النشرة البريدية من جريدة الطبيب
سجل بريدك هنا ليصلك جديد الأخبار من جريدة الطبيب
مختصون يكشفون أسباب إصابة جيل اليوم بـ"قصر القامة"
الخميس 06 محرم 1444 هـ - الخميس 4 أغسطس 2022 م      03:48:29 AM

محمد داوود - جدة: 
حذر مختصون من مشاكل السهر عند الأطفال وما يترتب عليه من مضاعفات تؤثر على النمو الصحي عند الأطفال ، مؤكدين أن هرمون النمو الذي يفرز ليلاً يمثل أهم الهرمونات في نمو
الأطفال، وهو هرمون يفرز من الغدة النخامية، ويحفز نمو جميع أنسجة الجسم، بما في ذلك العظام ، ويتم بناؤه وإفرازه من قبل خلايا في الغدة النخامية الأمامية والتي تطلق ما بين ١ـ ٢مغ يوميًا وهذا أمر مهم للنمو البدني الطبيعي في الأطفال ، وترتفع مستويات إفرازه تدريجيًا خلال مرحلة الطفولة وتصل ذروتها خلال طفرة النمو التي تحدث في سن البلوغ.
 
أهمية هرمون النمو للأطفال 
في البداية يقول أستاذ الغدد الصماء وسكري الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين الآغا، أن كثيراً من الأسر لا تعلم أهمية النوم المبكر وخصوصاً للأطفال، إذ لوحظ من خلال تشخيص الأطفال عدم الانتظام في أيقونة النوم عند الأطفال، وتبين أن من أهم أسبابه قضاء فترات طويلة على الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي، فالإنسان يحتاج متوسط الوقت للنوم من 7 - 8 ساعات، أما الأطفال الصغار ما دون سن الدراسة يحتاجون إلى حدود 10 ساعات من النوم يومياً، والنوم مهم جداً لصحة الإنسان سواء كانت من الصحة العقلية أو الجسدية أو النفسية، والحقيقة التي يجهلها الكثيرون أنه يوجد ثلاثة أنواع من الهرمونات تتأثر بالنوم المتأخر، وكذلك إذا كان الطفل نائماً تحت الضوء، هرمون النمو الذي يفرز من الغدة النخامية، هرمون الكورتوزول الذي يفرز من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين الذي يفرز من الغدة الصنوبرية.
 
ومضى البروفيسور الأغا قائلاً: خلق الله هرمون النمو ليكون إفرازه في الليل أكثر منه في النهار، ويزيد إفرازه ساعات النوم، وتكون أكثر من ساعات اليقظة، وفي مرحلة النوم العميق أكثر من النوم الخفيف، ونقص إفراز ذلك الهرمون نتيجة نوم الطفل نهارا يؤثر سلبا على نموه، ولو نظرنا إلى فسيولوجية إفراز هرمون الكورتوزول في الجسم لوجدنا أن الله جعل هذا الهرمون يفرز من الغدة الكظرية قبيل صلاة الفجر في الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً يبدأ عمل إفرازه ويزداد إلى الساعة 
الثامنة أو التاسعة صباحاً عندما يكون في قمة الإفراز وبعد ذلك يستمر إفراز الهرمون إلى صلاة العشاء وبعد صلاة العشاء تكون نسبة هرمون الكورتوزول ضعيفة في الجسم، فهذا من خلقة الله عز وجل بأن يبدأ عمله قبل صلاة الفجر وخلال فترة النهار يكون في قمة عمله وبعد صلاة العشاء يكون منخفضاً، لذلك الإنسان الذي يستيقظ مبكراً يكون في قمة أدائه العقلي والجسدي.
 
وأوصى البروفيسور الأغا في ختام حديثه، بضرورة تقنين استخدام التقنيات عند الأطفال، وحثهم على النوم المبكر وعدم السهر والاستيقاظ المبكر، وتناول الأكل الصحي وتجنب الوجبات غير الصحية، وممارسة الرياضة للحفاظ على الوزن وتجنب حدوث السمنة التي تمهد للسكري النوع الثاني.
 
النوم والرياضة والأكل الصحي 
أما استشارية طب النوم الدكتورة رنيا الشمراني، فحذرت من سهر الأطفال والمراهقين، إذ يزيد السهر من فرص "قصر القامة" عند الأطفال بسبب نقص في هرمون النمو.
 
وقالت إن هرمون النمو يساهم في بناء عضلات وأنسجة الجسم ويعتمد على نمو الجسم بشكل عام، ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية في الدم، ويعتمد هرمون النمو على تعزيز مرحلة النمو لدى الأطفال والمراهقين ما قبل سن السادسة عشر، ويحافظ على التمثيل الغذائي، ويعمل علي تنظيم نسبة السكر بالدم.
 
