الطبيب - هبه عبد القادر:
هوس الريجيم والحفاظ على الرشاقة أمل يداعب العديد من الفتيات، حيث أن كل فتاة تريد أن تصبح رشيقة مثل نجمات السينما، وفتيات الفيديو كليب، وزاد من هذا الاتجاه أن كثيرا من الشباب أصبحوا ينظرون إلى فتاة أحلامهم من حيث رشاقتها وخفة حركتها، وتناسق قوامها، فلم تعد البنت ذات الوزن الثقيل التى تعبر عن بيت العز والثراء كما كان فى الماضي مطمحا لهم، لذلك ظهرت صيحات جديدة وكثيرة للرجيم، وتعددت أنواعه مثل رجيم السعرات الحرارية،
ورجيم اليوم الواحد، و الريجيم الكيمائي، و الريجيم الدوري، إلا أن لكل منه محاذيره التى يجب وضعها فى الاعتبار حرصا على تحقيق الهدف من الرجيم دون التعرض لأي مشكلات صحية، ومن أفضل أنواعه الريجيم الصحي والمتوازن الذى يحتوى على كافة العناصر الغذائية بما فيها الدهون ولكن بصورة مقننة حسب الحالة.
بداية تقول الدكتورة سلوى الشبينى أستاذ التغذية والصحة العامة بالمركز القومى للبحوث بمصر:إن الريجيم المتوازن يعد أفضل أنواع الريجيم وأقلها ضررا، لأنه يحتوى على كافة أنواع المغذيات ولكن بنسب مقننة حسب الحالة، فيحتوى هذا الريجيم على الخضراوات والألبان واللحوم والمواد النشوية والدهنية أيضا، ولكن بنسب يحددها أخصائي التغذية حسب العمر والجنس سواء رجلا أو امرأة، ووفقا أيضا للمهنة التى يقوم بها الفرد، فبالنسبة للحوم يفضل اللحوم البيضاء منزوعة الدهن لذلك يفضل الدجاج، والأسماك بعد أن ثبت أنها تقى القلب و الشرايين من الأمراض لوجود أحماض دهنية عير مشبعة بها، لذلك ينبغى تناول السمك مرتين أسبوعيا، أما طريقة الطهى المفيدة فى حالة الريجيم وفى الحالات العادية أيضا فهى طريقة الطهى المسلوقة أو المشوية، حيث تتميز هذه الطرق بالتخلص من الدهون الموجودة باللحوم.
أما الخضراوات فمسموح بجميع أنواعها مع عدم الإكثار من البطاطس لاحتوائها على نسبة عالية من النشويات وكذلك القلقاس والجزر، أما الفاكهة فهى تحتوى على كمية كبيرة من السكريات إلا إنه ينبغى تناولها لتلبية احتياجات الجسم منها خاصة لاحتواء هذه الفاكهة على الأملاح والفيتامينات التى يحتاجها الجسم، وتوجد بعض أنواع الفاكهة التى يجب تجنبها فى الريجيم مثل البلح والتين والموز والمانجو ومختلف أنواع الفاكهة المجففة لارتفاع نسبة السكريات والسعرات الحرارية بها، ويمكن تعويض ذلك بتناول ثمرة أو ثمرتين من البرتقال أو اليوسفى أو الجوافة أو ما يعادله من البطيخ أو الكنتالوب الذى ثبت قدرته الكبيرة على خفض الوزن.وتضيف الدكتورة سلوى أن السلاطة بها فوائد كثيرة للرجيم نظرا لاحتوائها على الألياف التى تشعر بالشبع إلى جانب وجود مواد مضادة للأكسدة بها، فثبت أن أمراض القلب تحدث نتيجة ارتفاع الكوليسترول، خاصة الدهون منخفضة الكثافة والتى تتجلى خطورتها فى حالة تأكسدها مما يسبب تصلب الشرايين إلى جانب احتواء الخضراوات على الكالسيوم الذى يفيد فى الوقاية من هشاشة العظام، خاصة الخضراوات شديدة الخضرة مثل الجرجير والبقدونس وورق العنب.
