمتد هذا الصراع السياسي
الى جانب هذه الأمور الجوهرية إلى أمور مجتمعية متباينة كارتفاع الاسعار و انخفاض الدخول والفساد الاداري والدعم وفساد منظومة التعليم وبرامج الخصخصة ومواجهة الكوارث والفتنة الطائفية ............. الخ , لكن ما ليس طبيعيا أن يتحول التاميفلو إلى صراع سياسي بين أنصار الحكومة ومعارضيها فالوزير حاتم الجبلي ومؤيدو الحكومة يرون في العقار كل الايجابيات و أنه ضروري ليتخلص المريض من أعراض الانفلونزا بل وتسابق الوزراء في الحكومة لتاييد زميلهم الهمام إلى الاحتقان بهذا العقار على شاشات التلفاز حتى يطمئن المواطن العادي ويهرول إلى المستشفيات الحكومية ليحتقن بالعقار وهو آمن على نفسه , هذا عن رأي الحكومة ومؤيديها فماذا عن رأى المعارضة من يعارضون النظام الحاكم يرون أن العقار غير آمن وأن أعراضه الجانبية تفوق الوصف وقد تودي في نهاية المطاف إلى وفاة من يتناوله حتى أن أحد المتخصصين نصح المواطنين بعدم تناول العقار ولو تم توزيعه مجانا وذلك لمخاطره المرتقبة على صحة الإنسان , وهكذا تحولت صحة الإنسان في مصر إلى مقامرة سياسية بين أنصار النظام ومعارضيه على نحو لم نجده في أى دولة في العالم أن تتحول كل كبيرة وصغيرة إلى عراك سياسي حتى في أبجديات العلم التي لا تحتمل أي خلاف أليس هناك دراسات علمية تناولت هذا العقار من كافة أبعاده من حيث المادة الفاعلة واعراضها الجانبية أما كان أولى أن يتم إعلام المواطن بهذه الحقائق العلمية حتى يتناوله أو يتجنبه بناء على اختياراته وقناعاته الشخصية القائمة على الحقائق العلمية بدلا من المسرحية السياسية الهزلية للحكومة عندما قامت بتصوير الوزراء وهم يتجرعون العقار والمسرح الكوميدي للمعارضة وهم يصرخون بأن هناك شبهة سمسرة ماذا نقول ؟ هذه هى مصر يا ...................