وأفادت بأن الغدة النخامية تعمل على إفراز هرمون النمو لتحفيز الجسم وزيادة مراحل النمو لدى الأطفال، وهناك العديد من العوامل التي تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم، كالنوم المنتظم، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، أما السهر فيعيق ذلك، ولكن من حكمة الله أن يعود هرمون النمو للعمل بشكل طبيعي عند الأطفال واليافعين في حال تجنب السهر.
 
وتابعت أن جميع الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى نوم كاف (8-16 ساعة، حسب العمر)، والنشاط البدني (ساعة واحدة) والابتعاد عن وسائل الإعلام حتى يتمكنوا من ممارسة أنشطتهم الاجتماعية، ومنها التعلم والتركيز خلال النهار، إذ لابد من تحديد أوقات خالية من الوسائط معاً (مثل العشاء العائلي) ومناطق خالية من الوسائط (مثل غرف النوم)، ويجب على الأطفال عدم النوم مع الأجهزة في غرفهم، بما في ذلك أجهزة التلفاز، أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، إذ إن استخدام الشاشات قد يؤثر على سرعة نوم الأطفال وطول فترة نومهم.
 
وأوضحت الدكتورة رنيا أن هناك ضوابط وقواعد لاستخدام الوسائط الرقمية والتي ينصح بالبدء بها في عمر مبكر، كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إذ يجب أن تأخذ هذه الضوابط في الاعتبار عمر كل طفل، صحته، شخصيته، ومرحلة نموه، كما يجب على جميع مقدمي الرعاية الآخرين، مثل جليسة الأطفال أو الأجداد، اتباع هذه القواعد باستمرار، حتى لا تكون هناك انعكاسات سلبية مؤثرة، وخصوصاً على النوم، فليس هناك أدنى شك بأن الأطفال تأثروا كثيرًا من هذه التقنيات التي أصبحت الآن بالنسبة لهم خير صديق وجليس.
 
وقدمت الدكتورة رنيا في ختام حديثها بعض الطرق التي يمكن من خلالها تقليل التأثير السلبي لوقت الشاشة على نوم الأطفال وهي: تجنب استخدام الشاشة في الساعة التي تسبق وقت النوم، ويشمل ذلك الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وشاشات الكمبيوتر والتلفزيون، وتشجيعهم على قراءة قصة أو اللعب الهادئ بدلاً من ذلك، الحد من المحتوى العنيف ومراقبته في أي وقت من اليوم، وهذا يمكن أن يؤثر على النوم بغض النظر عن وقت وطول الاستخدام، تشجيع الأطفال على التواصل مع الأصدقاء خلال النهار بدلاً من وقت متأخر من المساء، تكريس وجعل قاعدة عائلية لديه تقضي بمغادرة الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى خارج غرفة النوم طوال الليل.
 
تقنين ساعات استخدام الإلكترونيات 
ويتفق استشاري الحساسية وطب الأسرة الدكتور خالد عبيد باواكد مع الآراء السابقة ويقول:
الأطفال هم أكثر فئة تحتاج للنوم مبكرًا ، لما للنوم المبكر من منافع صحية متعددة، حيث تحتاج أجسامهم لبعض الهرمونات التي تساعدهم على النمو، وهذه الهرمونات يحصل الأطفال عليها أثناء نومهم ليلًا؛ فالنوم المبكر يقوم بتنظيم الساعة البيولوجية لدى الصغار والكبار، كما أن النوم المبكر يفرز هرمون "البروت"، وهو ما يحتاجه الأطفال لزيادة نموهم؛ مشيرًا إلى أن هناك بعض الأطفال لا يزالون يسهرون لساعات طويلة جدًّا وخصوصًا إذا لم يجدوا أي متابعة أسرية، وتشكل هذه الخطوة خطرًا كبيرًا على صحة الأطفال؛ نظرًا للأضرار النفسية والصحية التي تصيب الأطفال بسبب السهر بشكل عام.
 
وقال: إن أهم الأضرار المترتبة على سهر الأطفال، هي عدم انتظام الساعة البيولوجية لديهم؛ مما يتسبب في بطء في نمو الطفل، كما يصاب الأطفال عند سهرهم بالهذيان وتشتت الذهن، ويعود السبب في ذلك إلى تأثر الموصلات العصبية الكيميائية بالمخ، وينتج عن ذلك كثرة النسيان، وقلة الحفظ والفهم والاستيعاب، ونقص القدرة على التعلم بفعالية، ونقص القدرة على الاستجابة السريعة بسبب نقص الخلايا المسؤولة عن الذاكرة في المخ؛ حيث إن هذه الخلايا تتجدد في الظلام.. وعند نقصانها بسبب النوم نهارًا بدلًا من الليل؛ فإن الطفل يحرم نفسه من تجديد هذه الخلايا المهمة، وقد يصبح الطفل كثير الحركة بسبب انزعاجه؛ وبذلك تقل شهيته بسبب القلق المستمر والعصبية؛ مما يدفع الطفل لتناول الحلويات نتيجة خلل استقلاب السكريات في الجسم، وخلل في إنتاج الطاقة، وزيادة الطلب على السكريات، وقد يصاب الطفل بزيادة في الوزن بسبب كثرة تناوله للحلويات وابتعاده عن المأكولات الصحية.
 
