كيف تحافظ على شعرة معاوية؟.. بقلم الأخصائية النفسية وفاء سليمان
الخميس 19 شعبان 1442 هـ - الخميس 1 ابريل 2021 م 07:13:42 AM
يحكى أن شعرة معاوية كانت سببًا في دوام الحكم أربعين عامًا من الزمان! فأصبحت شعرة معاوية هي أحد طرق السياسات الناجحة في إدارة المواقف، وشعرة معاوية هي نسبة إلى معاوية بن سفيان، أحد القادة الإٍسلامين الذي دام سلطانه وغطى الكبير من الرقع الإسلامية، فحين سألة البعض عما قام به حتى يدوم ملكه كل هذا الأمد من الزمان، أجاب قائلًا ((لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل: وكيف؟ قال: لأنهم إن مدوها أرخيتها وإن أرخوها مددتها))، فهو منهج قام على البقاء على أي من العلاقات حتى وإن لم تكن بتلك الجدوى التي توجب الحفاظ عليها، والتراوح بين الشدة مرة واللين مرارًا، فما لا يمكن الانتفاع به الآن حتمًا قد يأتي أوقات تتوقف على وجوده، لذا كانت سياسة معاوية هي تقديس العلاقات والحفاظ عليها.
سياسة شعرة معاوية:
أصبحت شعرة معاوية هي الأساس في العلاقات القوية بين الدول الحديثة، وهو ما عرف الآن تحت مسمى الدبلوماسية، فالدبلوماسية هي تلك الطرق الناجحة في إدارة العلاقات، والحصول على المرغوب تحقيقه.
ولا يقتصر الأمر في شعرة معاوية على الدول والمؤسسات، بل من طرف خفي نجد أنها في العلاقات الأسرية القوية، وذلك مثل:
علاقة الزوج والزوجة: فإن أكثر المشكلات الزوجية يكمن حلها في الوقوف برهة من أحد طرفي النزاع والتراجع عند احتداد النزاع، فيتكافئ اللين مع الشدة فتهدأ المشكلة وكأن شيئًا لم يكن ، فإذا شد الزوج على المرأة ان ترخي ، وان شدت الزوجة على الرجل ان يرخي حتى تتوازن الامور وحتى لا تتفاقم المشكلات، فهنا ابقاء حبل المودة ضرورة حتمية حتى تستمر العلاقات
علاقة الأصدقاء وعلاقات العمل، وعلاقات الأقارب. فكن دائما وسطياً ، وقديما قالوا " لا تكن لينا فتكسر ، ولا لينا فتعصر "
وفي المجمل فإن العلاقات التي تسير على ذلك المنوال من التفاهم هي الأكثر بقاءً والأشد أمانًا ، فلا إفراط في الحب ولا تفريط في الكره .
وحتى نحافظ على صحتنا النفسية والعقلية ، ونبعد الضغينة والعداء عن أنفسنا وحتى يسود الحب في المجتمعات .. علينا بالاحتفاظ بشعرة معاوية ..
كيف تحافظ على شعرة معاوية؟
توسط بين الصراحة والمجاملة، فلا تكن مجامًلا إلى حد النفاق ولا صريحًا إلى حد الوقاحة.
توسط بين الحب والكره، فأحبب هونًا واكره هونًا، وافصل بين الحب والكراهية وبين الحياة وقوانينها.
لا تدخل في مجادلة مع أحمق أو جاهل.. ابتعد عن إلقاء اللوم باستمرار ، والنقد اللاذع أو السخرية.. لا تبالغ في ردة فعلك اتجاه المواقف .
لا تتجاهل مشاعر الأخرين ..لا ترفض الاعتذار عند الضرورة، تخير المواقف، فالحديث مع الغاضب لا يتخلله المزاح، وكذلك الحديث مع الحزين لا يناسبه التفاخر بابتهاجك.
إياك وإحراج الحكيم المتعقل، فإن لكل كلمة عنده ردًا، وقد يوقفك حيث لا تعلم من أين أتيت.
وبذلك أنت تحافظ على شعرة معاوية وصحتك النفسية وصحة من حولك أيضاً.