ريجيم الوجبة الواحدة
وتقول الدكتورة امتثال السويفى استشاري التغذية وعلوم الأطعمة بالمعهد القومى للتغذية: إن الريجيم الذى يعتمد على الوجبة الغذائية الواحدة يقوم فيه الفرد بعدم تناول وجبة الإفطار والعشاء، ويقتصر على وجبة واحدة فقط هى الغداء، وخطورة ذلك يرجع لزيادة وجود نسبة عالية من الأنسولين فى بلازما الدم مما يؤدى إلى زيادة سرعة بناء النسيج الدهني أى مساعدة الشخص على السمنة، لكن إذا تناول الفرد أطعمة منخفضة الطاقة يساعده ذلك على خفض وزنه.كما أن الاعتماد على الريجيم غير المتوازن يؤدى إلى أمراض سوء التغذية لعدم كفاية الجسم من العناصر المهمة له مثل الكربوهيدرات المسؤولة عن إمداد الجسم بالطاقة والوقود وتنشيط وظائف المخ، ويعتمد البعض فى الريجيم على الحبوب المسهلة والتى لها أضرارها أيضا حيث تقوم بمنع الجسم من الاستفادة من الطعام، وتظهر خطورة ذلك فى ارتخاء عضلات الأمعاء ونقص الفيتامينات بالجسم.
الوجبات الخفيفة
وتضيف الدكتورة امتثال أن تناول الكثير من الوجبات الخفيفة على مدار اليوم أفضل من تناول وجبة واحدة دسمة حتى لا تبقى المعدة خالية مما يؤدى لارتفاع الحامض المعدي بها وهو يعد مادة كاوية تسبب آلاما شديدة بالمعدة، وتنصح بالاهتمام بالمواد المغذية بدلاً من التركيز فقط على حساب السعرات الحرارية، حيث أن الأشخاص الذين يعانون النحافة يأكلون طعاماً جيداً مزوداً بالمواد المغذية. وإذا مزجوا ذلك بأسلوب حياة نشط فإنهم يحافظون على وزن صحي بدون بذل أي مجهود مع ضرورة الإكثار من تناول أطعمة الوقاية مثل الخضراوات والفاكهة، والإقلال من أطعمة الطاقة مثل الدهون وكلما تنوع الطعام المتناول زادت القيمة الغذائية التي يحصل عليها الفرد.
وجبة الإفطار مهمة
وتوضح الدكتورة امتثال السويفى أن البعض لا يتناول إفطاره لتقليل وزنه وذلك غير صحيح، ولكن تناول وجبة إفطار غنية بالمواد المغذية وقليلة الدسم يمنح الفرد الطاقة طوال اليوم، حيث أن الذين يتناولون وجبة الإفطار يبدو مظهرهم أقل عمراً بثلاث سنوات من الناحية الصحية من هؤلاء الذين لا يتناولونها، لذلك عند قيام مريض السمنة بعمل نظام غذائى لابد أن يمر بمرحلتين، الأولى: هى المرحلة الديناميكية أى الحركية والتى يتم فيها خفض الوزن نتيجة فقد الماء من الجسم أما المرحلة الثانية: فهى تأقلم الشهية مع النظام الغذائى الجديد بحيث لا تقل السعرات اليومية عن 500 سعر لتجنب هدم النسيج البروتينى والمطلوب فقط هو هدم النسيج الدهنى.
الوزن المثالي
أما عن الوزن المثالي فتقول الدكتورة الدكتورة سلوى الشبينى: إن هناك عدة طرق للوصول إلى هذا الوزن مثل طرح الرقم 100 من الطول، أو عن طريق قياس كتلة الجسم عن طريق قياس الوزن بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر، ولكي يكون هذا المؤشر سليما لابد أن يتراوح ما بين 18 و 24، فأقل من ذلك يكون الفرد بحاجة إلى تغذية، أما إذا تراوح هذا المؤشر ما بين 25 و 29 يكون هناك زيادة فى الوزن، أما إذا جاء المؤشر ما بين 30 و 39 فيدل ذلك على الإصابة بالسمنة، أما إذا زاد عن 40 فيعبر ذلك عن سمنة مفرطة، وهناك طريقة أخرى للتعرف على الوزن المثالي عن طريق قسمة محيط الوسط على محيط الأرداف ويجب ألا يزيد الناتج على 8,. بالنسبة للسيدات وألا يزيد عن 9,. بالنسبة للرجال، وتفيد هذه الطريقة فى التعرف عن نسبة الدهون فى الجزء العلوي من الجسم والسفلى أيضا أى الدهون الموجودة حول البطن فتراكم الدهون في هذه المنطقة يسبب أمراض القلب والشرايين.