تبينت اليوم لأول مـــرة هذا التشـــابة العجيب بين البشـــــــر ... و الأشـــياء ...!!
حقا.. إن هذا التباين في الخلائق لهـــو شيء مثيـــــرٌ للغــــاية .. فقد تجد بشرا معطـــــائين.. متدفقين .. أبلغ القول فيهم أنهم يشبهون الأنهــــار الفياضة أو الشمــــوس الســـاطعة ... أمثـــال هؤلاء البشر الذين فطـــروا علي العطــــاء ــــ و الذين يمثل هذا العطـــاء طبعــــا متأصلا فيهم و ليس مجرد صفة مكتسبة أو مؤقتة ــــ لا تثنيهم الظروف و التغيرات عن كينونتهم الحقيقية التي تمثل ذات الوجود بالنسبة لهـــــــم.
وعلي النقيض تماما , فهناك بشــر.. مختلفون ذوي طبيعة ترابية ـــ محايــــدون ـــ مثل التربة ... لا يفعلون و لكنهم يستجيبون لما تبذره فيهم أيدي الآخرين إذ ينمو الحصـــاد تلقائيا بفعل طبيعة الإستقبال... ثم الإنفعال ... أمثال هؤلاء البشـــر أيضـــا يعطون , و لكنه عطــــاء مشـــروط ..!! عطــــاء... بمقابل و ظروف و عوامل مساعدة مهيئة ( لطبيعتهم ) الخاصة و ليس لرغبة الآخرين مهما فعلوا أو حاولوا.
وهناك أيضا إنـــــــاس ــ نــــــاريون ــ في طبائعهم.. فهم يستهلكون الآخـــرين... يحرقون كل من يقترب منهم ...يستنفذونه بالإستغلال و الإستنزاف المـــادي و المعنــــوي...بل قد يزداد شـــرهم لأذي الآخرين.. لأنهم ذوي طبيعة ( شيطــــانية ) غير ســــوية و نفوس ــ غير مطمئنة ــ تهدر بين جوانحهم نوازع الشــــــر..و يؤرقهم أمن الآخرين , و يؤذي عيـــونهم اللون الأخضــــر المنســـاب عبر أغصـــان الزيتون.
توقفت قليلا لأحتسي فنجانا صغيرا من القهوة ... فهي عادة رفيقتي في كل رحلة إلي مدائن العجائب كما أعتدت أن أسميها إقتداء بصديقتي ( أليــــــس )...كانت أنغام أغنية فيروز الرائعة لا تزال تغزو أرجاء المكان ...تفترش أرض الردهـــات، ثم تصعد نحو الحوائط..ثم تغطي الأسقف لتلف المكان بهالة من الخيال و السحر و تتقطر عطرا فوق سماء تلك الأرواح النبيلة في عالم من... سلام ... تـــــــــــــــــــــــــ ــــــــام
حبيتك....بالصيف
حبيتك...بالشتي..
و نطـــرتك..بالصيف
نطـــرتك... بالشتي
و عيــــــــونك الصيف
و عيون الشـــــتي
ملآنــــــــه يا حبيبي
خلف الصيف و خلف الشتي....