يمكن للغالبية العظمى من مرضى القلب والشرايين والضغط صيام شهر رمضان المبارك كاملا واستغلال أيامه لتحسين صحتهم العامة وصحة القلب وانتظام الضغط ولكن هناك بعض مرضى القلب يُنصحون بعدم الصيام وذلك بعد استشارة الطبيب المعالج حيث أن وضع كل مريض له خصوصية حسب حالته .
  ومن بين الذين ينصحون بعدم الصيام الذين يشكون من ذبحة صدرية متكررة تتطلب استخدام أدوية عديدة على ساعات متقاربة , والمريض ذو القلب المتضخم الذي يشكو من ضيق نفس شديد وإعياء واضح وتجمع سوائل في الرئتين والأطراف السفلى , والمريض الذي لا يستقر عنده الضغط رغم تناوله ادوية عديدة .   ولكن المرضى الذين يخضعون للعلاج بالإشراف الطبي والذين استقرت حالتهم الصحية لاشهر عديدة - كمرضى الشرايين وضعف عضلة القلب ومرضى الضغط قادرون على الصيام مع الاستمرار بمراقبة حالتهم العامة وقياس الضغط يوميا . واذا وجد الشخص نفسه قادرا على الصيام ولم يعانى من اى إرهاق وأحس بالراحة فى صيامه يوما بعد يوم , فان ذلك يعني ان الصيام بالنسبة له سيكون خاليا من المصاعب . وعلى مريض القلب مراجعة الطبيب للاستفسار عن جرعات الدواء ومواعيد تناولها وخاصة في ظل ارتفاع درجة حرارة الجو ,الامر الذي يؤثر على فقدان السوائل بشكل ملحوظ خاصة لمن يتعرض من المرضى للشمس , وهذا يعني ان جرعات الأدوية المدرة للبول والمخفضة للضغط قد تكون بحاجة الى تعديل كما انه من الضروري عدم تاخير الادوية الصباحية الى ساعات الافطار في المغرب وانما الحرص على تناولها ساعة السحور . والصيام فيه من الفوائد الكثيرة التي تفيد القلب والشرايين ومرضي الضغط حيث ان تقليل الوزن - الذي يحققه غالبية المرضى - وتقليل كميات الطعام المشبع بالدهون واللحوم - الذي يجب ان يلتزم به المريض - كلها عوامل تساعد على تخفيض العبء على القلب المتضخم والسيطرة الملحوظة على الضغط والكوليسترول والدهون الثلاثية . و أثبتت الدراسات ان إنقاص الوزن بقدر كيلوغرامات قليلة يصاحبه تحسن في وظائف القلب الذي يشكو صاحبه من اعراض هبوط القلب كضيق النفس وصعوبة النوم وتورم الارجل . وعلى المريض الذي لا تسمح له حالته المرضية بان يصوم الا يشعر بالحزن والاسى , ذلك ان اصراره على الصوم قد يعرضه لمضاعفات وخيمة كهبوط الضغط والجفاف . والمريض الذي يُسمح له بالصيام ان يستشعر الاعراض المبكرة بنفسه مع مرور ايام الشهر الفضيل , ذلك انه من الصحيح ان الغالبية سيتمون الصيام , وقال ان على المريض ان يتنبه ان إحساسه بادنى درجات عدم الراحة أو الإجهاد والتعب وضيق النفس تستدعي كلها عدم الاستمرارية بالصوم ومراجعة الطبيب .