كتبت - جهاد عواد:
بعد عناء طوال السنوات الماضية من تدنى مستوى الخدمات الصحية بمصر والتى يبدأ من سيارات الإسعاف وبطئ وصولها الى المرضى، وسوء تجهيزاتها وإعدادها بما يلزم لرعاية المرضى لدرجة أنه توجد سيارات إسعاف لا يجد بها المريض سريراً لينام عليه، مما أدى الى إنخفاض مستوى الطلب عليها لذلك إبتكرالعاملون فى هيئة الإسعاف المصرية فكرة جديدة وشكلاً متطوراً لسيارات الإسعاف.
وفى هذا الصدد إنفردت جريدة الطبيب بإلقاء الضوء على سيارة الإسعاف الجديدة وأجرينا حوار مع دكتور معمر حافظ أخصائى الباطنة وأمراض الكلى ونائب مدير هيئة الإسعاف بمحافظة الأقصر.
في البداية يوضح دكتور معمر أن مصدر الفكرة جاء من العاملين بهيئة الإسعاف المصرية عندما لاحظوا أن بعض الحالات التى تذهب اليها سيارات الإسعاف لا تستدعى التحويل الى المستشفى لقلة خطورتها وإمكانية علاجها فى المنزل، ولذلك يوجد بالسيارة طبيب أخصائى، هذا الى جانب بعض الحالات التى تكون بالغة الخطورة ولا تنتظر التحويل الى المستشفى وتحتاج الى العلاج والتعامل معها بشكل سريع مثل الغيبوبة السكرية، وضغط الدم المرتفع، بالإضافة الى الحالات المرضية لكبار السن التى تحتاج الى طبيب فورى بالمنزل ويصعب تحويلها الى المستشفى لأن نقلهم يكون فيه خطورة على وضعهم الصحى، ولذلك تم التفكير فى توصيل هذة الخدمات الإسعافية الى المنزل.
ويؤكد دكتور معمر حافظ أن هذة السيارات ستعمل على تخفيف الضغط على سيارات الإسعاف الأخرى وتفرغها الى الحوادث والحالات الخطيرة الأخرى التى لا بد من تحويلها الى المستشفى.
وأضاف أن سيارات الإسعاف الجديدة بمثابة مستشفى متنقل تأتى الى المنزل وبها طبيب أخصائى وكذلك مسعف والمسعف هو نفسه السائق لأن معه رخصة قيادة، وبالسيارة محاليل وريدية، وأمبولات الطوارئ، وجهاز قياس السكر بالدم، وإسطوانة أكسجين بالإضافه الى جهاز كشف قاع عين، ومنظار أذن، وجهازالبخار لمرضى الربو والحساسية، وجهاز صدمات القلب الإنتعاشى، وأيضا جهاز الشق الحنجرى والعديد من الأجهزة الأخرى التى تنقذ حياة المرضى فى أخطر الحالات، وبالسيارة أطباء أخصائيين مدربين بكفاءة عالية للتعامل مع الحالات الحرجة.
الجديد في السيارة
ويوجد بالسيارة جهاز لاسلكى حتى يستخدمه الطبيب فى الإتصال بسيارات الإسعاف الأخرى إذا وجد الحالة شديدة الصعوبه ولابد من نقلها الى المستشفى وذلك بعد عمل الإسعافات الأوليه للمريض.
ويضيف دكتور(معمر حافظ) أن كل هذا بمبلغ زهيد فقط 50جنية شاملة كل الخدمات ويستلم المريض إيصال بالمبلغ ويقول( دكتور معمر حافظ ) "أن السعر ثابت أينما كنت ولا توجد خطة لزيادة السعر حتى وإن زاد الطلب على هذة السيارات، فقط إتصل على 123 تأتيك السيارة الى المنزل ".
وقد بدأت هيئة الإسعاف المصرية فى تجربة سيارات الإسعاف الجديدة فى خمس محافظات وهى (بورسعيد والقاهرة والجيزة والإسكندرية والمحافظة الوحيدة بصعيد مصر هى الأقصر فقط).