ونصح الدكتور باواكد الأطفال للحصول على النوم الصحي، بضرورة تقنين ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتجنب أي وسائل إلكترونية قبل النوم، وتحديد وقت يومي لممارسة الرياضة، فالنشاط البدني المنتظم لمدة ساعة يوميًّا على الأقل يساعد على النوم الجيد وتحسين الصحة بوجه عام، وتجنب أو تقليل كمية الكافيين التي توجد في العديد من المشروبات (مثل: المشروبات الغازية، والشاي، والقهوة)، خاصة في الأربع ساعات التي تسبق النوم، وعدم الإفراط في تناول الطعام قبل النوم؛ حيث يمكن أن يكون هذا سببًا لعدم الراحة أثناء الليل، وقد يمنع النوم، مع تجنب السهر في الإجازات الموسمية أو عطلات نهاية الأسبوع، والحرص على أخذ كمية النوم الموصى بها.
 
للسهر أضرار نفسية عديدة 
وفي سياق متصل ، تؤكد الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن ، أن السهر ليلاً يؤثر على الصحة النفسية على الكبار والصغار ، فأضرار السهر تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، إذ يرتبط النوم ليلا بإفراز هرمون الميلاتونين الذي يزيد إفرازه في الظلام ويقل في وجود ضوء النهار، وبالتالي عندما يسهر الفرد وتقل عدد ساعات نومه ليلا، فإنه يحرم جسده من إفراز القدر الكافي من هرمون الميلاتونين، مما يؤثر ذلك سلبا على " المعدلات وأوقات النوم والإستيقاظ "الساعة البيولوجية"
حرارة الجسم، توازن السوائل داخل الجسم، الشعور بالجوع; وذلك بخلاف ظهور الأمراض النفسية المتفاوتة بالطريقة غير المباشرة بسبب السهر وقلة النوم بصفة عامة.
 
وأضافت: أن هناك العديد من الانعكاسات الصحية التي تنتج بسبب نقص النوم ومنها : ضعف الصحة العقلية إذ يؤثر النوم غير الكافي على المزاج ويزيد من مستويات التوتر لدى الفرد ، والأشخاص الذين يعانون من الأرق هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق النفسي السريري أكثر من الأشخاص الذين لا ينامون ، ايضاً إرباك منظومة إفراز الهرمونات المهمة التي يفرزها الجسم وقت النوم ليلًا ، وهذه الهرمونات تمثل أهمية في النمو الصحي وضبط الساعة البيولوجية ، ومن الأضرار أيضًا ضعف الجهاز المناعي ، إذ أظهرت دراسة حديثة أن النوم لساعات كافية يؤثر إيجابياً على وظيفة الخلايا التائية، وبالتالي يعزز جهاز المناعة، ويكافح الجراثيم ويحارب نمو الخلايا السرطانية في الجسم ، وأن نقص ساعات النوم قد يسبب مشاكل صحية متعددة ، كما أن الحرمان من النوم والسهر يمكن أن يؤثر على التمثيل الغذائي للجلوكوز الذي يعتبر واحد من العوامل التي قد تسبب مرض السكري من النوع الثاني، وإضافة إلى ذلك نجد أن هناك جانب سلوكي مرتبط بالأطفال ، فالأطفال الذين يعانون من الحرمان
من النوم أو السهر لفترات طويلة من الليل معرضون لخطر متزايد من مشاكل السلوكية بالنهار .
 
وخلصت الدكتورة هويدا إلى القول: هناك إرشادات عامة لتحسين جودة النوم وهي الالتزام بوقت محدد وثابت للنوم والاستيقاظ ، خلق بيئة نوم مريحة وباردة ومظلمة وهادئة ، تجنب تناول الكافيين خاصة بعد الظهر وفترة المساء ، تجنب تناول المأكولات الثقيلة قبل النوم ، ممارسة الرياضة بشكل منتظم في وقت مبكر من اليوم ، تجنب الذهاب إلى السرير عند عدم الشعور بالنعاس ، عند عدم القدرة على النوم خلال 20 دقيقة، يجب ترك الفراش والقيام بنشاط خفيف ، تجنب أخذ قيلولة بعد الساعة 3 مساء ، تجنب أداء المهام والواجبات الدراسية في نهاية اليوم ، الحد من المحفزات وقت النوم (مثل: الأنشطة التلفزيونية، واستخدام الحاسوب، والألعاب الالكترونية) .
أضف تعليق
: الإســـــــــــــــــــم
: عنــــوان التعليق
: البريد الالكترونى
: التعليــــــــــــــــق
الأكثر قراءة

جميع الحقوق محفوظة لجريدة الطبيب الألكترونية 2012
تصميم وبرمجة مؤسسة الطبيب للصحافة والنشر