ويؤكد دكتور معمر أن هذة الفكرة إذا نجحت سيتم تطبيقها فى كافة محافظات مصر ويضيف قائلا "أن بالرغم من أن الفكرة فى بدايتها وجديدة إلا أنها وجدت ترحيب من الناس وحازت على إعجاب الكثير، ونحن مقتنعين بها جداً، ولكنها محتاجه الى دعاية كافية من وسائل الإعلام ".
ويناشد مدير هيئة الإسعاف جميع المواطنين بضرورة تشجيع فكرة سيارات الإسعاف الجديدة، لإنها تعد خطوة فى الإرتقاء بمستوى الخدمات الصحية بمصر ويحثهم على طلب هذة الخدمة عند مواجهة أى حالة مرضية طارئة بالبيت بدلاً من طلب سيارة خاصة والذهاب الى طبيب بمستشفى أو عيادة وتحمل نفقات عالية وأعباء على صحة المريض جراء نقله من المنزل للمستشفى أو عيادة خاصة.
ويؤكد أنه بمجرد الإتصال بـ123 تصل إليك سيارة الإسعاف الجديدة الى المنزل فوراً بخمسون جنيه فقط شامله كل الخدمات والرعاية .
ويرى دكتور (طارق مأمون أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة عين شمس ) أن هذه الفكرة هي فكرة ممتازة جداً، ولكن إذا أحسنت هيئة الإسعاف تنفيذها ويظل مستوى الخدمة جيد على مر السنين، وأن تستوعب الأعداد الهائلة من المرضى بمستوى صحى راقى.
ويضيف دكتور(مصطفى عباس إستشارى الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة والعقم ) أن هذه الخدمة ستحقق الكثير من الراحة وخاصة للمرضى كبار السن.
وهذا بالمقارنة بسيارات الإسعاف المعتادة التى وصفها دكتور( مصطفى عباس) بالرديئة والتى لا تصلح إلا لحمل الجثث فقط لعدم توافروسائل الإنقاذ اللازمة لأى مريض، وبالتالى يفارق المريض الحياة فى الطريق أثناء ذهابه الى المستشفى.
أما سيارة الإسعاف الجديدة يشيد بها دكتور مصطفى عباس قائلاً " إذا تم تنفيذها بهذة التجهيزات الفائقة فستكون بمثابة غرفة عناية مركزة متنقله تذهب الى المنازل" وبالتالى سنتجنب خسائر عديدة فى الأرواح.
رأي الشارع
وفى هذا الصدد ذهبنا الى أخذ أراء البعض من الشارع المصرى الذى يعنية تحسن الوضع الصحى بمصر فى المقام الأول حيث تروى لنا الطالبة سهير عبد الرازق التى تبدى عن رأيها قائلة" أنا مؤيدة طبعاً لهذة السيارة إذا تمت بهذا الشكل الموصوف ستكون بداية إنطلاقة جديدة نحو مستقبل صحى أفضل، وتضيف أن والدها قد تعرض لغيبوبة كبدية وكانت الغيبوبة فى بدايتها، ولكن لسوء خدمات سيارات الإسعاف المعتادة تأخرت فى الطريق حوالى 45 دقيقه حتى جاءت الى المنزل وأخذوا والدها لنقله الى المستشفى وفى ظل إزدحام الطرق ومرورالوقت كان والدها قد دخل فى غيبوبة كاملة، وتأخرت حالته جداً لدرجة أنه كاد أن يفارق الحياة وتؤكد الطالبه سهير أنه لو أن سيارات الإسعاف الجديدة المنزلية كانت موجوده وقتها ماكان تدهور حال والدها بهذا الشكل .
وعلى الجانب الأخر يقول المهندس هشام منصورأنا أتمنى أن تتحقق هذة الخدمة ولو حتى بمقابل أعلى من الخمسون جنيهاً ولكن الذى يهمنا فى المقام الأول هو إستمرار الخدمة على طول الخط بنفس الكفاءة التى ستبدأ بها ولكن مخاوفنا هى أن تصبح بمقابل مادى فى تزايد بإستمرار ولا نشعر بفارق بينها وبين سيارات الإسعاف المعتادة.